التّوبة-لانا راتب المجالي - عمان – الأردن
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

التّوبة

  لانا راتب المجالي    

كنتُ اُراقب وجهها يُشرقُ بِشرَاً في ظلال المسجد أمامنا، تؤشرّ بقلم ٍ أحمر فوق ورقةٍ تَحمِلُها في كفّها اليسرى ، هذه الهواية الغريبة التي لازمتها منذُ التزمنا .

- هل اقتربنا من تحقيقِ هدفك بالصلاة ِفي جميع ِ مساجدِّ عَمّان ؟

ردّت بعد أن ألقَت نظرة سريعة فوق ملامح ورقتها : نعم حبيبي بقي لدينا ثلاثة مساجد فقط .*

كان صوتُها يتسرّب منّي ..بينما إطار الصورةِ يحتوينا فيُشهِر أنيابهُ في ذاكرتي التي تتأوه خطايا ..

حنانُها الوارِف يلمسُ استغراقي : لا تُقنط من رحمة الله، إنّ الله غفورٌ رَحيم .

بينما المؤذّن ينادي : اللهُ أكبّر..  الله أكبر !..

( 2 )


أمخَرُ عَبابَ ليلةٍ تُرتّل ُ فيها سورة مريم بصوتها العَذب،

تتساقطُ عليها رُطَباً جَنيّاً،يتكلمُ عبدُ الله في المهدِ صبيّا،

يَطرَبُ إيماني، يشتاقُ للجنّة فأهرولُ إلى سجادتي، وأبتهِل :

سبحانك اللهمّ .

(3 )


يسألُني خوفها بدهشة: ثِيابُكَ مبلّلة بالماء ؟ !

أُجيبها:  ينابيع دموعي من خشوع،

كنتُ أتدفقُ منّي، بينما الشيخُ يجهَر بأدعية ِ ليلة القدر،

صدقيني،كانت ليلتي .

( 4 )


أنهينا صلاتنا معاً، فاستندتُّ ُإلى جدار ِ الغرفة أُسبّح الله،

باغتني صوتُها متسائلا ً :

كيف انتقلنا من براثن العصيان، إلى رحاب ِ التوبة ؟

بصرامةٍ أجبت : سوفَ أموتُ قريبًا، الله ُ يُحسِن خاتمتي !

صَمتَتْ هُنيهة، ثم استطرَدّت: وأنا ؟

قلتُ بينما أٌطالعُ هلعها :

حتّى تتصبّري حين فقداني ، اللهُ يرحم ضعفكِ ، إرتَمت في أحضاني تهتفُ مِن بين ِ دموعها: مُحالٌ، لن أفقدك،

لكنّها فَقدتني  .. !



 
  لانا راتب المجالي - عمان – الأردن (2011-09-27)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

التّوبة-لانا راتب المجالي - عمان – الأردن

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia