قصة: السجين 30969-نزار القريشي / المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

قصة: السجين 30969

  نزار القريشي    

"لدي تعليمات بأن تغادر عملك، و تذهب إلى منزلك إلى حين إشعار آخر".
كانت تلك الجملة الوحيدة التي سمعها السي محمد القريشي من رئيسه عبد الحفيظ بلعالم، حين استدعاه إلى مكتبه، في صباح مشرع على كل الاحتمالات من صباحات أبريل 1964.
أيقن السي محمد أن شيئا ما يتم التخطيط له، لكنه أيقن دائما أن مهمته هي خدمة الوطن و محبته منذ قاوم الاستعمار في شمال المغرب إلى أن نال المغرب استقلاله.
و ماذا بعد الاستقلال؟ حدث ثمة انحراف عن المسار الذي أراده الشعب للبلاد، وقد كان السيد محمد القريشي أحد هؤلاء الساخطين عن ما بدأ يلحق بالجماهير من مؤامرات للقضاء على القوة الشعبية و مطالبها، و بخاصة المحاكمات و القمع المسلط على كل ذوي النيات الحسنة الطامحين في مغرب أفضل.
و رغم حساسية موقعه المهني في الأمن المغربي، فقد بات السيد القريشي ينتقد و يرفض التدبير الأمني السيئ للجنرال محمد أوفقير.
في اجتماع سري عقدته الحركة الوطنية، جمع بين السي محمد القريشي و الزعيم السياسي محمد الفقيه البصري و مجموعة من الوطنيين، تحدث القريشي في مداخلته عن أفقير، و وصفه بالسفاح و المتآمر على رجال المقاومة الذين جاؤوا بالاستقلال بعد تضحيات جسام. وصلت تقارير مفصلة عن هذا الاجتماع إلى أوفقير، عن طريق مكتب (الكاب 1) بتطوان. و بناء على ما ورد في التقرير، أصبح السي محمد القريشي هدفا مهما بالنسبة إلى الجنرال.
"لدي تعليمات بأن تغادر عملك، و تذهب إلى منزلك إلى حين إشعار آخر".
 
لا تزال هذه الجملة تهيمن على تفكير السي محمد. تجربته في العمل السري، و في سلك رجال الأمن حاليا، جعلته يتفحص الجملة جيدا. إنه الأمر الأول بأن أغادر عملي، بناء على تعليمات من جهات عليا وصلت إلى رئيس الأمن الإقليمي بتطوان. لكن هناك أمر ثان، يلاحظ السي محمد، و هو أن أذهب إلى بيتي. سيتم الاتصال بي مرة أخرى. لا بد أن أذهب إلى البيت إذن، لأفكر جيدا، في انتظار ما سيحدث!
بعد ثلاثة أيام، حضر إلى منزله ثلاثة من مفتشي الشرطة التابعين للضابطة القضائية و هم الهادي و منان و الغماري، تسلموا منه مسدسه و عياره و قيده الحديدي، و غادروا على الفور. أدرك القريشي أنه مهدد في حياته، فأصبح يترقب ذلك بين الفينة و الأخرى. حتى عندما استطاع، بعد أرق متواصل، أن يخلد للنوم، أفزعه كابوس جهنمي، فاستيقظ مذعورا و بقي كذلك حتى هدأت خفقات قلبه على إيقاع آذان الفجر. اطمأن السي محمد بعد الصلاة، و عاد إلى ما تيسر من النوم، قبل أن ينهض في الصباح و هو يستقبل يوما إضافيا كتب له أن يعيشه من جديد.
طِن، طِن، طِن، طِن، طِن، طِن، طِن، طِن، طِن
ساعة الحائط تعلن تمام التاسعة.
طق، طق، طق، طقطقطقطقطقطقطق.
فتح السي محمد الباب، فإذا بمفتش شرطة يخبره بأن عليه الالتحاق بمديرية الأمن الإقليمي في العاشرة.
التحق السي محمد القريشي بمديرية الأمن في تمام العاشرة. تهتز الصحون في مطبخ المنزل، يقترب وقت الغذاء، تجتمع العائلة، في انتظار الأب. تمر الساعات تلو الساعات، و لا خبر عن السي محمد.
طِن، طِن، طِن، طِن، طِن، طِن، طِن، طِن، طِن
التاسعة ليلا هذه المرة. لا يمكن للوالد أن يتأخر كل هذا الوقت. فعادته أن يدخل البيت قبل التاسعة دائما. و لا يمكن للنوم أن يداعب بناته، فكيف يمكن لابنه سلام أن ينام.
انتظر أبناؤه عودته بشوق. دقت الساعة معلنة العاشرة، ثم الحادية عشرة ليلا، و دق قلب الأم و الأبناء أكثر. تزايد قلقهم على أبيهم، يلفهم شعور بالحزن و الأسى عميق.
في تلك الليلة الربيعية من ليالي أبريل، تجمعت سحب سوداء كثيفة و غامقة، فبدأت قطرات المطر المتساقطة ترسم في ذهن أطفال صغار ملامح غامضة الرؤية تشبه محكيا بلا نهاية، ففرض هذا الليل الكئيب سطوته عليهم بالصمت المفتون بالقدر و الممتد انتظارا لما يأتي و لا يأتي.
في مذكراته عن أدب السجون روى لي والدي سلام القريشي الابن الأصغر لجدي محمد القريشي تفاصيل و تطورات القصة.
في الساعة الثانية عشرة، ذهبت إلى منزل مدير الأمن الإقليمي "عبد الحفيظ بلعالم"، القريب من مسكننا بحوالي ثلاثين مترا، حيث أخبرت شرطي الحراسة بضرورة إشعار مدير الأمن برغبتي في مقابلته، فانبرى إلي بصوت مستغرب، و رد علي: "وَاهْ، كيفْ ديرتي ليها، واه بْغيتي تخرج عليا"، "واه، ممنوع، الوقت متأخر، ما يمكنشْ تقابلو في هاد الساعة".
... انصرفت إلى حال سبيلي، و خطر ببالي أن أبحث عن والدي في المستشفى المدني بسانية الرمل. كان كل أملي في العثور عليه، بينما يحدثني قلبي بأشياء و أشياء غريبة. ربما أصابه مكروه لدى عودته من إدارة الأمن.
... دخلت المستشفى المدني بقسم المستعجلات، فلم أعثر على أي أثر له ... تكاثرت الأسئلة في ذهني و قلبي و عقلي حول مصير والدي. كنت أحس بالزمن يمر ببطء شديد، و كأن الساعة قد توقفت عقاربها، لأظل وحدي مترددا ما بين الأمل و اليأس. ترى، أين والدي في هذه الساعة الحرجة؟ كيف هو حاله؟ لا شك أنه يفكر فينا جميعا...
عدت إلى المنزل في الساعة الثانية ليلا. فتحت الباب و وجدت زوجة والدي جالسة على كرسي، و أختي ربيعة و بيدها أختي ثريا جامدتين في ركن البيت، و أختي آفات الرضيعة و شقيقي مصطفى نائمين. الكل كان ينتظرني لمعرفة نتيجة بحثي، بلهفة و قلق، و بعيون مشدودة إلي تسألني عن والدي، أخبرتهم بأنني لم أجد له أي أثر. شرع الجميع في البكاء، لم أتمالك نفسي، و لم أعد أقوى على المقاومة، فشاركتهم البكاء في حزن و صمت مطبقين إلى آخر الليل.
... لم أنم، كنت في حالة أليمة، و الهواجس و الأفكار تتجاذبني حول مصير والدي. فجأة تقلصت حياته بجميع تفاصيلها و تجسدت في صورته المعلقة في صدر البيت، الصورة لأبي، الحاضر الغائب المجهول مصيره.
صبيحة اليوم الموالي، توجهت إلى مدير الأمن الإقليمي في مكتبه، و طلبت مقابلته فسمح لي بذلك. وقفت بمكتبه لأسأله:
"لقد استدعيتم والدي أمس، و لم يعد بعد"، خلال سؤالي له كانت عيناه منصبتان على المكتب، فاجأه سؤالي فرفع عينيه، و بصوت هادئ بارد أجابني بنوع من الاستهزاء: "كيف ذلك؟". فأجبته: لقد تم استدعاؤه من طرفكم و لم يعد، أليس كذلك؟ ثم قال: "اطمئن، سنعمل على البحث عنه". لم أحس بالصدق في كلامه. و انصرفت متظاهرا بالثقة في جوابه.
... مرت خمسة أيام دون أن نجد له أثرا. خمسة أيام، مائة و عشرون ساعة، كلها أمل و ترقب و انتظار لعودته. لم نستسلم كلنا، بارقة أمل عشنا خلالها في حزن عميق، عيوننا تغمرها الدموع و نفسنا مكتئبة إلى حد أننا لم نعد نستسيغ الأكل و الشراب، و لم ندق طعم النوم أو الراحة. شاع الخبر وسط المدينة و المنطقة الجبلية ... عشنا لحظات حرجة، فاستسلمنا لحكم القدر، و صار في حكم اليقين أن والدي مقتول أو مختطف حيث لا ند ري.
دفعني هذا التفكير إلى البحث عنه في القرى المجاورة لمدينة تطوان، و من أجل ذلك انقطعت عن الدراسة، فقمت بطبع مائة صورة فوتوغرافية لتوزيعها على كل مقدم قروي، حتى إذا ما تم العثور على جثته، يمكن التعرف على هوية صاحبها.
اليوم يوم جمعة، و كلي أمل في تنفيذ مهمتي، و شعور عميق ينتابني بأنني أؤدي واجبا نحو والدي، المجهول المصير، الغائب عنا، الحاضر عندهم.
اتصلت بالمقدم المكلف بالمنطقة و شرحت له كل شيء عن المرحوم. سلمته صورته و طلبت منه أن يخبرنا في حال العثور على جثة والدي، فأعطيته العنوان. بعد نصف ساعة حل مخزني مبعوث من طرف قائد المنطقة القروية "العلوي"، و طلب مني مصاحبته إلى مركز القيادة، فتوجهت بمعيته لنقف أمام القائد المذكور بمكتبه، ثم خضعت لاستجواب و استنطاق:
س: لمن تكون هذه الصورة؟
ج: لوالدي.
س: من الذي أعطاك الإذن بتوزيعها؟. واش أنا قايد هنا و لا رباع هنا؟ كانْ لازم تعلمني
ج: أسيدي، إن الأمر يتعلق بعملية اختطاف أو قتل والدي.
س: آش كان كيعمل باك؟
ج: كان رجل شرطة.
س: ستبقى هنا إلى حين الاتصال بعمالة إقليم تطوان.
... بعدها مباشرة، أمر المخزني بإدخالي إلى حجرة، ثم أدركت خطورة الموقف. فالمقدم الذي اتصلت به هو الذي بلغ عني. بقيت في حجرة متسخة الأرضية و الجدران، ذباب ينط و صراصير تزحف في اتجاهات مختلفة، و أخرى تتسلق باب الحجرة الخشبي القديم، لها نافذة واحدة تقارب سقفه، حجب عني النور و الهواء، انقطعت صلتي بالعالم الخارجي. مرت الثواني كالساعات، زاد قلقي على والدي، استحضرت في ذهني عائلتي، انتابني شعور بالقلق حول إخوتي الصغار و أنا حبيس هذه الحجرة.
بعد حلول الساعة السادسة مساء، دخل علي رئيس العساكر، اعتقدت أنه سيطلق سراحي، فكانت الفرحة العارمة التي تحولت بعدها إلى يأس عميق عندما خاطبني:
-         لقد اتصل القائد بالعمالة و لم يتم الرد عليه، و ستبقى هنا إلى غاية جواب المسؤول الذي سيتصل به القائد.
... بعد نزول الليل، حل مسؤول المخازنية و سلم لي غطاء و قطعة من الخبز بها شريحتان من سمك السردين.
قضيت هناك الجمعة و السبت و الأحد معتقلا دون سند قانوني. صبيحة يوم الاثنين، و في حدود العاشرة صباحا، أدخلوني إلى مكتب القائد، صرخت محتجا عليه: "هذا غير معقول، والدي مجهول المصير و أنت احتجزتني هنا. أنا لم أرتكب جريمة، كل هدفي هو توزيع صور لوالدي"، رفع عينيه و قال: "أنت افْتنتي القبيلة واش أنا ناعس خصَّك تعرفْ الكبيرة و الصغيرة كتوصلني". أطلق سراحي. ها قد أصبحت طليقا، أحسست بطعم الحرية الذي لم أذقه بهذا الشكل من قبل، و زاد عنادي في البحث و التحدي لأشكال هذه الغطرسة. اتجهت إلى مناطق أخرى وفق خطة مرسومة و مخطط لها. و في سوق ثلاثاء بني يدر، ألم بي مرض ألزمني الفراش ثلاثة أيام بدار السيد "أحمد اليدري" و هو من معارف والدي، قدم لي مساعدات معنوية و مالية.
بعد شفائي من المرض واصلت رحلتي... أسأل هنا و هناك، كانت رحلة شاقة و صعبة، عانيت فيها مرارة الجوع و المرض، و كم من ليلة قضيتها ملقى على الأرض. و من منطقة إلى منطقة، حتى عدت إلى بيتنا كطائر هزيل "خالي الوفاض بادي الانتفاض".
برجوعي إلى منزلنا، التقيت بأخي الكبير "أحمد"، و بأخي "الطيب". صارا يصبراني و يشجعاني، و وجدت شقيقتي ربيعة مريضة طريحة الفراش...
في الغد، توجهت إلى إدارة الأمن الإقليمي بتطوان. اتصلت مباشرة بمدير الأمن الإقليمي السيد "عبد الحفيظ بلعالم" فاستفسرته من جديد قائلا له: "ألاحظ أن إدارة الأمن لم تقم بالبحث عن والدي و هذا تقصير، ثم لماذا تم نزع السلاح منه؟ أيعني ذلك أنكم كنتم تعرفون أنه سيختفي". قال: "من قال لك بأننا لم نقم بالبحث عنه؟ إن الإدارة قد وزعت عددا كبيرا من مناشير البحث تحمل صورته". ثم طرق رأسه مفكرا، فرفعه قليلا:
-         كم عمرك؟
-         قلت له: في السابعة عشرة من عمري.
-         سألني: ما هو مستواك الثقافي؟
-         قلت: الرابعة من التعليم الثانوي.
