صدور الكتاب العاشر للكاتب والباحث والمترجم المغربي محمد سعيد الريحاني: "رسائل إلى وزير التعليم المغربي"-طنجة الأدبية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
إصدارات

صدور الكتاب العاشر للكاتب والباحث والمترجم المغربي محمد سعيد الريحاني: "رسائل إلى وزير التعليم المغربي"

في حلة أنيقة وبتصميم جميل للغلاف الذي صممه مؤلف الكتاب كعادته مع كل إصداراته العشرة، صدر في شهر أغسطس هذا العام الجزء الثاني من كتاب "تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب" الذي صدر جزؤه الأول عام 2009. يتكون الكتاب من 94 صفحة من القطع المتوسط ويفتتح صراخه في وجه الظلم الإداري المغربي حرص على أن يحصره في قطاع التعليم الدي هو أدرى به من باقي القطاعات في المغرب بقصة قصيرة جدا  للقاص المغربي حسن برطال  ( كتبها ردا على طرد بريدي تضمن كتابا هدية من محمد سعيد الريحاني) بعنوان "رسالة إلى المبدع محمد سعيد الريحاني" وهو النص الذي ألحقه كاتبها بمجموعته القصصية القصيرة جدا "قوس قزح" الصادرة سنة 2009 على الصفحة 49 التاسعة والأربعين حيث كتب: "وصل "طردكَ"  وإشعار ب "طردي" من الوظيفة في نفس اليوم و بالبريد العاجل. طردك يحمل "عملا" وطردي يوقف "عملا". أتمنى أن أجد في عملك ما يغنيني عن عملهم..."

مباشرة بعد القصة القصيرة جدا التي يبدو أنها في أفضل مكان يمكن أن يخصص لها في هذا الإصدار العاشر لمحمد سعيد الريحاني، ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب: الباب الأول وعنوانه "عتبات الكواليس"، الباب الثاني وعنوانه "رسائل على وزير التعليم المغربي"، الباب الثالث وعنوانه "ملاحق سردية".

في الباب الأول والذي عنوانه "عتبات الكواليس"، نقرأ فصلين هما "لا لِقَتْل مُحَمّد سَعِيد الرَّيْحَاني" و"وَمَا خَفِيَ كَانَ... ". ففي الفصل الأول، "لا لِقَتْل مُحَمّد سَعِيد الرَّيْحَاني"، وهو تغطية صحفية لنشاط جمعوي عقد بتاريخ السبت 17 أكتوبر 2009 بمدينة القصر الكبير شمال المغرب ومنشور بجريدة جاء فيها:
  "ومن باب مصالحة خطابنا مع فعلنا، قررنا في جمعية أوبيدوم نوفوم للثقافة و الفنون البصرية أن يكون "التكريم" هو أول يد  نمدها لمصافحة مثقفي المدينة و مبدعيها ومفكريها لما يحمله "التكريم" من نبل الدلالة و سمو القصد. وكان معيارنا في انتقاء الشخصية المكرمة اليوم هو "الكم" و "الكيف" في إنتاجاتها ...
  وعلى هدا الأساس، كان أول المقترحين عند بداية التحضير لهدا النشاط هو الباحث والقاص والمترجم المغربي محمد سعيد الريحاني ،أحد شباب هذه المدينة الذي راكم أربعين عملا (40 عملا) نشر منها خلال ثمان سنوات، ما بين سنة 2001 وسنة 2009 ، ثمانية كتب موزعة بين أبحاث و مجاميع قصصية وأنطولجيات وهو لم يتجاوز الأربعين  من العمر بعد. كما كان من بين معايير اختياره للتكريم كونه يكتب بثلات لغات دفعة واحدة هي: العربية والانجليزية والفرنسية. وهي اللغات التي ترجمت اليها مجموعته القصصية الأولى "في انتظار الصباح" ،كما أنه يشتغل في كل مشاريعه بدون دعم مالي من أي جهة غير جيبه وراتبه الشهري.
  كان  محمد سعيد الريحاني، إذن،  أول المقترحين للتكريم في هذا اليوم من هذا الشهر من هذه السنة. لكن القدر اخْتط لنا طريقا مختلفا عندما اعتذر المعني بالتكريم لإيمانه المبدئي بأن تكريم المبدع والمثقف "يجب أن يكون تكريما في كل مناحي الحياة وعلى مدار السنة" بينما ما يحصل له، على حد قول محمد سعيد الريحاني، "هو تضييق ممنهج على مجالات تحركه، وهي مضايقات بدأت مع إصداره مقالا حول تفجيرات 16 ماي 2003 المعروفة بالدار البيضاء، وهو المقال الذي تلاه اعتداء مسلح بعد ثلاثة أشهر من قبل ملثمين، ثم تلاه بعد ذلك إقصاءه من كل أشكال الترقية المهنية حسب قول المكرم دائما، وخصوصا بعد تفرغه للبيانات السنوية الخمسة التي عرفت ب"بيانات أكتوبر السنوية" والتي جمعت مؤخرا بين دفتي كتاب صدر هذا الصيف بعنوان "تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية بالمغرب"."

أما الفصل الثاني الذي عنوانه "وَمَا خَفِيَ كَانَ... "، فقد خصصه لوضع الكتاب في سياقه العام وافتتحه بتحديد شكل البريد الذي يتعامل معه الكتاب ووجهته إذ نقرأ على الصفحة 9 التاسعة:

"أما النوع الخامس والأخير فهو البريد المفتوح وهو بريد تمرد على أهم الركائز التي قام عليها البريد أصلا وهي السّرية.  فمع البريد المفتوح، صارت الرسائل تنشر على وسائل الإعلام قاطبة، المكتوبة والمسموعة والمرئية، كي تصل إلى المرسل إليه مرفوقة بمواقف القراء والمستمعين والمشاهدين الذين سيحملونها إلى المعني بالأمر حيثما كان. وإلى هذا النوع من البريد تنتمي الرسائل المجمعة في هذا الكتاب". 

ثم ينتقل إلى تصنيف الكتاب كجزء ثان من كتاب  "تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية بالمغرب":

هذا الكتاب كان، في أصله، ثلاثي الأجزاء. خُصِّصَ الجزء الأول منه لرصد أجواء التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب وتعقب جهود إفساد روح التباري الشريف وفضح الفاعلين والمتواطئين والمستفيدين.  والجزء الثاني خُصِّصَ للمواجهة مع الإداريين والمسؤولين والقيمين على القطاع التعليمي في البلاد وجرّهم للحديث عن فِعْلاتِهِمْ جِهارا. أما الجزء الثالث والأخير فكان مخصصا ل"إخراج المتلاعبين بإرادات المواطنين من ظلام الغيران إلى نور ساحات المحاكم الإدارية بالمغرب" لكن المشروع وُئِدَ مبكرا للأسباب التي سنعرج عليها بالتفصيل لاحقا.

ثم ينتقل، في صفحة أخرى من هذا الفصل، إلى عرض تفاصيل العرقلة التي تعرض لها الكتاب خلال محاولة نشر فصوله متسلسلة على شكل رسائل مباشرة إلى وزير التعليم المغربي:

"وحين كنت أفكر في العبور نحو المحطة الثالثة والحاسمة من محطات محاربة الفساد الإداري في قطاع التعليم، مرحلة "إخراج المسؤولبين من أغوارهم إلى أنوار المحاكم الإدارية"، ظهرت أمامي عراقيل جديدة لم أضرب لها حسابا: الإعلام الرافض للتعاون بسبب ظروف "حملة صيد الصحافيين"، والشهود الرافضين ل"قول الحق" عندما يكون "الظالم" هو إدارتهم، والمحامون الرافضون لتبني القضية ما دام المتهم فيها هو الإدارة والحزب الذي ينتمي  إليه أو يتحالف معه المحامي"...

لينتقل بعد دلك إلى شرح الدوافع وراء نشر الكتاب وتدشين هذا التقليد الجديد في الشكل الاحتجاجي بالمغرب:
"لكن، ما هو محرك كل هذا الإصرار على فضح الفساد الإداري في القطاع التعليمي بالمغرب؟
إن الفساد، رغم كونه قطاعيا في هذا الكتاب، فإنه ليس محصورا في قطاع التعليم. إن محاربة الفساد والإفساد الإداري في هذا الكتاب  ليست "قضية فئة مهنية"، إنها "قضية أمة" تطوع للدفاع عنها "فرد واحد" بعدما تأكد بالملموس أن النقابات التي يفترض فيها الوقوف في وجه التلاعب بالامتحانات المهنية هي "طرف رئيسي" في هذا التزوير السافر لإرادات المهنيين في قطاع التعليم بالمغرب.
إن الحس بالكرامة هو المحرك الأول والأخير لكل هذا الإصرار الذي دام قرابة عقد من الزمن بين مواطن مغربي  أعزل بلا سند "قبلي" أو "حزبي" في مواجهة "تحالف إداري مغربي" مدعوم من طرف كل الإطارات المرخص لها بالعمل على الأرض، على الأقل محليا."

ويختتم الفصل الثاني بالتساؤل حول الجدوى من تغييب الحاضر في أبحاثنا السوسيولوجية ومطالبنا الحقوقية:

"مرة، طلب مني  باحث مغربي أن أبعث له بدراسة من دراساتي حول "الاحتجاج الاجتماعي في المغرب" لنشرها ضمن سلسلة إصدارات سوسيولوجية يشرف عليها  فأرسلت له " تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب".  وفي الوقت الذي كنت أنتظر فيه من الباحث إطراء على سرعة التجاوب مع مقترحه، فوجئت بالاعتذار عن النشر لأن خط دار النشر مختلف وبأنه يتمنى التعاون معي في مشروع آخر...
أتساءل:
هل البحث السوسيولوجي في المغرب خاص فقط بالقضايا التي مضى عليها 100 عام وأكثر؟
 هل العمل الحقوقي ك"هيئة الإنصاف والمصالحة" يمكن أن يرهن اهتمامه لانتهاكات  مضى عليها 50 عاما ويغفر لخروقات الحاضر؟...
أين الحاضر من بحوثنا ودراساتنا واحتجاجاتنا ونضالاتنا؟
وأولئك المحامون الذين يطالعوننا صباح مساء وهم يناصرون قضايا "الخارج"، أينهم من قضايا "الداخل"؟
لماذا تحيا هذه الأسماء الكبيرة دون مسميات كبيرة تليق بها وتناسبها؟..."

أما الباب الثاني وعنوانه "رسائل على وزير التعليم المغربي"، فينقسم إلى سبع فصول أو رسائل رفعت إلى وزير التعليم المغربي أو من ينوب عنه بالإضافة إلى التسجيل الكامل والمفصل لوقائع جلسة الحوار المنعقدة داخل مكتب نائب وزير التعليم على إقليم العرائش بالمغرب يوم الأربعاء 16 يونيو 2010 والتي جمعت محمد سعيد الريحاني بممثلي نيابة وزارة التربية الوطنية بالإقليم على خلفية الحيف الإداري الذي يطاله منذ 2003 مع أول بيان من بياناته التي جمعت لاحقا في كتابه الصادر صيف 2009 تحت عنوان "تاريخ التـــلاعب بالامتحانات المهــنية بالمغرب" وهي أشبه ما تكون بوثائق "ويكيليكس" من حيث القيمة وبفن العرض المسرحي من حيث الشكل.
ولعل الفصل الأخير من هدا الباب الثاني، وهو بالمناسبة آخر رسالة مفتوحة موجهة إلى وزير التعليم المغربي بتاريخ: 24 ماي 2011 تحت عنوان "ثورة قطاعية في فنجان حكومة محافظة" وهو من أهم فصول الكتاب ومنه نقتبس:

"السيد الوزير، إن ثورة "قطاعية" من عيار الثورة التي تخوضونها في قطاع التعليم هي ثورة استثنائية بدأت انطلاقتها من خط النهاية بنفس الطريقة التي قرأ بها  فلاديمير بروب الحكاية.

 إن البداية الحقيقية، السيد الوزير، ليست هي "هدم أسوار المدرسة" كي تدخل ساحاتها القطعان  التائهة من الأغنام والأبقار والماعز، ولكن البداية الحقيقية هي"هدم أسوار الإدارة التعليمية" وقبل ذلك هي "هدم أسوار الحزب الوحيد"  الذي يتحكم في كل دواليب الإدارات المغربية في كل القطاعات الحكومية والذي قضت الأحزاب المغربية أربعين عاما من عمرها وهي لا تراه فسمته "حزبا سريا". ولعدم قدرتها على رؤية "الحزب الوحيد" حُكِمَ عليها أن تبقى  للأسف مجرد "جمعيات سياسية كبيرة". وحده "المخزن"، باسمه الواضح والصريح، كان ولا يزال "حزبا سياسيا قويا". ولأنه الوحيد، فقد كان ولا يزال "الحزب الوحيد" في المغرب.
   
السيد الوزير، إن مفهوم " الحزب الحاكم" في المغرب لا ينبغي أن يحيل على الحزب الذي "عُيّنَ" " أمينه العام أو رئيسه لتسيير الحكومة. إن "كل" الأحزاب المغربية" الجالسة" داخل قبة برلمان ليست أحزابا سياسية "مستقلة" ما دام ليس لها لا سلطة التقرير أو التنفيذ أو حتى المشورة. إن هذه المدعوة تجاوزا بالأحزاب السياسية هي بكل بساطة مجرد "جمعيات سياسية كبيرة" قبلت بأن تلعب دور "تيارات" سياسية داخل "الحزب الوحيد" الذي يسميه المغاربة "المخزن"، الحزب الذي "أنهى التاريخ" وصار لا يؤمن ب "النضال" ولا يسمح لأحد بأن "ينتزع" حقّا. إنه "الحزب الوحيد" الذي " يُنْعِمُ" و"يَهِبُ" و"يَمْنَحُ" بدء من القرارات والتعليمات وانتهاءٌ بالحقوق والواجبات... وبذلك، صار "المخزن" في المغرب شأنه شأن "حزب اللجان الثورية" في ليبيا و"حزب البعث" في سوريا والعراق و"الحزب الوطني" في مصر و"التجمع الدستوري" في تونس....
 
فإذا كان "الحزب الوحيد" في العالم العربي صار دينا وصار رئيسه المعلن أو المضمر "مقدسا" أو "إلها" فوق المحاسبة والمناقشة، فإنه بالتالي صار يضرب للدارسين مثالين: المثال الأول هو مثال الحزب الوحيد "المعروف والمسجل قانونيا" والذي يعمل بشكل "علني" في مصر وتونس وسوريا والعراق والجزائر... أما المثال الثاني فهو مثال الحزب "غير المسجل قانونيا وغير المرئي" والذي يعمل بشكل "سري" رغم أنه الفاعل "الوحيد" في الساحة. في ليبيا كان اسم هذا الحزب هو "حزب اللجان الثورية"، وفي المغرب يحمل هذا الحزب اسم "حزب المخزن"، وفي الخليج العربي له أسماء دينية وعشائرية...

وعليه، السيد الوزير، فإن محاربة "الحزب الوحيد" في المغرب تعني القطع مع أصوله في الداخل ومع خريجيه من الوافدين من مدارس "الحزب الوحيد" في بلدان المشرق والمغرب الكبير. إن محاربة "الحزب الوحيد" في المغرب تعني محاربة فلوله من تلاميذ "البورقيبية" النجباء كما تعني محاربة فلول تلاميذ "البعث" من السياسيين المغاربة.

لعل الذين لا زالوا ينتصرون ل"التونسة" و"البورقيبية" يأخذون الدرس من انتفاضة 17 ديسمبر 2010 التونسية والمحرقة التي أقامها التونسيون لمن أراد من حكامهم أن يجعلوا من تونس شواطئ للأجانب وفنادق للأجانب وخدم للأجانب. كما أن الأطر التي لا زالت متشبعة بروح "البعث" والإقصاء لعلها تستنتج من سقوط "صدام حسين" في قلب ساحة "الفردوس" ببغداد يوم 23 أبريل 2003 الدرس الذي ما بعده درس. أما الذي لا يفهم دروس التاريخ فسيجد من يفرضها عليه بالقوة بإخراجه من التاريخ...

إن دعاة "التونسة" و أتباع "البعثية" من الوافدين على تسيير البلاد بعد 1998 لهم الأثر الإضافي في إطلاق العنان للفساد الإداري في قطاع التعليم المغربي المتعفن أصلا. فليس"سرا" أن تلجأ الدولة للتلاعب بنتائج الامتحانات بعد سنة 1998، كما ليس سرا أن تتواطأ النقابات في العملية من خلال " تهريب" منخرطيها "سرا" ضمن لوائح الترقي وإهمال "الباقي" من "المتبقين" الذين يسمون أنفسهم تجاوزا "مواطنين". ليس الأمر سرا، فلقد شاهد الجميع خلال شهري أبريل وماي من هذه السنة 2011، خلال الإضراب المفتوح لأساتذة السلالم الدنيا (السلم 8 و9)، ألا أحد من منخرطي "النقابات الخمس الكبرى" بقي في السلمين المذكورين وأنهم "هُرّبوا" إلى السلالم العليا مكافأة لهم على  توقيعهم "السلم الاجتماعي" وقراءتهم الآية التي لا تطمئن السلطة لغيرها: "وكفى الله المؤمنين شر القتال".

السيد الوزير، لم يكن الأساتذة المصنفين في السلمين 8 و9 يعلمون حقيقة أمرهم حتى دخلوا في إضراب مفتوح شهري أبريل وماي من هذه السنة 2011 ونزلوا إلى الشارع في العاصمة الإدارية، الرباط، ليكتشفوا الخدعة الكبيرة التي نسجها لهم "الحزب الوحيد" وأذنابه من النقابات والأحزاب الصورية التي يمكن تسميتها ب"بلطجية النظام السياسي" حين يحتاج النظام إلى بلطجية سياسيين أو نقابيين يحافظون على التوازن لفائدة "المخزن"، "الحزب الوحيد"، مقابل إتاوات وبقشيش وترقيات.  وهذا ما يفسر تحول الأحزاب السياسية وجماعات الوعظ الديني على السواء إلى مؤسسات ل"الإفتاء" بخطورة الفتنة في الظرف الدقيق الذي تمر منه البلاد التي تتعرض للمؤامرة الخارجية. وهذا أيضا ما يفسر هرولة النقابات لتوقيع "سلم اجتماعي" لمدة ثلاث سنوات في عز "الربيع العربي"، وخروج الحقوقيين المغاربة إلى كاميرا وميكروفونات التلفزات الرسمية ل"ينفوا وجود معتقلات سرية" في مغرب الألفية الثالثة كمعتقل تمارة الذي تظاهر قربه بالمئات قدماء المعتقلين به مطالبين بإغلاقه!...

السيد الوزير، الثوار يبقون ثوارا لأن غايتهم هي "دخول التاريخ". لكن التاريخ لا يدخله إلا ذوي الرؤية التاريخية والمواقف التاريخية والجرأة التاريخية وبوابتها هو الانتقال من النضال على التفصيل إلى النضال على الكل، ومن تغيير التفصيل إلى تغيير طريقة التفكير، ومن شعار "هدم أسوار المدرسة أولا" إلى فعل "تفجير أسوار الإدارة أولا"... وهذا النوع من النضال، السيد الوزير، لا يحتاج  في خطوته الأولى إلى "المعرفة" ولكن إلى "الجرأة".

كانَ اللهُ في عَوْنكمْ.
التوقيع
محمد سعيد الريحاني"

أما الباب الثالث وعنوانه "ملاحق سردية"، فيتضمن نصوصا سردية من ربرتوار الكاتب. عنوان النص الأول "الحياة بملامح مجرم"، وعنوان النص الثاني "موت المؤلف" وكلا النصان قصة قصيرة: الأولى منشورة ضمن نصوص المجموعة القصصية "في انتظار الصباح" الصادرة سنة 2003 والثانية ضمن نصوص المجموعة القصصية "موت المؤلف" الصادرة سنة 2011. كما يجتمع النصان معا حول موضوع واحد هو موضوع الكتاب: قتل المؤلف أو تكميم فمه.
وفي الصفحتين الأخيرتين ، يختتم الكتاب تظاهرته الفردية وسط شارع مكبلة مارته بحبال الخنوع والاستسلام بسيرة داتية فمؤلف الكتاب  كاتب ومترجم وباحث في الفن والأدب من مواليد 23 ديسمبر 1968، عضو هيأة تحرير "مجلة كتابات إفريقية" الأنغلوفونية African Writing Magazine  والصادرة من مدينة بورنموث Bournemouth جنوب إنجلترة، عضو اتحاد كتاب المغرب. صدر له: "الاسم المغربي وإرادة التفرد"، دراسة سيميائية للإسم الفردي (2001) ، "في انتظار الصباح" ، مجموعة قصصية (2003)، "موسم الهجرة إلى أي مكان "، مجموعة قصصية (2006)، "الحاءات الثلاث "، أنطولوجيا القصة المغربية الجديدة (صادرة في ثلاثة أجزاء على ثلاث سنوات 2006- 2007- 2008)، "موت المؤلف"، مجموعة قصصية (2010)، "حوار جيلين" (مجموعة قصصية مشتركة مع القاص المغربي إدريس الصغير)  2011...
له قيد الإعداد للطبع: "وراء كل عظيم أقزام" (مجموعة قصصية)، "2011، عام الثورة" (مجموعة قصصية)، "التوازي والتعامد في مسارات القصة القصيرة بالعالم العربي" (دراسة مقارنة)، "المدرسة الحائية، مدرسة القصة العربية الغدوية" (حوارات، بيانات، قراءات)، "خمسون قصة قصيرة جدا" (الحاء الأولى: حاء الحرية)،  "خمسون قصة قصيرة جدا" (الحاء الثانية: حاء الحلم)، خمسون قصة قصيرة جدا" (الحاء الثالثة: حاء الحب)...
أشرف على الترجمة الإنجليزية للنصوص القصصية المكونة للقسم المغربي في أنطولوجيا "صوت الأجيال: مختارات من القصة الإفريقية المعاصرة" Speaking for the Generations التي أعدتها جامعة أوليف هارفيه بولاية تشيكاغو الأمريكية ونشرتها دارا نشر "ريد سيه بريس"  و"أفريكا وورلد بريس" في ترنتن بولاية نيو جيرزي الأمريكية، يونيو 2010.
كما أشرف على ترجمة خمسين (50) قاصة وقاصا مغربيا إلى اللغة الإنجليزية ضمن أنطولوجيا "الحاءات الثلاث: مختارات من القصة المغربية الجديدة" وهو مشروع ثلاثي الأجزاء صادر في نسخته الورقية العربية على ثلاث سنوات: "أنطولوجيا الحلم المغربي" سنة 2006، "أنطولوجيا الحب" سنة 2007، و"أنطولوجيا الحرية" سنة 2008 تقصد منذ بداياته، تحقيق ثلاث غايات أولها  التعريف بالقصة القصيرة المغربية عالميا؛ وثانيها التعبئة بين أوساط المبدعات والمبدعين المغاربة لجعل المغرب يحتل مكانته الأدبية كعاصمة للقصة القصيرة في "المغرب العربي" إلى جانب الجزائر عاصمة الرواية وتونس عاصمة الشعر؛ وثالثها التأسيس ل"المدرسة الحائية"، "مدرسة" قادمة للقصة القصيرة الغدوية عبر هدم آخر قلاع العتمة  في الإبداع العربي  (الحلم والحب والحرية) واعتماد هده "الحاءات الثلاث" مادة للحكي الغدوي التي بدونها لا يكون الإبداع إبداعا.

وكعادته، وفر المؤلف، الذي يطبع أعماله دائما على نفقته الخاصة نظرا لنفور دور النشر العربية من تسمية الأسماء بمسمياتها في أرفع المنابر الورقية وهو الكتاب، مشقة اقتناء الكتاب وغيره من باقي إصداراته على الخط للتحميل المجاني من الإنترنت لقراءته وتداوله. هنا الرابط:


http://raihani.free.fr/ebooks/how_to_write_administartive_letters.pdf



 
  طنجة الأدبية (2011-09-02)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

صدور الكتاب العاشر للكاتب والباحث والمترجم المغربي محمد سعيد الريحاني:

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia