أول الحروف المضمخة بعطرالقصيدة، كيف إنبثق !؟ ومن أين قدمت سيدة القصائد إلى حياة الشاعر قبل أن يتزيى بطيلسان الشعر!؟ من منهما قد يكون راح أو قدم إلى الآخر، الشاعر أم القصيدة !؟ أسئلة كثيرة تتعلق بتجربة البدايات.. الرحلة السندبادية الأولى والمغامرة الأولى في محيطات الشعر..
في هذه القصيدة يكشف لنا الشاعر بابلو نيرودا عن أول لقاء بينه وبين الشعر.. عن الدوخة الأولى الجميلة في الإبداع الشعري، وكيف انبثقت أولى الكلمات على محمل الإيقاع.
تعتبرهذه القصيدة شهادة ميلاد الشاعرالعالمي الشيلي بابلو نيرودا الحائزعلى جائزة نوبل في 21 أكتوبر1971.
القصيدة
...حدث في ذلك العمر.. القصيدة
أتت تفتش عني.. لست أدري.. لست أدري من أين.
إنبثقت من.. من نهر..
لست أدري كيف ومتى
لا.. لم تكن هناك أصوات.. كلمات.. أو صمت
في الدرب لاحت لي
بين أغصان الليل
فجأة لاحت بين أغصان آخرى
بين نيران عنيفة
أوحين عودتي وحيدا
وجدتها تلمسني.. بلا وجه
ولم أعرف ما أقول لها.. لم أعرف اسمها
كنت كالأعمى
وشيء ما إرتطم بروحي
كالحمى أو كالأجنة التائهة
وشيئا فشيئا بدأت أعي
أقرأ
هذا الحريق
وكتبت أول شطرملتبس
ملتبس.. بلا جسد.. كان جنونا أصيلا
ومعرفة أصيلة
لطفل غريرمثلي
ورأيت السماء فجأة
مفتوحة..
رأيت نجوما ونباتات ترقص
وظلا شفيفا كالغربال
سهاما من نار وأزهار
وليلا يسري كي يسحق العالم
وأنا كالمخلوق الضليل
ثمل بهذا الفراغ
تشبهني الألغاز والأسرار
وأشعرأنني جزء أصيل من هذه الهوة
مسافرمع النجوم
وجسدي طليق مع الريح