لحظة تحول-المختار الفرياضي / المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

لحظة تحول

   ذات يوم خرجت من المنزل إلى جبل يدعى " أدرار نتورخت" وكان يبعد عن منزلنا ببضع كلمترات وبينما أنا منهمك في جمع بعض الأحجار الزاهية اللون رأيت شيئا قادما نحوي وكان يشبه شجرة وهي تتحرك.
   قلت في نفسي:
   - ترى ما هذا؟
  وسرعان ما تبادر إلى ذهني أن هناك شخص ما يدعى "علي وآمان ضرنين" والذي يتصف بأعماله الشريرة فانتابني خوف شديد وأنا لوحدي في هذا المكان، لكني قلت لنفسي هذه مجرد خرافات وأكاذيب كانت أمي تحكيها لنا عندما تريد إخافتنا ولا شيء يسعني أن أقوم به الآن وأنا على هذه الحالة،  بدأ ذلك الشيء يقترب مني أكثر فأكثر وبدأت معالمه تتضح شيئا فشيئا لما وصل إلي، اقترب مني وقال بصوت غليظ:
   - ما الذي جاء بك إلى هنا أيها الفتى؟
أجبته ببراءة وأنا ارتعش خوفا:
  - كنت ذاهبا في نزهة..والله نزهة فقط
  - لكن ما بك؟ لماذا ترتعش هكذا؟ أنا مجرد إنسان ألا ترى ذلك؟
 - لا..نعم..أنت كذلك...
 - هذا ليس عاديا بني اقترب مني وستلحظ ذلك
إقتربت منه قليلا
 - إقترب أكثر هيا عانقني
اقتربت منه أكثر وعانقته ولمست جسمه ويا للعجب إنه حقا إنسان..من لحم و دم هذا أكيد.
قلت له:                                                                                                                                     
  - أنت حقا إنسان؟ أليس كذلك؟
   - بالطبع أنا كذلك هل لاحظت ذلك؟
  - نعم..ولكن؟
 -  ولكن ماذا؟ ما خطبك؟
  - جسمك يا سيدي..إنه لا يبدو على هيأت إنسان
 - آه نسيت أن أقول لك فأنا أتحول بين الفينة والأخرى وكيف أبدو الآن؟
  - ماذا عساني أن أقول لك؟ ربما تبدو كشجرة.
  - آسف بني لكن على العموم لا تخف شيئا فأنا مجرد إنسان مثلك تماما
  - ولكن أريد أن أسألك سؤالا هل لي بذلك؟
  - بالطبع تفضل.
  - قد أبدو فضوليا بعض الشيء ما الذي جعلك تتحول هكذا؟
  - تلك قصة طويلة يا بني لكن لا بأس في ذلك لكن ما أريد أن أقوله إليك وخذها مني نصيحة إن أرضيتها هو أن تأخذ حذرك من غدر الزمان فهو يحول الإنسان من حال لآخر انظر إلي أنا خير دليل على ما سأقوله لك كيفت تحولت رأسا على عقب كيف فعل بي الزمان، إنه لا يرحم بني لا يرحم تذكر هذه الكلمات وإياك أن تنساها سيأتي يوما ستكبر فيه وتكون مسؤولا وستعرف حينها ما أقول
  وطأطأت برأسي إلى الأسفل ولم أستغرق سوى لحظة قصيرة، لم أجد بعدها ذلك الشخص، نظرت إلى يميني ثم إلى شمالي فلم أجده جلست فوق صخرة عالية ونظرت إلى الأفق ثم تذكرت كلامه فذرفت الدموع ولم أستطع أن أوقفها، أحسست بشيء بداخلي ثم قلت مع نفسي:
-    - يا ليت ذلك الرجل عاد؟ يا ليثني إلتقيته مرة أخرى..  لكن الزمان لا يعود لا يعود...



 
  المختار الفرياضي / المغرب (2011-09-07)
Partager

تعليقات:
اس تيمسورت /المغرب 2011-09-12
تتميز هذه القصة القصيرة، باقتناص موقف أو لحظات منه وذلك بلغة مباشرة و أساليب بسيطة تعكس ما يعرض في الحياة اليومية للإنسان المغربي العادي من حكايات وأساطير خيالية . وهذه البساطة هي التي تجعل هذا النص أكثر تشويقا
البريد الإلكتروني : asstimsourtdev@gmail.com

المختار الفرياضي /المغرب 2011-09-11
شكرا اخي على الملاحظة وستاخذ بعين الاعتبار وهذه هي البدايات الاولى طبعا فالاسطورة شئ مهم في حياة الانسان عامة والامازيغي خاصة ولهذا اخترت الكتابة في هذا المجال..
البريد الإلكتروني : mokhtaramnay@gmail.com

ابروح /تطوان 2011-09-10
التماهي مع الحلم يمنح بعدا سحريا في الكتابة القصصية لكن لابد من اتقانها وتجاوز الاخطاء التعبيرية فعلاالانسان يعشق امه الطبيعة و يبدو وجهه في بركة الماء هذا هو ذلك المخلوق المكرم بطل القصة الاسطوري هنا من جهة اخرى ينبغي البحث عن الاسلوب الجميل وهو خلل حاضر في هذه السطور
البريد الإلكتروني : aboroh @ hotmail .com

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

لحظة تحول-المختار الفرياضي / المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia