"القرطاس والقلم، هكذا تكلم رشيد نيني" : أول كتاب حول ظاهرة الكاتب رشيد نيني في المغرب-طنجة الأدبية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
إصدارات

"القرطاس والقلم، هكذا تكلم رشيد نيني" : أول كتاب حول ظاهرة الكاتب رشيد نيني في المغرب

صدر في الرباط أول كتاب يحاول الإجابة عن السؤال الذي ظل يطرح في المغرب خلال السنوات الأخيرة: لماذا واظب المغاربة لمدة تناهز عقدا من الزمن على قراءة كتابات الصحافي والكاتب (المعتقل)  رشيد نيني؟ فمعروف في المغرب أن مدير الجريدة الأكثر انتشارا في المغرب شكل ظاهرة فريدة من نوعها من حيث المقروئية التي يحظى بها خصوصا لزاويته اليومية الشهيرة "شوف تشوف" (أنظر تجد). حاولت مقالات صحافية وعلى الشبكة العنكبوتية تقديم قراءات نقدية لمقالات الكاتب رشيد نيني لكن كتاب "القرطاس القلم، هكذا تكلم رشيد نيني" لصاحبه المترجم والكاتب المبارك الغروسي هو الأول الذي يرصد آليات اشتغال الكتابة عند رشيد نيني في محاولة لفهم أسباب انتشارها بين المغاربة دون غيرهم... إذ ينطلق المحلل من مبدأ أساسي في عمله يفيد أن رشيد نيني يكتب للمغاربة دون غيرهم من حيث أنه يعزف على أوتار لغتهم ويخاطب وجدانهم ووعيهم ولاوعيهم ليحقق "فتوحاته الكتابية المبهرة"
يعرض الكاتب المبارك الغروسي بالتحليل مقالات زاوية رشيد نيني الشهيرة وكذا سيرته الذاتية "يوميات مهاجر السري" ليرصد أوجه الاتصال والاستمرارية بين الكتابة الأدبية والإبداعية وكتابات الرجل الصحافية ...

يرصد الباحث في مقالات رشيد بلاغة العنوان المستلهمة للعبارات والأمثال الشعبية الغارقة في الحكمة الشعبية والوعي الجمعي والغنية بالشعرية كما يحلل البناء الخطابي للعمود ويثبت انه ينضبط لقواعد الخطابة الأرسطية التي تتحقق من خلال بناء رصين يبتغي لفت الانتباه والإمتاع والإفادة والإقناع من خلال الحجة المناسبة للجمهور المستهدف،  إذ يخلص الكاتب إلى أن سر نجاح حجاج نيني بين جمهوره يكمن في أنه يعتمد حجة وجدانية حدسية تلك التي يصفها أرسطو منهجا ملائما لمخاطبة الجمهور العام ... كما يرصد المحلل عند رشيد نيني تذكيره المستمر المغاربة بأجمل ذكرياتهم الجمعية خلال فترات الاستقلال وما تلاها وإحياء أجواء وجدانهم وسعادتهم الماضية... كتابة نوستالجية تخاطب الوجدان الجمعي والمشترك لشعب... ويسجل الناقد في كتابات رشيد نيني تبنيه لقضايا الشرائح التي لا صوت لها في المجتمع مما أكسبه صدقية واسعة ويصفه في هذا الباب ب"نقيب من لا نقابة له"... ويستنتج الباحث أن نجاح كتابات رشيد نيني جعلته مدرسة في الكتابة التأملية في الصحافة إذ صار له مقلدون وتلاميذ يقتفون أثر كتابته ويعتمدون لغتها وبناءها  في مقالاتهم فكان منهم من نجح بينما كان حظ أكثرهم أقل بهجة لأنهم سقطوا في التقليد المصطنع... ولم يفت الراصد للظاهرة النينية وتطورها مع مرور السنين ومع اتساع النجاح أن يسجل تورط الرجل في مسؤولية مجتمعية ورمزية أكبر مما كان يتوقع أثقلت كاهله وحولت كتابته نحو جد أكبر بعد أن تميزت في بداياتها بشغب الكلمة الهزلية والساخرة..
يحلل كتاب "القرطاس القلم، هكذا تكلم رشيد نيني" في فصله الثاني مؤلف رشيد نيني "يوميات مهاجر سري"  الذي عرف هو أيضا نجاحا كبيرا أيضا حيث يرى الكاتب أن هذا الكتاب ليس سيرة ذاتية لكاتبها كما ذهب إلى ذلك النقاد بل إن سر نجاحه يكمن في كونه سيرة جمعية لجيل من المتعلمين أجبرتهم ظروف مغرب ما بعد سياسة التقويم الهيكلي إلى الهجرة لتأتي هذه اليوميات ناطقة باسم عقل ونفسية كل ذلك الجيل. يرصد المبارك الغروسي في تلك اليوميات صوت "الهجرة والتكفير" الذي كان شعار هذا الجيل حيث وضع "الهجرة" صوب عينيه كحل وحيد وأوحد للأزمة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وذلك بنفسية تكفر بالوطن وبكل المثل والقيم التي تربى عليها.. يقف المحلل في الكتاب كذلك على الجوانب الأدبية في الكتاب من خلال ربطها بممارسة عوالم ولغة الكاتب المغربي الأشهر محمد شكري من خلال رصد رشيد نيني لعوالم الهجرة والهامش في بلاد الغرب، كما يسجل كتاب "القرطاس والقلم"  أن اعترافات الكاتب في يوميات الهجرة بخطايا وإغراءات الذات والنفس الأمارة بالسوء تشكل مسارا أدبيا وإبداعيا يمضي على نهج جنس "الاعترافات" كما نجدها عند المؤسسين: القديس أوغسطين وجان جاك روسو...  
يخلص الكتاب في خاتمته إلى أن ما يميز مسار الكتابة عند رشيد نيني أنها تبنى تجربة عنقائية إذ تعيد خلق ذاتها من رماد حرائق الأزمات المتكررة التي جعلها رشيد نيني موضوعا لكتاباته ومشاريعه...  ولعل محنة السجن التي يعيشها هذه الأيام فاتحة انبعاث أدبي يؤسس لمرحلة نجاح أخرى...



 
  طنجة الأدبية (2011-09-05)
Partager

تعليقات:
ياسين الحليمي /المغرب 2011-09-06
هنيئا لصديقنا وكاتبنا الكريم مبارك الغروسي بهذا الإصدار القيم والذي يأتي في فترة يمر بها الإعلام والصحافة المغربيين بظروف جد صعبة.
البريد الإلكتروني : redaction@aladabia.net

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia