كلمة بمفعول السحر

تداول الصغار بعد الكبار، كلمة ذات حمولة ثقيلة، ملأت أفواههم الصغيرة. كان ذلك مدعاة للاهتمام بها من قِبَلِ الصحفيين والسياسيين والمؤرخين وعلماء الاجتماع وغيرهم. تحولت هذه الكلمة المنسية في كتب الصرف، إلى سلاح فتك بالظلم.. استعمالها الأحرار أفضل استعمال.. كان مفعولها كالسحر..
 بين تداول الكلمة ومفعولها، كانت المدة قصيرة، إذا ما قورنت بعمر الشعوب.. لم تأبه هذه الشعوب لهذا السلاح منذ عقود عاشتها تحت نير الجور، فضحكت من نفسها.
 ( سمعها الصغير أحمد، فَوَلَهَ بها ).
هذه الأيام الربيعية المنقوشة في الصخر، وفي ساحات عدة مدن، من عدة دول عربية، تجمع الناس ورددوا هذه الكلمة في وجه الظلمة، في شعارات خرجت من أفواههم كنيران التنينات الآسيوية. ألهبت النفوس.. رموا ولاءهم للحاكم وبطانته وراء ظهورهم.. وتخلصوا من عقدة أسكنها فيهم من قال يوما:
" أنا ربكم الأعلى "..
 وتساوت الحياة والموت.
 
قبل خروجه إلى المدرسة صباحا، كان الصغير " أحمد " مهموما، من جور والده المدمن.. شجار لا ينقطع في البيت.. شجار يبدأ مع منتصف الليل إلى الهزيع الأخير منه. حول الأسرة إلى جحيم.
 مرّ الصغير على والده وهو يفطر، قال له دون أن يلقي عليه التحية الصباحية:
 
" اِرْحَلْ ".