-         استطرد قائلا: أقترح عليك أن أبحث لك عن عمل. سأتوسط لك.
تيقنت من العرض المفاجئ للسيد المدير، لا شك أنه يريد إشغالي بالعمل حتى أتخلى عن قضية والدي. بعد ذلك خطوت خطوة صوب الباب ثم توقفت قليلا و التفت قائلا: لم تجبني بعد عن سبب نزع السلاح و القيد من والدي.
كان سؤالي هذا عاملا في إثارة غضبه فحول خطابه اللين معي، و شدد من لهجته و أجابني بصوت زاجر:
-         أترغب في فتح محضر معي أم ماذا؟
ثم أضاف:
-         نزع السلاح و القيد تعليمات من الإدارة العامة للأمن الوطني.
نهض واقفا، و قال لي: اخرج، اخرج. فعدت إلى البيت و قد خاب أملي، بقدر ما أيقنت أنه هو الآخر عالم بأسرار اختطاف والدي.
فكرت في الأمر مليا. و بعد تردد كبير، قررت أن أكتب للسيد المدير رسالة أهدده فيها بخطف ابنه إن لم يعد والدي في ظرف ثلاثة أيام. كتبت الرسالة باليد اليسرى و مسحت البصمات. و في الساعة الثالثة صباحا تسللت إلى قرب إدارة الأمن الإقليمي "باب التوت" ملتفتا شمالا و يمينا، و وضعت غلافا كبيرا و بداخله الرسالة المعلومة، و اسم مدير الأمن الإقليمي مكتوب بخط كبير يثير الانتباه، و وضعتها تحت الباب الرئيسي للإدارة و نصها:
"السيد مدير الأمن،
بعد التحية، إن لم تطلقوا سراح السيد "محمد القريشي" في ظرف ثلاثة أيام، فإننا سنعمل على خطف ابنك، و به وجب الإعلام".
الإمضاء: جماعة من الوطنيين
مباشرة بعد بعث الرسالة، توجهت إلى قرية "دار بنقريش" عند بعض أقاربي، مكثت هناك يومين و كلي شعور بلذة النصر لأنهم خطفوا أقرب الناس إلي و أعزهم عندي. كنت أريد من محاولتي تلك إطلاق سراح والدي، و وضع مدير الأمن أمام الأمر الواقع.
بعد عودتي إلى منزلنا، وجدت في البيت استدعاء بالحضور إلى إدارة الأمن، أخبرتني زوجة أبي أن مفتش الشرطة قبل تسليمه للاستدعاء، جاء للبحث عني مرتين.
أخذت الاستدعاء و توجهت إلى إدارة الأمن، أخبروا السيد المدير لقدومي، أدخلوني إلى مكتبه. صمت المدير لحظات حتى امتص غضبه، و بعدها  قال لي: "كتبت الرسالة باليد اليسرى بعد أن مسحت البصمات". قلت له: "أنا يميني و لست يساريا، و ماذا تعني بالرسالة و الكتابة؟". و دون أن يمنحني فرصة للمزيد من المناقشة، قال لي بصوت عصبي هستيري صابا جام غضبه علي: "اسكت، كدير لي الشغل د الأفلام. إذا عدت مرة أخرى إلى كتابة رسالة ما فسأدخلك السجن". لم يكتف بذلك، بل إنه قام ليطردني بعنف، و هو في حالة غليان.
اعتقدت أن أحسن طريقة هي التي قمت بها و أدركت بعدها سذاجة ما قمت به، و أيقنت مع مرور الوقت أن خصمي الحقيقي جهاز بكامله، يتزعمه ضابط الجيش الفرنسي الذي ابتلي به هذا الوطن، و أصبح في ما بعد وزيرا للداخلية.
قررت بعد ذلك مغادرة تطوان في اتجاه العاصمة الرباط، التي حللت بها في الساعة الرابعة و النصف صباحا. دخلت مطعم باب الأحد الشعبي، أحتمي من البرد بالشاي و البيصار في انتظار إشراقة شمس. قصدت مدينة سلا بحثا عن صديق لوالدي السي "الإسماعيلي". مهنته حصار، و كان يتردد على منزلنا بين الحين و الآخر. منذ سنة 1955، كانت تربطه بوالدي علاقة صداقة متينة، لم يطل بحثي كثيرا في "سلا". التقيت به في دكانه، و أخبرته بكل ما حدث لي و لوالدي، فانفجرت عيناه بكاء، و عم وجهه حزن عميق. ضمني إليه بشدة و ثار بقوله: "كيف يمكن أن يحدث هذا لرجل معروف بوطنيته"، فأخذني معه إلى منزله، و أخبر أسرته بما حدث، و قال لأخيه عبد الرحمان: "أرجوك أن تطرح قضية والده على صديقك في الديوان الملكي". تأسف هو الآخر. بت عندهم.
في الصباح، ودعت صديق والدي السيد "الإسماعيلي" لأتوجه إلى الرباط. طلبت مقابلة السيد المدير العام للأمن الوطني، لكن الضابط بقسم الإرشادات استهزأ بي. و بعد مناقشة حادة، اتصل بالسيد "بوهوش" و أخبره بموضوع الزيارة، فسمح لي بمقابلته، و عرضت عليه قضية والدي، فأخبرني بأن الإدارة العامة للأمن الوطني بدورها تبحث عنه.
... خرجت من مكتبه في اتجاه وزارة الداخلية هذه المرة.  طلبت مقابلة الوزير "أوفقير" فلم يسمحوا لي بمقابلته. بعد خروجي من مقر الوزارة، التقيت صدفة السيد "طارق الوزاني" ابن الشهيد "إبراهيم الوزاني" الذي اختطف في تطوان سنة 1956.
حكيت له كل ما حصل، فتألم كثيرا لحالي و لحال أسرتي، و أخذني معه إلى مسكنه بشارع "بو"، و قدمني لوالدته، و هيأ لي المغسل و الملابس. كما أن أمه عاملتني بلطف لكونها قد عانت نفس الأمر، و حكت لي قصة زوجها المختطف.
بعد طرق أبواب جميع المسؤولين بالعاصمة، و التي ظلت مسدودة في وجهي، التجأت إلى البحث عن الزعيم السياسي عبد الخالق الطريس الذي كان نائبا برلمانيا في تلك الفترة عن مدينة تطوان. لم أعثر عليه في مركز حزب الاستقلال، و لكن السيد "بنشقرون" دلني على عنوانه الكائن بساحة العلويين ط5. و لسوء الحظ لم أجده مرة أخرى.
و بينما أنا نازل من شارع محمد الخامس، رأيته جالسا في مقهى "باليما"... تقدمت للسلام عليه مقدما له نفسي، فقال لي: "عملوها الكلاب"، في إشارة منه إلى اختطاف والدي.
حدثني الزعيم عن تضحيات أبي الجسيمة قبل الاستقلال و بعده، موضحا لي بأنه قد تذاكر في شأن قضيته مع المسؤولين. و اقترح علي بعد تفكير طويل بأن أذهب غذا الثلاثاء صباحا إلى مجلس النواب لأطرح قضيتي أمام "أوفقير" في بهو البرلمان، و بطريقة علانية أمام البرلمانيين. فقبل دخولهم إلى المجلس يتعين عليك طرح القضية أمام الملأ، حتى لا يتخذ موقفا ما ضدي، لأن النواب سيكونون على علم بالقضية. قلت له: سأفعل، لكني لا أعرف "أوفقير". و بينما نحن نتحدث، إذ بسائق الزعيم السيد "أحمد الشارف" وقف علينا فكلفه كي يأخذني إلى باب البرلمان. في الغد حددنا موعدا في الساعة التاسعة و النصف صباحا، قائلا له موضحا بأنه لما يأتي "أوفقير" تنعته له من بعيد و تنسحب...
سلمني الزعيم مبلغ سبعمائة درهم، و قال لي: تقبل مني هذا المبلغ و إذا احتجت لأي شيء اتصل بي في المنزل.
... في الغد، أخذني السائق "أحمد الشارف" إلى مجلس النواب، الكائن بكلية العلوم خارج باب الرواح، و قال لي بعدما أوصلني: انتظر هنا لأعود صحبة الزعيم "الطريس" في العاشرة. و في الساعة المحددة وقف "أحمد الشارف" بجانبي، و شعرت بخوفه من خلال التفاته يمنة و يسرة. أما أنا فقد كنت أرتعش و قلبي يدق دقات غير عادية، و في حالة عصبية أترقب ساعة الحسم التي انتظرتها طويلا منذ اختطاف والدي.
بعد برهة وصل "أوفقير"، فقال لي "أحمد الشارف": "انظر إنه ذاك الرجل الطويل أسمر اللون، و على عينيه نظارة سوداء، ها هو قد نزل من السيارة". توجهت و بسرعة جهة "أوفقير" الذي دخل بهو البرلمان. و بجرأة عفوية صادرة من الأعماق، أخذته من ملابسه صارخا بأعلى صوتي تنفيذا لما أمرني به الزعيم المرحوم و أنا أصرخ في وجهه:
السيد الوزير، كيف يعقل، بعد الاستقلال، أن يتم اختطاف والدي و هو من الوطنيين. و بما أن والدي يعمل في الأمن، و أنتم المسؤولون عنه، فأنا أحملكم كامل المسؤولية أمام هؤلاء النواب.
حاول رجال الأمن القبض علي، إلا أنه أشار عليهم بيده قائلا:
-         اتركوه.
ابتعدت عنه جهة النواب، الذين كانوا مندهشين مما سمعوه مني. جرت بينهم همهمة، فوجدتها فرصة لأزيد من صراخي:
-         أين والدي؟ هل هذا جزاء رجال المقاومة؟ أطلقوا سراح والدي.
هنا أمر أوفقير المدعو الصالحي أن يتدبر أمري و يسهل لي مقابلة في صباح الغد.
دخل الوزير إلى قاعة البرلمان، رافقني السيد الصالحي إلى قاعة صغيرة، فقال لي:
-         هاي هاي!! و تبارك الله عليك، بوحاطي واش من بوحاطي.
-          قلت له:
-         لست أفهم ماذا تقصد ببوحاطي؟
قال لي:
-         لا، لا شيء مزيان.
-         أظن أن من حقي أن أتصرف هذا التصرف لأعرف أين اختفى والدي. كما أنني التزمت السلم الإداري، فلم أجد آذانا صاغية، و لم أجد أحدا يستطيع الوقوف إلى جانبي في هذه المحنة.
هنا أخرج بطاقة من جيبه، و كتب عليها بالفرنسية ما لم أفهمه. قال لي:
-         موعدك غدا في الساعة العاشرة صباحا، لمقابلة السيد وزير الداخلية، قبل أن يضيف:
-         لا تتأخر، ضاربا يده على كتفي، و هو يقول:
-         الوزير سيكون في انتظارك.
خرجت من مجلس النواب و أنا في حالة من الخوف، أسير و أنظر خلفي. لم أكن أصدق أنني أسير لوحدي، إلى أن وصلت شارع محمد الخامس، و دخلت مقهى السفراء.
وجدت نفسي وجها لوجه في مواجهة النادل، و هو يسألني عما أريد شربه، بعدما جلست في أول طاولة في المقهى.
-         قهوة سوداء.
ثم إنني لأول مرة سوف أدخن في حياتي. لم أكن أعرف حتى ثمن السيجارة الواحدة، عندما دخل شاب يبيع السجائر.
التفت ورائي و مسحت المقهى بنظرة مستفيضة، حتى وقعت عيناي على شخص يقتعد ركنا قصيا في المقهى، كان يطالع جريدة بالفرنسية.
تحسست جيبي بحثا عن البطاقة التي ناولني إياها الصالحي، و قصدت ذلك الشخص مقتحما خلوته بعد الاستئذان.
-         هل يمكن سيدي أن تقرأ لي هذه البطاقة.
نظر إلي باستغراب و هو يتأملني بعدما قرأ فحوى البطاقة.
-         هذه البطاقة تقول إنه يسمح لك بمقابلة وزير الداخلية غدا صباحا في الساعة العاشرة صباحا.
حينها أيقنت أن الصالحي لم يكن يكذب علي.
و خوفا من أن يحدث ما لا يحمد عقباه، قررت تصوير البطاقة في عشر نسخ جديدة، و سلمت نسخا لكل من الزعيم عبد الخالق في منزله بالرباط، و نسخة للزعيم علال الفاسي في منزله أيضا، و نسخة للأستاذ بنشقرون و أخرى لمصطفى الصباغ و نسخة لمحمد أمزيان و أخرى للسي الإسماعيلي في منزله، هو الآخر، بمدينة سلا.
ثم أرسلت نسختين عبر البريد إلى كل من أخي أحمد القريشي و أخي الطيب.
عندما اتصلت بالأستاذ الزعيم عبد الخالق الطريس في منزله لأناوله نسخة من البطاقة، وجدت رفقته شخصا كان الزعيم يخاطبه بلقبه "با الشيكر"، و هو يحكي له عما قمت به في مجلس النواب، و أنا أعترض أوفقير.
كنت أشعر بخوف شديد بسبب ما أقدمت عليه، بينما كان الزعيم يفتخر بما قمت به و هو يتحدث إلى "با الشيكر".
لكن خوفي كان مصحوبا بلذة النصر، لأنني كنت أحس في قرارة نفسي بأنني قد أنهيت ما هو مطلوب من ابن يبحث عن والده و لا يعرف مصيره.
بلغت بي الهواجس ليلتها حد تغيير الفندق الذي كنت أقيم به. فانتقلت من "أوطيل فرنسا" إلى مدينة سلا، للمبيت في بيت السي الإسماعيلي.
حكيت له كل ما حصل لي مع وزير الداخلية أوفقير، فأخبرني بأن شقيقه عبد الرحمن يقوم هو الآخر باتصالات في الموضوع.
قبل العاشرة بلحظات، توجهت إلى مقر وزارة الداخلية، حيث سلمت البطاقة للمسؤول في قسم الإرشادات، فتطلع إليها باهتمام، و قام باتصال هاتفي من مكتبه، ثم رافقني إلى قاعة الانتظار.
وجدت هناك امرأة شقراء مكتنزة. و بعد لحظة، دخل رجل طويل القامة، عريض الكتفين، بجلباب أسود.
منذ دخل القاعة و هو ينظر إلي بإمعان، و لم تفارقني نظراته الرهيبة ثم غادر القاعة.
بعد برهة، نادى علي أحدهم بإسمي، فتقدمت إليه و رافقته في بهو الوزارة.
في لحظة وجيزة، و بحركة مباغتة، وضع أحدهم الأصفاد في يدي، قبل أن أفاجأ بالسيد الصالحي، الذي سلمني بطاقة الزيارة، واقفا أمامي.
ارتمى علي شرطيان بلباسهما الرسمي، و قاما باقتيادي إلى الخارج، حيث كانت هناك سيارة الشرطة في انتظاري.
أدخلاني إلى السيارة عنوة، و أغلقوا الباب بإحكام، و تحركت بنا السيارة، تتبعها سيارة السيد الصالحي.
بعد لحظات، توقفت السيارة و هي تحاول أن تفسح الطريق للسيارات الأخرى من أجل المرور، عند تقاطع شارعين. وجدتها فرصة لأحاول الفرار بكل ما أتيت من قوة، لكن الباب لم ينفتح. طوقني الشرطيان و انهالا علي ضربا و ركلا حتى سقطت داخل السيارة. لكنهما واصلا ركلي و شتمي حتى تورمت عيني اليمنى من فرط قوة لكمة قاضية وجهها لي أحدهما.
في طريق ازعير، تقدمت سيارة السيد الصالحي و نحن وراءها، إلى أن توقفنا عند مدخل فيلا كبيرة. أنزلوني من سيارة الشرطة في اتجاه الفيلا، يرافقني السيد الصالحي و شخص آخر.
في الفيلا، وجدنا المدعو بوشعيب كما خاطبه الصالحي و هو يقول له:
-         آلسي بوشعيب، ها هو البوحاطي الذي ألقى علينا الخطبة بالأمس في البرلمان.
تقدم بوشعيب نحوي بصفعة مدوية. و في نفس اللحظة، خاطبني الصالحي:
-         من أشار عليك بأن تعترض طريق وزير الداخلية، و في البرلمان؟!
-         لا أحد. لقد اتبعت السلم الإداري، و اتصلت بكل المعنيين، قبل أن أقدم على هذا.
ثم تابعت:
-         إنني لم أجد حلا آخر من أجل معرفة مصير والدي الذي اختفى منذ ما يزيد عن خمسة أشهر.
فأجابني الصالحي:
-         إن ما قمت به أمر مخطط له و لا يمكن أن تنكر ذلك يا "ولد ....". ثم من أخبرك بأن وزير الداخلية سيحل بمجلس النواب في ذلك اليوم، و في الساعة المحددة. و كيف خطر ببالك أن تخاطب الوزير بأعلى صوتك، حتى سمع كل النواب بقصتك، و أنت تقترب منهم لتحتمي بهم.
-         لقد صدر ذلك مني بشكل عفوي، دون أن أشعر بذلك.
هنا تدخل الشخص الذي يرافق الصالحي، و وجه لي لكمة في وجهي
-         أو هادي شعرت بها آولد ...
همس الصالحي في أذن بوشعيب بكلام لم أسمعه. ثم اقتادوني نحو بيت صغير، و أقفلوا الباب علي.
-         هنا سنتركك تفكر ساعة، و إذا لم تقل ما عندك سأنادي على من يجعلك تغني لوحدك.
في الغرفة، وجدت شخصين مفتولي العضلات، أذاقوني ما لا أطيق من الركل و الضرب و كل أشكال التعذيب. علقوني من رجلي، و أرغموني على شرب ماء "الجفاف" و أجلسوني على قنينة كادت تنغرس في دبري.
و بعدها دخل الصالحي.
-         ألم يعترف بعد؟
قال أحدهم:
-         إذا بغيتي يغني دابا غادي يغني.
قيدني من يدي وراء ظهري، و نزع سروالي و رماني على الأرض. أثبت آلة كهربائية صاعقة في فخذي الأيمن، بينما يطلب مني الصالحي الاعتراف بمن أشار علي بفكرة اعتراض وزير الداخلية في البرلمان خلال ذلك اليوم.
كانت الآلة الكهربائية الصاعقة تخترق جسدي، و أنا أصرخ معترفا من فرط التعذيب الوحشي.
-         عبد الخالق الطريس، عبد الخالق الطريس.
-         زد، اعترف، و ماذا هناك أيضا.
-         فقط، الطريس هو الذي أشار علي بهذه الفكرة.
اتصل الصالحي عبر الهاتف بجهة ما. لم أفهم من كلامه سوى عبارة "الطريس"، بينما كان يتحدث بالفرنسية.
بعد لحظات، وصل أوفقير، و اقتحم علينا غرفة التعذيب.
-         مزيان، الطريس وراك ما تدير.
قبل أن يضيف:
-         أبوك ليس سوى حشرة من الحشرات. سأجعل منك مرحاضا.
أشار أوفقير على الصالحي و الآخرين بالخروج، لأبقى وحيدا في مواجهته، و أنا لا أقوى على الحركة من فرط التعذيب. فجأة أخرج قضيبه و بال علي الحقير.
خرج أوفقير بعدما أهانني و عذبني أكثر مما فعل بوشعيب و الصالحي و الآخرون.
عاد بوشعيب إلي، و جرني إلى ركن البيت، حيث قضيت هناك خمسة عشر يوما، لم أذق فيها سوى الماء و الخبز الحافي.
في اليوم السادس عشر، نقلوني إلى المركز الرئيسي للشرطة بالرباط، قرب ساحة "بلاس بيتري".
هناك نزعوا الأصفاد من يدي، و أحالوني على ضابط الشرطة ليستنطقني.
عندما شرعت أحكي له تفاصيل قصة والدي، التحق بنا شاب وسيم قبالتي. عرفت في ما بعد أنه إدريس البصري، الذي سيصير وزيرا للداخلية في ما بعد.
أخبرني المحقق أن إدارة الأمن تبحث بدورها عن والدي، و أشهر في وجهي منشور البحث عن متغيب، و عليها صورة و اسم والدي.
نظر البصري إلى المذكرة، و تأملني قليلا قبل أن يغادر المكان.
أخبرني أن ما قمت به عمل خطير للغاية، قبل أن يغادر هو الآخر مكتبه.
بعدها، عاد الضابط، و طلب من شرطيين أخذي إلى الزنزانة، حيث بقيت هناك مدة أسبوع كامل، تدهورت فيها حالتي الصحية، من كثرة ما تعرضت له من تعذيب و تنكيل و إهانات، بينما أنا لا أعرف مصير والدي.
بعدها، نقلوني إلى سجن لعلو، القريب من المحكمة، و هناك سأقضي مدة أسبوعين، و سأفقد اسمي و معنى وجودي، عندما حولوني إلى مجرد رقم، و أصبحت السجين رقم 30969، في انتظار المحاكمة.
حملوني إلى المحكمة رفقة معتقلين آخرين.
أعلن الرئيس أنه ستتم محاكمة المتهمين الذين يرافقهم محام. فبقيت في آخر المطاف وحيدا، إلى أن تقدم محام، طالبا من هيئة المحكمة الدفاع عني. إنه المحامي محمد بوزوبع، الذي سيصير في ما بعد وزيرا للعدل، قبل أن توافيه المنية أخيرا. كان موقفه معي موقفا إنسانيا للغاية، و يتسم بشهامة رجل قانون ينتمي إلى حزب تقدمي.
تقدم محمد بوزوبع إلى رئيس الجلسة، و طلب منه الإطلاع على ملفي، و منحه مهلة قصد إعداد الدفاع.
أعادوني إلى السجن، و كلي تطلع إلى ما سيقوم به هذا المحامي الذي تطوع من أجل الدفاع عني في محنتي.
في اليوم التاسع عشر من الأيام القاسية التي قضيتها في السجن، استدعاني مدير السجن إلى مكتبه، و طلب مني جمع ملابسي و الاستعداد للمغادرة.
-         أنت الآن براءة.
براءة!
و لكن، ما الذي فعلت من أجل كل هذا التعذيب.
لكن ما يعذبني أكثر، و انأ أغادر السجن في هذا الصباح الطري، هو مصير والدي، و أين اختفى؟
عدت إلى مدينة تطوان حاملا معي جراحات و آلاما كبيرة، لا أقوى على المشي لولا الشوق إلى لقاء أسرتي، و التطلع إلى معرفة مصير والدي.
بعد أيام، كان الخبر قاسيا.
25 ماي 1965، سوف تستيقظ المدينة على خبر العثور على جثة والدي بعد ثمانمائة متر من مدينة تطوان، في اتجاه سمسة. هناك، حيث وجدت جثته مفصولة عن رأسه الذي وضع قريبا من الجثة.
فعلا، لقد قتل الكاب 1 جدي. إنهم على استعداد لقتل الجميع، لكنهم يختارون ضحيتهم بعناية، و يقصدون الأشخاص الأكثر قدرة في هذا المجتمع على هزمهم.



 
  نزار القريشي / المغرب (2011-09-07)
Partager

تعليقات:
حسن لختام /المغرب 2011-09-07
لم استطع ياخي ان اتمم قراة قصتك.. فهمت المقصود .لك الحرية في القصة القصيرة جدا..ولاداعي لدكر الاسماء..اكتب نكاية واستعارة وفنا.واياك ان تكتب الحقيقة..اكتبها بطريقة اخرى..اكتبها فنيا وليس قدحيا...فالكتابة حلما وخيالا وليس شتما وانتقاما..اكتب بدمك والحادق سيفهم..
البريد الإلكتروني : lakhtame@yahoo.fr

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

قصة: السجين 30969-نزار القريشي / المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia