هَاهِيَ ذِي طنجَة ُ
قدْ صَارَتْ بيْنَ أيَادِيكمْ
أعْليْتمْ فِي سَاحَتِهَا أبْرَاجاً
وَعِماراتٍ وعمَاراتْ..
لكِنْ أيْنَ الإنسَانْ ..؟
وعَلى الشاطِئ مَاعَادَتْ تزهُو
بالعِشق نوَارسُهُ
حِينَ مَلأتمْ
كورْنِيشَ الشاطِئ بالبَارَاتْ
لِيَعِيثَ القرْصَانْ
وَاااااااأسَفِي طنجَة ُ كانتْ
مَمْلكة مَلئى بالزهْر
وَمِسْكِ الليْل وَبالعِلم وَبالرّيْحانْ
طنجَة ُكانتْ أسْطورَة َعِشق
فِي البحْر الأبْيَضْ
تخرُج للشاطِئ فِي غنـَج
فتغارُالحُورياتْ
وَتندَهِشُ الحِيتانْ
للرّوعَةِ فِي بسْمتِها
للرّقةِ فِي نظرتِهَا
للسّحْرعَلى الفسْتانْ
طنجَة كانتْ..
قبْلَ الطين وَقبْلَ الإسْمنتِ
وَقبلَ الأعْيانْ..
كانتْ فِي قلبي مَمْلكة
أدْخُلهَا فتزلزلنِي أسْقـُفهَا الخَضْراءْ
والشايُ المَرشوشُ بحُبّ الناسْ
وتزلزلنِي الألوَانْ
والبسْمَة ُ فِي الأحْياءِ الشعْبيّة
وَضجيجُ الأطفالْ
وهُدوءُ الصّلوَاتْ..
وسِلالٌ مِنْ تِين
مِنْ عِنـَبٍ ..مِنْ لوْز
مِنْ رَبْطاتِ النـَّعْناعْ
ومِنَ الرُمّانْ..
بَيْنَ أيَادِي امْرأةٍ جَبليّة
لكِنّ الآنْ ..
الأشيَاءُ اختلفتْ..
فقدَتْ نكهَتهَا وانفلقتْ..
طنجَة ُ صَارَتْ غابَة بُنيَانْ
وَأزقـّتهَا اخْتنقتْ
بعِمَارَاتٍ..وعِمَاراتٍ ..وعِمارَاتْ
وعَلى قضْبَان الإسْمَنتِ الشاهِقْ
صُلِبَ الإنسَانْ
فتصَوّرْ..
لاتوجَدُ فِي طنجَة حَتى قاعَة ُ عَرْضٍ
لِقراءَة بَيْتٍ مِنْ دِيوَانْ..
آاااااااهٍ وَأنا فِي طنجَة َ
مَاعُدْتُ أرَى شمْسَ بلادِي
مِنْ نافِذتِي كلّ صَبَاحٍ
حِينَ بخوْفٍ أفتحُهَا
يَدْفعُنِي لِلدّاخِل عُنفُ الدُّخانْ
يَاطنجَة ُ إنـّي اليَومَ أتيْتُ إليْكِ
جَريحاً ..أبْحَث عَنْ دِفءٍ
عَنْ لوْن..عَنْ قلبٍ..عَنْ طفلٍ
عَنْ عُصْفور كانَ هُنا
عَنْ بُسْتانْ..
وَخرَجْتُ كمَا المَجْنون
أمْشِي فِي الشارعِ
أبْحَثُ ..لكِنْ لمّا
أرْهَقنِي حُزنِي
أحْسَستُ بأنـّي أخْطأتُ العُنوانْ
وَمِنَ الشبّاكِ المَهْجُور أطلـّتْ
امْرَأة ٌ طاعِنة ٌ فِي السّنّ وَقالتْ :
هَلْ تبْحَثُ عَنْ طنجَة ..؟
عَفواًً..مَاعَادَتْ تسْكنُ
تِلكَ البنتُ الحَسْناءُ هُنا..
قدْ رَحَلتْ مُنذ زمَانْ .