كبر الشوق فيّ-حسين عبروس - المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

كبر الشوق فيّ

 



كَبُرَ الحزنُ على شاطئيْ 


كَبُرَ الخوف فيْ 


كَبُرَ الشوقُ فيْ 


وكَبرتُ أنا 


في رحيل الأحبّةِ 


إذ رحلوا 


وأنا لم أزل في العيون صَـبّيْ 


وتغيّر حولي المكانُ الزمانُ 


ووجهي البهيْ 


وأراني أسائِل زهر الحدائق ِ 


أوَ مَازلت يا عشقها 


تكبر الآن فيْ عَسانِي 


أوَ مَازلتَ يا سفري 


ساحرا بهواها النديْ 


مُترعًا بالكؤوس التي ثملتْ 


في يديْ 


بالأماني التي غرقتْ 


في شاطئيْ 


 


(2) 


 


وأنا من قديم الأحاجي 


أفَسِّر بعض الرحيل إليْ 


بالسَّرَابِ الخفيْ 


وأ ُفـَسِّرُ هذا اللقاء 


بالطواف الرّضيّ 


وأزَاحِمُ في خُلوتِي وِحْدتِي 


والدروب تفيء إليْ 


فأراك هنا يا أبَتِ


تَعْبُرُ الجسْرَ فيّ ْْ


وتصلــّي بكفّ الضَّراعة فيْ 


وتُناجي الحبيب على راحتيْ 


وتجيء مُعنـّى الفؤاد إليْ 


وأراك برغم الغياب الطويل هنا 


لم تزلْ في بريق الحديثِ 


حنانا تفيضُ 


فَيُسْكِنكَ الشوقُ في مُقلتيْ 


 


(3) 


 


أبتِ يا دليل الخُطى 


في مغيب 


وتأمّر فيَّ الأسى النجوم 


تَكـَاثـَر فيّ الشَّجا 


وتوّعدني بالتهاويل صُبْحَ مَسَا


وتَواريتُ أقفو خُطاكَ


ألمُّ شَتَاتي عَسَى 


وعساني أراكَ هناك


على بابنا حَرَسَا


تُسرج الخيل إلى غارتي 


فرسًا ... فرسًا... فرسًا


 


(4) 


 


الأرض تعرف لون دمكْ


والجهات في سنا طلعتكْ 


والقوافل حين تميل


على خبر الرحيل المفاجئ


يا أبت 


في يقظتكْ 


الأرض ملح الدماء


وطعم السنين


وبعض الغياب 


وبعض الحنين 


إذا غاب عنها المطرْ


قل أيّ شيء يريح الفؤادْ


قبل أيّ حدادْ


قل هذه الجزائر 


لم تزل تذكر الليل الجهيم 


على كلّ وجه جديدْ


لم تزل تحتفي بالهوى


في كلّ عيدْ


 


(5)


 


الأرض يا سيد العاشقين القدامى


حصاد شهيد وطلع يتامى


وشمع حفيدْ


كبر الشوق فيّ ْ


وكبرت أنا في فيافي الأحاجي


أصدّق كلّ كلام يقال


فيحاصرني في المدائن


مليون جرح وجرح ٍ


يفجر في السؤالْ


هل أقول الغزاة ... الغلاة


ينامون فوق الجماجم


أم رحلوا من دماكْ ؟


رحم الله يا وطني


من حماكْ


رحم الله يا وطني


من رعاكْ




 



 
  حسين عبروس - المغرب (2011-08-23)
Partager

تعليقات:
احمد مهدي /الجزائر 2011-08-27
لقد سعدت بقراءة قصيدتك الرائعة .دمت شاعرا ومبدعا للوطن العربي.
البريد الإلكتروني : ahmed mahdi@hotmail.com

منصور الضاري /بغداد 2011-08-25
قصيدتك تنم عن حس شعري عال أيها الشاعر .شكرا لمجلة طنجة الادبية التي تقدم لنا في كل مرة اسما شعريا جميلا.دمت شاعركبيرا.
البريد الإلكتروني : mansour@hahoo.fr

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

كبر الشوق فيّ-حسين عبروس - المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia