في مساءٍ ليس مطيرا-سعد الحجي – بنغازي - ليبيا
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

في مساءٍ ليس مطيرا

  سعد الحجي    

إلى (م. ص.) .. تحيةً لك وللسياب حين "كركرَ الأطفالُ في عرائشِ الكروم"!

 الأمسياتُ لمّا تزلْ غائمةً في ناظريكْ،

غائمةً عبْرَ شرفتكَ المستفَزّةِ في الظلامِ النديّ.. 

الأمسياتُ كما كلِّ أيامِكَ الشارداتِ مدجّجةٌ بالغيومِ ولكنها لا تفيضْ،

مكتظّةٌ، في خريفِكَ المستبدِّ ومنذُ استفقتَ، شحوبُ ظلالٍ بقبحِ احتلالْ

وكانت كوابيسُ ما قبلهُ حـابساتٍ:

حُـــروباً..

حُـــــطاماً..

حِــــــصـاراً..

حـَــــــــريــقــا... 

...

الأمسياتُ غائمةٌ في ناظريكَ

ثم انتظرتَ التي وعدُها كالسرابْ..  

التي حين تأتيَ يختالُ صمتُ

ويُزهرُ نبتُ

نابضاً في مآقيكَ كما لو أنها أوشكتْ أن تُضيءْ..

وانتظرتَ،

تنفّستَ ضوعَ الشجيراتِ تَـثّـاءبُ في هطولِ الغيومِ

ولا مِن رقادٍ 

كؤوسَ نبيذٍ وترتادُها حُبيباتُ المياهِ  

دبيباً

تحاولُ وصلَ الشفاهْ،  

وانتظرتَ التي وصلُها من رضابْ.. 

التي حين تأتيَ يقتاتُ صمتُ

على خاوياتِ المكانِ،

فيخْضَلّ وقتُ 

وتبسمُ عيونُ ما رُكِنَ مهمَلاً من أثاثٍ عتيقْ

وتأتلقُ عند المدى

-أغنياتٍ-

مصابيحُ مسرَجةٌ كالنداء السحيقْ

تقولُ ما هاهنا يا راحلاً تنتهي الأرضُ

بل هاهنا عتبةٌ لابتداءِ الطريقْ

معارجُ نحو بروجِ السماءِ سلالمُها من رحيقْ! 

وانتظرتَ انتظرتَ 

إلى حينِ أن غادرتْكَ الأماسي

ووجهكَ مغتسلٌ بالضبابْ..

وعدتَ إلى عصر قبلَ الخريفِ

وكان جديداً

وكانت كوابيسُهُ حــابساتٍ:

وصلَها..

قـبْـضَ ريــــــــحْ

صوتَها..

استلّني من رقادِ الضريــحْ

همسَـها..

لاهـثاً في دمـي يـسـتـريـــــــحْ

صمتَها..

بـاسـماً كـجــراحِ المـسـيــــــــــــح!



 
  سعد الحجي – بنغازي - ليبيا (2011-07-25)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

في مساءٍ ليس مطيرا-سعد الحجي – بنغازي -  ليبيا

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia