قاطِفُ النُّجومْ-فؤاد اليزيد السني - بروكسيل - بلجيكا
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

قاطِفُ النُّجومْ

-1-

لَقَدْ كانَ ذاكَ يَوْمَ خَرَجْتُ مِن حُلُمِ الحَقيقَة،
ومَشَيْتُ مُتَرَحِّلاً عَبْرَ جِبالِ زَيْتونِ "تاوْناتْ"،
غَيْرَ حافِلٍ بِما مَضى ولا بِما هُوَ آت،
وفي القَلْبِ تَسْتَريحُ واحَة،
وفي البالِ نَجْمَةٌ ورَغيفَة،
وتَأَمُّلٌ روحِيٌّ في النَّفْسِ،
وفي الذِّهْنِ أَحْلامٌ رَفيقَة.

-2-

لَقَدْ كانَ ذاكَ عِنْدَ مَشارِفِ الجَبَلِ عَشِيّة،
وقَدْ قَدِمَ اللّيْلُ مُتَسَلِّلاً كَسارِقِ مَساءْ،
وكُنْتُ كَغَريبٍ يَتَمَشّى بَيْنَ أَشْباحٍ غَجَرِيّة،
وشُجَيْراتِ الرُّمّان في تَهاوُدٍ مَعَ "اللِّشّينَة"،
في حينِ تَوَسّدَتِ الدّارُ سَوادَ زُرْقَةِ الفَضاء،
وتَنَقّلَتِ المَصابيحُ عَذْبَةً في العُيونِ الحَزينَة.

-3- 

لَقَدْ كانَ يا ما كانَ مِنْ سَناءْ !
في ذاكَ الجَبَلِ المُتَوّجِ بالجِبالِ الخَضْراءْ،
وتُرْبَةً حَمْراءَ ما تَزالُ تَزَكّى بِدِماءِ الشُّهداءْ،
ودورًا فَقيرَةً فِضِّيَّةَ السُّقُفِ بِلا أَبْوابْ،
وبِلا حُرّاسٍ وبِلا نُقودٍ وبِلا شَبابْ،
تَحْرُسُها عَيْنُ اللّهِ وسَكينَةُ الهِضابْ.

-4-

لَقَدْ كانَ أَنْ صَعَدْتُ سُلَّمَ البَيْتِ المَهْجورْ،
نَحْوَ السَّطْحِ صاعِدًا بِمِعْراج روحي،
والسَّماءُ الزَّرْقاءُ نَازِلَةٌ بِلَيْلٍ مِنْ مَنْبَعِ النّورْ،
نَازِلَةٌ بِلَيْلٍ مِنْ فَوْقِهِ لَيْلٌ مِنْ تَحْتِهِ سَماءٌ قَرَوِيّة،
وبِقِطَعٍ سَماوِيّةَ اللّيْلِ مَرْعى لِتِبْرِ النُّجومْ،
تَسْطَعُ كَعُيونٍ مُتَّقِدَةَ سَناءً وسنًى،
مِنْ مَصابيحَ البَيْتِ المَأْمورْ.

-5-

وارْتَفَعْتُ مُعَرِّجًا نَحْوَها العُلا،
قابَ قَوْسَيْنِ مِنْ سَماءِ لَيْلِ الزُّرْقَة،
وهِيَ لُعابًا تَسيلْ،
ذَهَبًا تَسيلْ،
تَقْطُرُ عَسَلاً،
وضياءً عَلَيّا.

-6-

وارْتَفَعْتُ مادًّا يَدَيّا،
وصِرْتُ أَقْطِفُها أَحْتَويها،
أَشُمُّها أَحْتَسيها،
وهِيَ تَساقَطُ دُرَراً،
بَرْقًا رُطَبًا هَنِيًّا،
عَلَيّ النُّجومْ.

                                 من دويانه الأخير "وَجْهُكِ مِرْآتي"



 
  فؤاد اليزيد السني - بروكسيل - بلجيكا (2011-05-21)
Partager

تعليقات:
غريبة /بلجيكا 2011-05-21
هنيئا لك على هذه القصيدة و غلى النجوم التي تتساقط عليك
البريد الإلكتروني :

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

قاطِفُ النُّجومْ-فؤاد اليزيد السني - بروكسيل - بلجيكا

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia