قَصيدَة إِلى حَبيبَتي طَنْجَة-فؤاد اليزيد السني(بروكسل/بلجييكا)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

قَصيدَة إِلى حَبيبَتي طَنْجَة

  فؤاد اليزيد السني    

-1- إِنْ كان في كُلّ أَرض، ما تُشَاُن و تُزانُ بِه، فَإِنّ بِطَنجة العُمْقُ و الرّيحُ. و بِها زُرْقَةُ الرّيحانِ، و أُسطورَةُ الأُنس البَلَدي. -2- يَأْتيكَ النّسيمُ بِغَرام الشّمال، و طيبُ العَذارى يُلاعِبه، و البَحرُ الغجَريّ من وراءِ التّلال، يُرَقّصُ خُيولَ مَوجِه صُوَرًا، أشْهى رُضابا، من لَمى سُعاد، و تَمَنُّع لَيلى، و فِتْنَة أبي لَهَب. -3- فَتَسْكَر يا صاح، و ما أَنتَ بِشارِب راحًا. و تَصحو كَما النّضارَة مِن المَطَرِ، ثَمِلا مَفْتونا .. مَخْبولاً. ثَمِلاً يَكبُر قَلبك في صَدرِكَ، يَكْبُر .. يُزْهِر و يَتّسِعُ، حتى يَكادُ يَنْخَلِعُ، مِن شِدَّة الطّرَبِ. -4- إِنْ كانَ في كُلِّ أَرْض، ما تُسامُ بِهِ، فَإِنّ بِطَنْجَةَ الهَوى البَلَديّ. يَأْتيكَ الغَرْبِيّ بِشَذى الرّوحِ، و الرّيْحانُ المُوَشّح يُدَغْدِغُهُ. و الصّبايا على آثارِهِنّ، مُنْذُ تَقَلُّب خُلَفاءِ الدَّهْرِ، و تَمَوُّج مَقابِر الأَنْدَلُسِ، يُجَرْجِرْنَ سَوالِفَ أَنْدَلُسِيّة، يَشِعّ حَريقُ نُور حَوّائِهِنّ، أَشَدّ فِتْنَة، من فِتْنة أَبي لَهَب. -5- فَتَذْهَل و ما أَنْتَ بِشارِب راحًا، و تَصْحو و ما أَنْتَ بِصاح، على رٍوضة قَفاطين، كانَتْ أَعْشاش وُرودِها تَلَفًا، لِمَنْ تَأَخّر عَن مَوْعِد السّفَر، مِن عَصافير مُلوك العَرَبِ. -6- إِنْ كانَ في كُلّ أَرْض، ما تُدانُ بِه، فَإِنّ بِطَنْجَة التَّحَرّر البَلَدي. يَأْتيكَ التّهْريبُ بالعُجاب، و جُنونُ الغِوايَة يُسَامِرُه، و "المافيا" مِن وَرائِهِما، تُعَرِّسُ لِرَجُل أَشْقَر، بِطِفْل أَسْمَر ناعِمِ الجِلد، حُبّا في بِدْعَة التَّجْديدِ، و تَمَرُّدِ رَبِّ الشِّعْر، و غَضَبِ إلاهِ التِّين، و الزَّيْتونِ و الحَطَبِ. -7- فَتَدْهَشُ أَيّ هذا الكائن الكَسول، و ما أَنْتَ بِمُنْدَهِش. و تَحَارُ و ما أَنْتَ من أَبناءِ الحَيارى، و الحُبّ الصِّنَاعيّ، يُوَحِّدُ في سَريرِ البَتول، غِوايَةَ الغَرْب إلى تَعاسَةَ العَرَبِ. -8- إنْ كان في كُلّ أَرْض، ما تُشانُ بِه، فَإِنّ بِطَنْجَةَ الميناءُ البَلَدي. يَأْتيكَ البَحْرُ بِها البَواخِرُ سافِرَةً، و لَعْنَةُ الشَّرْقِيّ تَدْفَعُها، و رَبُّ العُزْلَةِ من وَرائِهِما، يُلَمْلِمُ لَمًّا حُزْمَة حَزانى، مِن أَبْناءِ ما تَبَقّى مِن جُذور البَلَدِ. -9- فَتَحْزَنُ و ما أَنْتَ بِمُغْتَرِب، و تَتَغَرّبُ جَسَداً و روحاً، و ما أَنْتَ بِمُغْتَرِب. و شَهْوَةُ سَكرَةِ التّوْحيدِ، تَرعى في ضِياعِ حَناياكَ، قِسْمَةَ الخُبزِ و الزّيتون، و الشّاي و التِّين و العِنَبِ. -انتهت



 
  فؤاد اليزيد السني(بروكسل/بلجييكا) (2008-11-14)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

قَصيدَة إِلى حَبيبَتي طَنْجَة-فؤاد اليزيد السني(بروكسل/بلجييكا)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia