محمود درويش ليس بحاجة للرثاء ولا البكاء..!-شاكر فريد حسن - فلسطين
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

محمود درويش ليس بحاجة للرثاء ولا البكاء..!

ثلاث سنوات مضت على رحيل فارس القلم وامير الكلام ولاعب النرد ، شاعر فلسطين الكبير محمود درويش ، الذي تركت اصالته الوطنية بصماتها وآثارها على اصالته الشعرية والنثرية المتفردة والمتميزة . فكان موته خاتمة لاطول قصيدة واجمل معلقة لم يكتبها في حياته.
ومنذ رحيل درويش لم يتوقف البكاء والندب ولم تنقطع كلمات التأبين والمواساة ، التي جعلت منه "ايقونة" و"قديساً" و"نبيا" يقف في مصاف القديسين والانبياء . وتحوّل الحب له الى عشق جنوني قاتل ومدمر ، وهو الذي كان يكره التقديس ويمقت عبادة الشخصية ، ولا تزال صرخته المعروفة "انقذونا من هذا الحب القاسي" تجلجل في السماء وتدوي في الآذان .
محمود درويش ليس بحاجة للرثاء ولا البكاء بعد هذه السنوات ، فهو اكبر من الدمع وكلمات التأبين ، وليس بحاجة الى هذا التعظيم والتقديس . فقد غاب جسداً وبقي روحاً وفكراً وشعراً وقصيدة ، وظل تراثه الادبي المكتظ بالرؤيا الناجزة والايقاع العالي.
انه يحتاج مجدداً الى الغوص العميق في عالمه الشعري والنثري الواسع ودراسة تجربته الادبية الثرية ، واسلوبه الشاعري وخصائصه الفنية الجمالية ومضامينه المختلفة ، واثاره الشعرية والنثرية تحتاج الى المزيد من الدراسة الواعية والمعالجة النقدية والبحث العلمي والاكاديمي الموضوعي.
اخيراً ، وامام هذا السيل الجارف من المراثي والبكائيات فان محمود درويش يصرخ من قبره :كفى للرثاء ، كفى لهذا العشق الهستيري،فقد مللت من كلمات الندب والصراخ ، ومن هذا التقديس والتبجيل ، واصلوا الحياة فان "على هذه الارض ما يستحق الحياة".



 
  شاكر فريد حسن - فلسطين (2011-08-12)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

محمود درويش ليس بحاجة للرثاء ولا البكاء..!-شاكر فريد حسن - فلسطين

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia