بعد سلسلة من الإصدارات شملت – مدينة العميان- (نص مسرحي)- الغالية- (نص مسرحي) – صورة اليهودي في المسرح المغربي- (دراسة نقدية) – الوجود اليهودي بالمغرب: الجذور والتمظهرات- (دراسة) وقد تراوحت هذه الكتب بين الإبداع، والدراسة النقدية، امتدت على مسافة زمنية، وتميزت بجدتها وجودتها ،وخلقت نقاشا حولها ،هاهو الدكتور والمبدع محمد الوادي يعزز ريبرتواره المسرحي بكتابين هامين: الأول إبداعي "احتفال الجسد" (نص مسرحي) والثاني نقدي " تجليات صورة اليهودي في المسرح العربي" (دراسة نقدية) من منشورات نقابة الأدباء والباحثين المغاربة، وقد قدم للإبداع المسرحي كل من الدكتور مصطفى رمضاني والدكتور محمد أبو العلا .نقرأ في تقديم الدكتور مصطفى رمضاني الذي اختار له عنوان "المعادلة الصعبة في نص إشكالي" الفقرة التالية: (( يطل علينا مرة أخرى الكاتب المسرحي المبدع الباحث الدكتور محمد الوادي بنص مسرحي جديد يحمل عنوان "احتفال الجسد"، بعد أن أمتع قراءه من قبل بباكورته "مدينة العميان"،وأغنى مداركهم بأبحاث علمية وأكاديمية تهتم ببعض الإشكاليات التي لا يلتفت إليها الدارسون إلا لماما، وعلى رأسها كتابه الجاد حول صورة اليهودي في المسرح المغربي.وكان في كل مرة يتألق: مبدعا وباحثا.
واليوم يأبى إلا أن يتحفنا مرة أخرى بهذا الإصدار الجديد والطريف في مضمونه وشكله، ذلك بأن النص"احتفال الجسد" – كما يشي بذلك ظاهر العنوان أولا،وكما تؤكد نوعية الكتابة ثانيا، وكما يصرح المؤلف نفسه في المقدمة ثالثا- ، نص يندرج ضمن الاحتفالية الجديدة التي يعد الدكتور محمد الوادي أحد المساهمين في بلورة تصوراتها إبداعا ونقدا.)) ونقرأ في تقديم الدكتور محمد أبو العلا الذي اختار عنوان "احتفال الجسد: من وسم نص .. إلى وسم مرحلة" ما يلي: (( يقطع الوادي شريط احتفال موسوم باحتفال الجسد، فاتحا رتاج بوابة البيضاء على شهية الحكي وغواية السؤال، مدشنا رحلة بحث عن ليلى في ليل عين الذئاب،بعد تجشم البحث عن نور في ليل مدينة العميان. خو ذا قدر الاحتفاليين: الترحال الدائم من مدن لافظة إلى أخرى فاضلة، وحين تضيق الأرض بالحلم تدق خيام احتفال برحابة مدن بل قارات متخيلة)).
ويقول المؤلف في مقدمة الكتاب التي جاءت تحت العنونة التالية" الاحتفالية الجديدة وقارة النص المسرحي الرهيبة": (( من الوهلة الأولى أدعوك، عزيزي القارئ، ألا تنخرط كليا في عوالم المسرحية. لأن هذا الانخراط-حسب تصوري-قد يضيعك ويجرك إلى متاهات لا حد لها. على أساس هذا المنطلق بني النص،إذ بين الفينة والأخرى تكسر الحوارات ، إما عن طريق توظيف اللغة العامية ، وإما عن طريق النقل الموضوعاتي، وإما عن طريق الرمز.كل ذلك لإشعار المتلقي وتنبيهه إلى أن الأمر لا يعدو أن يكون لعبة متفق عليها سلفا حتى لا يقع ضحية الاندماج الكلي، وحتى لا يصدق أنه يعيش حدثا واقعيا)).
وفي موضع آخر من هذه المقدمة يقول الكاتب : (( يعلن نص احتفال الجسد اختراقه للمسكوت عنه ،واقتحامه لفضاءات بقيت إما مهمشة،أو منسية،أو حكرا على حقول أخرى من ضروب المعرفة.كما يعلن-في نفس الآن- عن انتمائه إلى النسيج الدرامي المغربي والعربي البديل،والهادف إلى إعطاء دلالات جديدة للممارسة المسرحية)).