يواصل بنسالم حميش وزير الثقافة المغربي جولاته التفقدية للمؤسسات الثقافية والمعالم التاريخية ببلادنا، في إطار الإستراتيجية الحالية لوزارة الثقافة المغربية، لتدبير الشأن الثقافي، وضمن سياسة القرب التي تعتمدها لتجويد العمل الثقافي وتطوير مردودتيه. فبعد جولة أولى لجهة طنجة تطوان نهاية الأسبوع الفارط، قام حميش يوم الخميس 12 ماي 2011، بزيارة عمل لعدد من المؤسسات الثقافية والمعالم الأثرية بمدينة الرباط، من أجل التعرف عن قرب على سيرها والتباحث مع مسؤوليها حول سبل تطويرها وتجاوز بعض الصعوبات التي تعاني منها. بدأ الوزير جولته بزيارة مرافق المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وتابع حصة تدريبية لطلبة السنة الثالثة بالمعهد، ناقش على إثرها مع الطلبة والأساتذة لغة العرض وأجواء التكوين. كما عقد جلسة عمل مع مديرة المعهد التي قدمت له شروحات حول المؤسسة والخصاص الذي تعاني منه على مستوى ضيق الفضاءات المخصصة للتداريب والسينوغرافيا والملابس. والتمست من الوزير العمل على تمكين المعهد من قاعة تشكل فضاء لعرض إبداعات الطلبة وكذلك لاحتضان أنشطة ثقافية وفنية بمدينة العرفان.
في نفس الإطار، قام الوزير، بزيارة ميدانية للمعهد العالي لعلوم الآثار والتراث، حيث التقى بطاقمه الإداري والتربوي وعاين المكتبة الفريدة من نوعها ببلادنا من حيث تخصصها في الآثار وتوفرها على حوالي 60 ألف كتاب، موزعة على أربع قاعات بسبب ضيق المساحة المخصصة للمعهد، مما يتطلب توفير بناية خاصة بالمكتبة وإلحاق محتويات مكتبة موقع الوداية بها، من أجل وضعها رهن إشارة الطلبة والباحثين. كما زار الوزير خزانة اللقى الأثرية الغنية. حيث التقى بأعضاء بعثة بحث تشتغل على موقع أثري بالهرهورة يعود تاريخه إلى أزيد من 10 آلاف سنة، كما اطلع على حلي من النحاس والذهب تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وجمجمة بشرية يعود تاريخها إلى أكثر من 200 ألف سنة ثم اكتشافها بنواحي آسفي. وعلى إثر ذلك، عقد الوزير اجتماعا حضره كل من مدير التراث ومدير المعهد ونائبه، تمحور حول راهن ومستقبل المؤسسة التي راكمت على امتداد 25 سنة تجربة غنية في البحث والتكوين الأثري بالمغرب. وناقش المجتمعون سبل تطوير عمل المؤسسة وتوفير شروط أفضل للنهوض بالبحث العلمي الأثري، والرفع من ميزانية المعهد التي ضلت شبه جامدة رغم تضاعف برامج البحث التي يشرف عليها وينجزها باحثوه وطلبته.
من جهة أخرى، قام الوزير بزيارة مطبعة دار المناهل، واطلع على سير العمل بها، كما التقى بإطارها الإداري وعمالها الذين التمسوا منه إعطاء تعليماته لحل بعض المشاكل التي يعانون منها خصوصا عدم حصولهم على تعويض المردودية.
بعد ذلك قام الوزير بزيارة لموقع شالة الأثري، وتلقى شروحات من محافظ الموقع حول عمليات تأهيله التي تمت خلال السنوات الأخيرة، كما قام بجولة لمختلف المعالم التاريخية التي يزخر بها الموقع، كالحمامات والصومعة وضريح أبو الحسن المريني.
وأنهى بنسالم حميش جولته بزيارة معلمة باب الكبير بموقع الأوداية الذي يحتضن معرضا للفنان التشكيلي باسكال فيورنتينو.
تعليقات:
