"دار فضاءات" الأردنية تصدر سيدة الأعشاب ل"خليل قنديل" في طبعة ثانية-طنجة الأدبية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
إصدارات

"دار فضاءات" الأردنية تصدر سيدة الأعشاب ل"خليل قنديل" في طبعة ثانية



   يقول القاص خليل قنديل عن علاقة نصه القصصي يالواقع "أنا الابن الشرعي للواقع، وأنا من أعطى رأسه الصغير لفنتازيا الواقع في وقت مبكر. فالطفولة الكامنة فيّ، تجعلني أرى الصباح وكأنه حادثة كونية تحدث للمرة الأولى، والمسألة لا تأخذ بتلك الجفافية التي يطرحها الآخرون".
   ربما من هنا ومن هذا الطرح الاولي للتعامل مع الواقع علينا أن نقرأ التجربة القصصية لخليل قنديل عموماً، والتي اشتملت على خمس مجموعات هي على التوالي "وشم الحذاء الثقيل" و"الصمت" و"حالات النهار" و"عين تموز" و"سيدة الاعشاب" التي فازت بمشروع التفرغ الابداعي التابع لوزارة الثقافة الأردنية.
   ومؤخراً صدرت مجموعة "سيدة الأعشاب" في طبعة ثانية عن دار فضاءات للنشر، مشتملة على "12" قصة قصيرة تمثل حالة التجلي العميق عند "قنديل" في تعامله مع الاسطرة النائمة في بطن المجتمع الاردني والعربي عموماً.
   الناقد المغربي محمد المعتصم يقول عن "سيدة الاعشاب": في قصص مجموعة قنديل للمرأة حضور مهيمن وللأمكنة أرواح تحيى بها وللنباتات حياة ومشاعر، وللعادات والتقاليد والمعتقدات سلطة قاهرة على الإنسان.
   يكتب القاص خليل قنديل قصصه بإتقان نادر، ويمنحها روحها المحلية (الأردن) فيورد الأمكنة بأسمائها، ويتتبع خارطة "عَمَّانَ" متربعة فوق قمم وسفوح جبالها، وبشرفاتها المطلة على المنحدرات والامتدادات... إنه قاص "محلي" وعبْرَ محليته ينشد العالمية لأنها الطريق الملكي.
   اما القاص مهند صلاحات فيقول"يقودك خليل قنديل إلى نهايات تقترب فيها السوريالية من الحلم، ما يبث شحنة عاطفية إلى نص من غير افساد للمواقع فتنته، فأبو يحيى في قصة "البيت" يرى فتاة ممشوقة بيضاء في الغبش الفجري، تسير في العتمة الصباحية لسوق سقف السيل وتلوح له بايشارب أبيض، بينما وججها يطفح بالبهجة، وفي قصة "السبعيني" يلتمع البرق فجأة في السماء راسماً وفوق شجرة التين ما يشبه اليد الخضراء.
   تلك المرأة التي تؤنث نصوص خليل قنديل مستحضرة الغيب كلّه، تلك المرأة تسكن في مكان عصي على النسيان، فالكاتب اعتنى بالمكان عناية خاصة بعيدة عن المبالغة والتنميق اللغوي، وجاء وصفه شبيها بتفاصيل المكان ودافئا مثل الذكرى التي تحملها بمنأى عن صور العابر، فما أن تخلص من قراءة "عنقود عنب" حتى تقف متسائلا عن عدد المرات التي مررت بها من أمام درج جبل الحسين الهابط باتجاه العبدلي أو صعودك له ونزولك وما السبب الذي ألهاك عن رؤية عدنان الميكانيكي والتمتع بمفاتن علياء بدر وببراءة المريول الأخضر الذي قدر أن يكون أحد أزراره مشرعا، أو أنك قد ترغب في الخروج بنزهة تلمسية لأشجار جبل اللويبدة، دون أن يفوتك النظر بين أشجار الحدائق المنزلية عن السلطي صاحب اليد الخضراء.
   بعد "عين تموز" و"حالات النهر" و"الصمت" و"وشم الحذاء الثقيل" يفاجئك خليل قنديل من تأمله الطويل في المرأة والمدينة، من دون أن ننسى أحلام الطفل التي تخمّرت في خيالات الكاتب بعد ثلاثين عاماً من القص.



 
  طنجة الأدبية (2011-09-09)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia