يرحل الطغاة ويبقى الوطـن ..-محمد المهدي-أرفود - المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

يرحل الطغاة ويبقى الوطـن ..

  محمد المهدي    

يجيء طيفك مترعا بالوجع
المترامي على كل الأطراف..
وينتصب قدّك مَمشوقا ،مُخضّـبا بتباريحَ غائرةًَ
في كل الأنحـاء ..
وأنا مُسَـمَّــرٌ، لا أُبـالي بانصراف الأحقاب وتوالي الأجيال ..
وحيدا أرقبُ تمدُّد الحُلـم في عينيكَ،
وانفلات المارد من القمقم ..
ربما يأجوجُ ومأجوجُ قد حلاّ بيننا،
وعادا ليمارسا هواية التخريب على وقع الخطابات ،
وتبرير الزلاّت بقبح الأعذار ...
أكلما عقَّ نسل بني صهيون ، أو شَـذّّ ،
استباح عرضنا المَصون على قارعة الطرقات ..
وكان بيتنا ماخورا يتبول فيه حفيد خنزير،
أوسليل قرد مخمـور ..
يقوده مخنث أو ديّوث من أبناء جلدتنا !؟
أو كلما نهق حمار في زريبة بعد طول رُقــاد،
أو أَزْبــد حَـدّ التُّخمـة ..
ألقى قذارة جوفه علينا دون حياء..
واستبق شكوانا بكل أساليب الحكمة و الواقعية..
كي لا نثير غضب ماما أمريكا يرعاها الله .
أو كلما أوشك جاهل على التقاعد ..
أو مدة صلاحيته واربت على الانقضاء،
تولانا على رؤوس الأعيان بكل ما أوتي من فضل،
وغالى في مُهـور جوارينا، لكي لا يُـتّهَـمَ بالبخل!!
بل وزايد علينا أقرانه إمعانا في عشقـه لمُحَيّانـا .
أو كلما أصيب مهووس بمس الخلود..

مسح الشعب من ذاكرة الشعب ..
وأبدلها ذاته الجليلة قدسها الله ....
واختزل الوطن بين الأنـا والأنـا ،
وجعل فجر التاريخ من بداية حكمـه ..
وكأن  الله من أجل عيونه قد دحرج الأرض..
وجعل الجاذبية إليه تُـشدُّ .
فلا غرابة إن صار و الكرسي سيان..
أو صار هو الشعب
هـو الهواء و الماء،
هو الأرض وهو السمـاء..
فسبحان الذي جعل في بلاد العرب آلهة تنازعه الملك ،
وتذود عن عروشهـا بالبارود و السنـان ..
وتُبلي سوءَ البَـلاء تقتيـلا دون حياء،
وتلقي بالشعب قربانا إلى آلهة الخلود .
بل و تُـقْـسِمُ أن الوطن لن يستقيم من دونها..
لا الشعب ينبغي له الحكم ولا الله ..
ولا العـدل ينبغي له السيادة بل الطُّـغيـان !
فليدعي الحاكم بأمره ما يشاء..
وليُحكِـم أسوار قصـره بما يشاء..
سيبقى القول ما قال  الشعبُ ،
وما رسمتـه حِـمَمُ البُركان ،
سيرحل الطغاة ويبقى الإنسـان..
سيرحل الطغاة وتبقى الأوطـان ..
هذي سنة الله في ملكه الذي لا يفنى ،
بل الطغيـان هو الفَـان..
فسبحان من جعل سُـنّة الفناء في الأكوان .



 
  محمد المهدي-أرفود - المغرب (2011-06-11)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

يرحل الطغاة ويبقى الوطـن ..-محمد المهدي-أرفود - المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia