حِينَ تَكُونُ لِلْحَرْفِ مُدُنٌ كالشَمْسٍ تَقْطُرُ زَمْهَرِيراً تَرَى الْأَشْكَالَ الْحَاكِمَةِ وَحِيدَةً تَتِيهُ بَيْنَ دُرُوبِ خَوْفِهَا الْمُسْتَبِدُّ وَبِالدُّوَارِ الْأَزْرَقِ تُصَابُ عَدِيمَةَ الْفَهْمِ وَأَجْسَادُهَا الْمَلْفُوفَةُ بِسُمْنَةٍ مَغْشُوشَةٍ تَرْتَعِشُ دَاخِلَ حِصَارِ الدَّهْشَةِ الْكُبْرَى هِيَ الْبُشْرَى الْمَوْعُودَةُ إِلَيْنَا بِهَا يَزِفُّ هَذَا الْمَسَاءُ الْجَمِيلُ الْقَادِمُ مِنْ وَرَاءِ أَمْوَاجِ قَلَمٍ يَكْتُبُ بَحْراً بَيْنَ جِبَالِ مِلْحِهِ الْمُمْتَدِّ عَبْرَ أَلْوَانِ خَرِيطَةٍ فِيهَا أَسْكُنُ رُفْقَةَ الْأَهَالِي الْمَتْرُوكَةِ مَشْرُوخَةَ الْوَجْهِ بِوَجْعِ الصُّرَاخِ عَلَى جِسْرٍ مُنْهَارِ الْمَعْنَى تَنْتَظِرُ وُصُولَ الْمَهْدِي .. مِنْ جُزُرِ الصَّمْتِ وَ إِذَا بِالْحَرْفِ الْمَصْقُولِ بِشَيْءٍ مِنْ جُرْأَةِ الْأَمْسِ يَحُلُّ ضَيْفاً عَلَى الشَّارِعِ الْمَفْرُوشِ بِحُزْنِ الْعَرَبَاتِ وَعِصَابَاتٌ مُسِنَّةٌ كَأَعْمِدَةِ الْأَسْمِنْتِ النَّابِتَةِ عَلَى عَتَبَةِ بَوَّابَاتِ أَزِقَّةِ و مُؤَسَّسَاتِ الْبِلَادِ تُرَاقِبُ الْجُرْحَ النَّازِفَ يَزْحَفُ خَفَّاقاً وَبَيْنَ جُدْرَانِ زَنْزَانَةِ الْغُرُوبِ تُرْسِلُ التَّقَارِيرَ بِاسْمِ الْوَطَنِ الْعَظِيمِ .