قراءة في قصة الساحر بوجا للقاص حميد بوشما-عبد الواحد البرجي – زاكورة - المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

قراءة في قصة الساحر بوجا للقاص حميد بوشما

  عبد الواحد البرجي    

ليس من الغلو القول إن الكاتب المغربي بوشما حميد يبقى  من  بين أولئك الذين سطع نجمهم في سماء الخيال ، واستقام عودهم في فن كتابة القصة بمختلف ألوانها ، وأصبح القلم أداة طيعة بين أيديهم ،لا سيما أن الكاتب اختار فن الكتابة و سار على دربها ؛ ولعل أعماله الإبداعية راية مركوزة و شاهدة على ذلك .
            فبعد أن أطل علينا الكاتب القاص بمجموعته القصصية ( أرض المبادئ 2010) ها هو اليوم يطل علينا من كوة إبداعية جديدة عبر مواقع الكترونية متعددة  مثل (طنجة الأدبية ،مركز النور،...) وبلون إبداعي جديد من خلال  (قصة الساحر بوجا ) ، وهي قصة تخييلية تعكس طول باع الكاتب وغنى بضاعته في مجال التخييل القصصي .
          ولعل القارئ لقصة "الساحر بوجا" يجد نفسه مشدوها إلى  النط فوق سطورها دون ملل ولا كلل ، ذلك أنها تحتفي برموز الميثولوجيا العربية المغربية ( بغلة القبور ،عبد الواد، صخرة مولاي بوعزة ...)عبر توظيفها بشكل أدْبٍ وغريب  يسهم في تكسير الرتابة الكلاسيكية المعهودة ،وفي زرع روح الحركة المتجددة ،وهذه الرموز ليست خيالية خالصة وإنما جذورها ممتدة في التاريخ .
         إذ تجدر الإشارة إلى أن هذه الرموز تعتبر فضاء يضم ثنائيات متناقضة (الخير والشر مثلا) تجعل تمة الصراع  متجسدة بشكل جلي داخل القصة من خلال  قوى فاعلة نحصرها في : بوجا ،النمرود ،الضفدعة ،جهبور ... العائلة .كما تخلق حوارا داخليا وخارجيا يلعب الدور الأساس في تحريك الأحداث وفق تسلسلها الزمني ,
      أضيف إلى هذا مفارقة عجيبة يكشف عنها السرد داخل القصة ، ولا ينفك القارئ بحدسه وبصيرته أن يتلمس أطرافها ؛ فالقاص بوشما حميد قد مزج بين أنماط فكرية متعددة ،اعتبرت في الأصل من بين معيقات تقدم التفكير العلمي في مجال العلوم الحقة ك (التفكير الأسطوري والتفكير الخرافي ) ، لكن هنا أضحت ركيزة مهمة لإغماء النص السردي وجعله يقاوم الزمن بمجاديف من حديد لغاية الخلود
وقصة "الساحر بوجا "عبارة عن حلقات ست تنضوي تحت كل حلقة منها عناوين فرعية  وضعت بدقة وطرافة محكمتين  ، إذ تدور أحداث هذه القصة حول أسرة تقتات من ثديي البؤس والتعاسة  ،رمى بها الدهر في بادية منكوبة من قرى الأطلس المتوسط ، حيث أعوزها الفقر على أن تعيل الابن' بوجا سعيد' قصد متابعة الدراسة ، هذا الأخير الذي سينتقل طوعا وكرها إلى قلعة الفنون السحرية ليصادف عالما آخر منقطع الصلة بعالمه الواقعي ،حيث حيوية الطبيعة بكل عناصرها ، إذ لم يعد الكلام وغيره من السلوكات محتكرة على الجنس البشري بل أمسى ملكا مشاعا بين جميع الكائنات والأشياء ،وهو ما جعل' بوجا '' يتقلب في حجرات القلعة السحرية بين ثنائيات متناقضة خلفت شرخا عميقا في نفسيته (الخير/الشر) (الخوف/الرحمة )  (الحلم /اليقظة).



 
  عبد الواحد البرجي – زاكورة - المغرب (2011-08-29)
Partager

تعليقات:
عبد الواحد البرجي /المغرب 2011-09-04
شكيرا أخي عبد المجيد علييى مرورك البهي
البريد الإلكتروني : valeur87@hotmail.com

عبد المجيد رفيق /المغرب ورززات 2011-09-03
رائع قراءة متانية
البريد الإلكتروني : www.majilan@lhve.com

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

قراءة في قصة الساحر بوجا للقاص حميد بوشما-عبد الواحد البرجي – زاكورة - المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia