الفردوس-زوليخة الأخضري - المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

الفردوس

هنا بالضبط في الفردوس الذي نلتقي فيه،  أسمع أنينك الصادر من عمق الليل و أناتك المطرزة بتواشيح الغواية. هنا نمارس جنوننا الباذخ. نتلمس بأصابع من نار كل الظلال التي تحاول إطفاء الحريق في نبضنا.
نفهم أنه يخترق الرموز، يخترق الضباب الذي يكتنف أيامنا و برونق باهر يمزق ستائر النار كي يلون النور ما شاء له من روابي الحلم.
تنفجر الكآبة شموسا ساطعة و أنخابا تغري القناديل بالسهر و تطلق العنان لذرات أرواحنا تحاور فيض الكلام. كل تلك الألحان سطّرناها أنا و أنت من تفاصيل وجع لا يخبو إلا لكي يستعر، يتعرّى بأناقة مذهلة كي يتلو حكايات بنكهة الجلنار.
أيها الغريب. أيها الأقرب إليّ من الوريد، يا امتدادا فيّ، يا وجهي الذي ينتصب شامخا من وراء حجب المسافات، يبشرني بولادة جديدة، بشموس تستوطن حدائقي، تنافس عتمة الغياب التي تحوم حول مواسم فرحي.
يا سيد الأشواق و سطوع الأشجان، تجلىّ لروحي كي يتوقف أنيني، بح! اعترف! كي ترافق النار التي فيّ أجراس أعراسك. كل المباهج في انتظارنا حبيبي. قبّلني كي يخفت السراب المدوّي في اضطجاع الهزيمة. سنقتفي أثر انكساراتنا واحداواحدا، نرجعها على أعقابها خاسرة.
ألا تعرف أنا نحن الحالمون لنا النصر دوما ومن الصباحات المبلولة بالدسائس نسرق وهج النار كي تقذفنا شهوة اللغة إلى المسالك التي تستحق حضورنا البهي.
أنا لك فقط في هذا البرزخ من النور و من النار. أنا و المحيط الزاخر بعظمته يتمطى في تثاؤب. ينتظر عند الزاوية أن يلمح عطرك القادم من بعيد.
هو هنا ينتظر.يعرف أنك ستأتي. في يديك ذلك الشعاع من الحنين ، في عينيك عنفوان الأشواق و فوق لسانك كل أقواس قزح اللغة تنثرها نجوما من أول النهار إلى آخره.



 
  زوليخة الأخضري - المغرب (2011-05-27)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

الفردوس-زوليخة الأخضري - المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia