- 1 -
اللَّهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبِي نُورا.
في سَمْعي نورا.
في بَصَري نورا.
(……)
وَاجْعَلْ في نَفْسي نورا.
أَنْتَ النُّورُ
وَمِنْكَ النُّورُ
وَإِلَيْكَ النُّور
- 2 -
تَنْحَنِي لَكَ نَخْلَةُ هَذِي الْبَرَارِي
تَنْحَنِي أَنْتَ لِلرِّيحِ
يَرْتَطِمُ الْجَسَدُ الْهَشُّ بِالأَرْضِ
تَشْعُرُ أَنْتَ بِأَنَّ جَنَاحَيْكَ
شَدّهُما وَتِدٌ
سَقَطَتْ كُلُّ أَسْبابِهِ
فِي جَحيمٍ مِنَ الدَّمِ
لَكِنَّ ناراً بِصَدْرِكَ
أَجَّجَها مَن تُحِبُّ
قَـدَ الْقَتْ بِطائِرِكَ الغَضِّ
هذا الْمَساءَ إلى رابَغِ(1) الْخَيْرِ
فَاخْلَعْ تُرابَكَ وامْضِ
حَبيبُكَ يَدعوكَ
لَبَّيْكَ أَنْتَ حَبيبِي
لَكَ الْحَمْدُ
إِذْ أَخَذَتْنِي يَداكَ إِلَيْكَ
فَلاحَ لِعَيْنَيَّ بَيْتُكَ
حَيْثُ الفَراشاتُ
يَرْقُصْنَ حَوْلَ سَتَائِرِهِ الزّاهِيَه.
لَكَ الْحَمْدُ حين سَقَطْتُ
لَكَ الْحَمْدُ حينَ أَرَدْتَ
وَ حينَ أَمَرْتَ
فَقُمْتُ كَنَخْلَةِ هَذِي الْبَراري
لَكَ الْحَمْدُ... أَنْت حَبيبِي
- 3 -
أَنْتَ وَعَدْتَ بِأَن تَأْخُذَنِي
هَذِي الْكَأْسُ الْوَهّاجَةُ
كَالطِّفْلِ إِلَيْها
بَيْنَ يَدَيْهَا.
وَعْدُكَ حَقّْ.
قُلْتَ : سَتَأْتِي مَعَ قافِلَةِ العُشّاقِ
إِليَّ وَأَنْتَ سَقيمٌ
قَوْلُكَ حَقّْ.
وَ لِقاؤُكَ حَقّْ.
والْجَنَّةُ حَقّْ.
وَالسَّاعَةُ حَقّْ.
- 4 -
لَكَ أسْلَمْتُ.. عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ..
بِكَ آمَنْتُ وَ خاصَمْتُ
وَ إِلَيْكَ أنَبْتُ وَ حاكَمْتُ
فاغْفِرْ لِي ما قدَّمْتُ
وَ ما أَخّرْتُ
وَ ما أسْرَرْتُ
وَ ما أعْلنْتُ
وَ ما..
- 5 -
اِقْتَرِبِي..
يا راقِدَةً فِي جَوْفِ الصَّحْرَاءِ
أَيَا رابَغُ..
اِقتَرِبِي...
حَتّى أتَجَرَّدَ مِنْ حَجَري
وَ أَحُطَّ عَلَى جَسَدِي
إِكْليلَ العِشْقِ.. فَأَمْشي
لا يَـسْنُدُنِي عُكّازٌ.. أَمْشي
لا يَحْمِلُنِي كُرْسِيٌّ..أَمْشي..
حينَ يَلُوحُ البَيْتُ
أَحُطُّ بِهِ قَلْبِي
وَبِمَوْلايَ أَنَا أَنْفَرِدُ
- 0 -
يا حَجَراً يَسْكُنُنِي
يا حَجَراً عَنِّي أَبْعَدَنِي
عِفْتُكَ فَاخْرُجْ مِنْ بَدَنِي
أَنْتَ كَسَرْتَ زُجاجي
وَ مَلأْتَ فُؤادي
بِتُرابٍ غَطّى بَصَري
فَارْتَطَمَتْ قَدَمايَ بِهذا الْغِيسِ
ثَقِيلاً أَمْسَى جَسَدِي
وَخُطَايَ رَمَتْ بِي
في حَرِّ الْقَيْظِ إِلَى جُزُرِ الوَقْواقِ
وَقَدْ كُنْتُ أَنَا
أَنْوِي جُزُراً أُخْرَى
تَصْحَبُها الشَّمْسُ إِذَا طَلَعَتْ
وتَحُجّ الأَشْجارُ إِلَيْها وَهْيَ مُحَمَّلَةٌ بِطُيُورٍ
تَمْلأُ هَذَا الْجَوَّ تَسَابِيحَ
تَهُزُّ جِبَالَ الْمَعْمورِ
فَتَرْتَعِدُ
- 0 -
أَكْرَمَنِي مَوْلايَ فَنَادانِي
.....................................
يا أَنْتِ خُذِي زِينتَكِ الوَهَّاجَه
هَا أَنَذَا آتٍ
مَا عُدْتُ ثَقِيلاً..آتٍ
مَا زِلْتُ عَلِيلاً..آتٍ
فَاقْتَرِبِي..
اِقْتَرِبِي.. عَلِّي فيكِ
بِمَوْلايَ أَنَا أَنْفَرِدُ
- 6 -
يا مَنْ مِنْ جُوعٍ أطْعَمَنِي
يا مَنْ مِنْ خَوْفٍ آمَنَنِي
زِدْ هَذَا البَيْتَ الطَّاهِرَ تَشْرِيفاً
زِدْهُ تَعْظيماً وَمَهَابَه
زِدْهُ تَكْريـماً
زِدْهُ بِِرّاً
زِدْ مَنْ شَرَّفَهُ تَشْرِيفاً
زِدْ مَنْ عَظَّمَهُ تَعْظِيماً وَمَهَابَه.
- 7 -
اَللَّهُمَّ اغْفِرْ وَارْحَمْ
وَاعْفُ حَبيبِي وتَكرّمْ
وَتَجاوَزْ عَمّا تَعْلَم
إِنَّكَ تَعْلَم
مَا لا أَعْلَم
إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْظَم
وَالأَرْحَم.. وَالأَكْرَم.
- 8 -
أَنْتِ قَريبَه..
مِنِّي أَنْتِ قَريبَه..
وَأَنا حَوْلَكِ أَنْتِ أَطُوفُ
تَكُونِينَ قَرِيبَه.
وَأَنَا بِمِنىً
أرْجُمُ بَعْضَ زَوَايَا غَاَبةِ نَفْسِي
أَنْتِ قَرِيبَه.
وَأَنَا فِي بَلَدِي الأَقْصَى
أَسْقُطُ حِيناً..ثُمَّ أَقُومُ
تَكُونِينَ قَريبَه.
لَكِنَّ القَلْبَ
ـ أَكُنْتُ بِمَرْوَةَ
أَوْ كُنْتُ بِوَجْدَةَ
أَطْرُقُ بَابَ اللَّيْلِ ـ
يَحِنُّ إِلَيْكِ..
وَ يَحْتَرِقُ.
- 0 -
أَنْتِ النَّارُ الوَهَّاجَةُ فِي الصَّحْرَاءْ
وَأَنَا كَفَراشاتِ اللَّيْلِ أَطُوفُ حَـوالَيْكِ
وَمِنْكِ أَنَا أَرْسُمُ بِـي دَائِرَةً
دَائِرَتَيْنِ..
ثَلاثَ دَوَائِرَ..
سَبْعَ دَوَائِرَ..
تَنْتَقِلُ النّارُ إِلَيَّ
فَتَشْتَعِلُ الأَوْراقُ الْجَافَّةُ
فِي شَجَرِي الْمُلْتَفِّ
عَلَى جَسَدِي الْهَشِّ
فَأحْتَرِقُ.
............................................
هَذَا دَمِّي في جَبَلِ الرَّحْمَةِ
أَسْفَحُهُ ثُمَّ أُقَدّمُه لَكِ مَهْراً
حَتّى أَتَمَتَّعَ كَالطِّفْلِ بِأَنْوارِكِ
وَهْيَ إِلَيْكِ وَ مِنْكِ أَرَاهَا تَنْطَلِقُ
- 0 -
يَشْتَدّ إِلَيْكِ حَنِينِي
حينَ الْمَوْلَى يَجْمَعُنا
يَشْتَدُّ حَنينِي
حينَ يَشاءُ فَنَفْتَرِقُ
- 9 -
اَللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنّي
بَاعِدْ بَيْنِي
يَا مَوْلايَ
وَبَيْنَ خَطايايَ
كَما باعَدْتَ حَبيبِي
بَيْنّ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ
نَقِّ فُؤادي الْمَغْمولَ اجْعَلْ كُلَّ غَلائِلِهِ الدَّكْناءِ
كَهَذا الثَّوْبِ الأَبْيَضِ
وَاغْسِلْ يامَوْلايَ خَطايايَ
بِزَمْزَمَ قَبْلَ غُروبِ الشَّمْسْ
- 10 -
لَكَ الْحَمْدُ حَبيبِي:
جِئْتُ إِلَيْكْ.
وَأعَنْتَ القَلْبَ عَلَى ذِكْرِكْ
وَعَلَى شُكْرِكْ
وَ عَلَى حُبِّكْ
وَ أَعَنْتَ عَلَى أَنْ مَـارَسْتُ عَلَى سَقََمي
نُسُكي في بَيْتِكْ
إِنْ كُنْتَ رَضِيتَ حَبيبِي عَنّي
فَازْدَدْ عَنْ هَذَا العَبْدِ رِضا.
-11 -
اَللَّهُمَّ اجْعَلْنِي بَعْدَ شِفَائِي أَمْشِي..
أَمْشِي فِي دَرْبٍ يَرْبِطُنِي بَجلالِكْ.
أَنَا لا أُحْصي يَا مَوْلايَ عَلَيْكَ ثَنَاءً
أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكْ
فَلَكَ الْحَمْدُ حَبيبِي حَتّى تَرْضَى
- 12 -
آهِ حَبيبِي..
أَنْتَ أَمَرْتَ بِأَنْ أَخْرُجَ
هَا إِنِّي أُحْرِقُ أَطْبَاقَ حَهَنَّمَ (2)
ثُمَّ أَرُشُّ فِراشي بِرَمادِ الأَطْباقِ
وَ أَخْرُجُ..
تَحْمِلُنِي الْقَصْوَاءُ
وَ لَيْتَ وَرَائِي مَنْ يَطْلُبُنِي
لأَظَلَّ بِبَيْتِكَ عُصْفوراً
يَنْعَمُ لَيْلاً بِرَيَاحينِ كَلامِكْ.
هَا هِيَ ذِي القَصْواءُ حَبيبِي
تَطْوي البَيْدَاءَ وَتَنْأى
عِنْدَ هُبُوبِ اللَّيْلِ
بَعِيداً عَنْ بَيْتِكَ.
هَا هِيَ ذِي تَنْأَى
لَكِنَّ القَلْبَ حَبيبِي
أَبَداً عَنْ بَيْتِكَ لا يَنْأَى
- 13 -
اَللَّهُمَّ قِنِي غَضَبَكْ
وَ قِنِي يَوْمَ الْبَعْثِ عِقَابَكْ
- 14 -
جِئْتُ إِلَيْكَ عَلِيلا
لا تَحْمِلُنِي قَدَمَاي.
جِئْتُ إِلَيْكَ مِنَ الْبَلَدِ الأَقْصَى
يَسْنُدُنِي عُكّازاي.
جِئْتُ إِلَيْكَ
وَ خَلْفِي تَمْشي الأَشْجَارُ
وَ تَمْشي الأَحْجَارُ
حَبيبِي
أَنَا حِينَ أَفِرُّ إِلَيْكْ
فَلأَنِّي أَخْشَى غَابَةَ نَفْسي
- 0 -
حَدَّثَنِي قَلْبِي عَنْ جَبَلٍ عال
جَرّبَ أَنْ يَرْحَلَ فِي اللَّيْلِ
إِلَى جُزُرٍ تَسْكُنُها الدَّهْشَةُ، قال :
إِنْ أَنْتَ قَطَعْتَ البَحْرَ
وَأَحْرقْتَ الفُلْكَ الْجَوّال
نَبَتَتْ لِلطِّينِ اللازِبِ
أَجْنِحَةٌ بَيْضاءُ
وَصِرْتُ مَعَ اللَّيْلِ فَراشَه.
............................................
هَا أَنَذَا يَا مَوْلايَ أَمَامَكَ
مَيْتاً...
حيّاً...
ألْقَيْتُ عَلَى جَسَدِي كَفَناً
وَبَدَأْتُ أَدُورُ
حَوالَيْ هَذَا النُّور
..........................................
يُحَدِّثُني الْمَاءُ بِأَنَّ النّارَ
تَبَارَكَ مَنْ أَجَّجَها
لا بُدَّ سَتُحْرِقُنِي
ثُمّتَ أُبْعَثُ
لأَعُودَ أَنَا
لا يَسْنُدُني عُكّازاي.
سَأَعُودُ وَأَنْتَ حَبيبِي تَسْنُدُنِي.
- 15 -
اَللَّهُمَّ اجْعَلْ مِنْ أَمْرِي يُسْرا
عَظَِّمْ لِي أَجْرا
- 16 -
قُلْتَ تَقدّمْ يا عَبْدي
نَحْوي شِبْراً أَوْ شِبْرَيْنْ.
كَيْفَ حَبيبِي
وَأَنَا لا أَحْمِلُ في جَسَدِي الْهَشِّ
قدَمَيْنْ،
قُلْتَ : سَتَمْشي
يَحْمِلُكَ الْحُبُّ إِلَيّ.
مَا أَكْرَمَنِي
لَوْ أَنّي
كُنْتُ وَهَبْتُ دَمِي تَعْظِيماً لِجَلالِكْ،
وَ لِحُبِّكْ.
- 0 -
مَوْلايَ.. أَقُولُ: أُحِبُّكْ.
أأطَعْتُكَ حِينَ أمَرْتَ
وَحِينَ نَهَيْتَ؟
أَنَسَجْتُ خُيُوطَ حَيَاتِي مِنْ كَلِماتِك؟
أَمَشَيْتُ أَنَا
في الدَّرْبِ الْمُوصِلِ يَا مَوْلايَ إِلَى جَنّاتِك؟
أوَ لَمْ يَتَمَسَّكْ هَذَا القَلْبُ
بِزُخْرُفِ هَذِي العاجِلَةِ الفَتّاكَةِ
سُبْحانَكَ أَنْتَ غَرَسْتَ بِجَوْفِي نَفْساً
قُلْتَ: أَطِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِيعِيني..
إِنّي الواحِدُ..
إِنِّي الصَّمَدُ..
............................................
هَذِي الأمّارَةُ يا مَوْلاي
خَلَقَتْ في جَوْفِي أَرْباباً
قادَتْ في الصَّحْرَاء خُطَاي
فَارْتَطَمَ الْجَسَدُ
بِدُروبٍ لَيْسَ بِهَا أَحَدُ
...................................................
قُلْتُ، وَقَدْ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ
عَلَى ذاتي: أَأُحِبُّكْ؟
قُلْتَ: أَمَا جِئْتَ إِلَيّ وَأَنْتَ عَليل ؟
قُلْتُ: بَلا.
قُلْتَ: تَقَدَّمْ شِبْراً أَوْ شِبْرَيْنِ
تَقَدَّمْتُ وَكُنْتُ بِلا قَدَمَيْنِ،
تَقَدَّمْتُ إِلَيْكَ حَبيبِي
فَرَأيْتُ.. رَأَيْتُ..
سُبْحَانَكَ..سُبْحَانَكْ
مَا أَعْظَمَ شانَكْ
- 17 -
اَللَّهُمَّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي
يَسِّرْ لِي أَمْري
وَاجْعَلْنِي العَبْدَ الْمِلْحاحَ
مَدَى عُمْري
- 18 -
هَذَا أوّلُ عِيدٍ يا زَكَريّاءُ (3)
يَجيءُ وَ لَسْتُ مَعَكْ.
هَذَا أَوَّلُ عيدٍ تَحياهُ
وَلَيْسَ أَبُوكَ مَعَكْ.
تَنْتَظِرُ الأَعْمَامَ..
وَتَنْتَظِرُ الأَخْوَالَ
لَنْ يَطْرُقَ بابَ الدَّارِ أَحَدْ
أَنَا لَسْتُ مَعَكْ.
لا تَحْزَنْ..
كُنْ فَرِحاً..
فَأَبوكَ تُطَهِّرُ أَعْظُُمَهُ اللَّحْظَةَ
أَنْوارُ الكَعْبَه.
فَإِذَا عُدْتُ
حَمَلْتُ إِلَيْكَ مَعِي رَيْحانَ الكَعْبَه.
وَ إِذَا اخْتَارَ الرّوحَ مُصَوِّرُها
فَتَعَالَ إِلَيَّ هُنَا..
زُرْ قَبْرِي الْمِهْجُورَ هُنَا
اِقْرَأْ أَنْتَ عَلَى رُوحِي
آياتٍ مِنْ آياتِ التَّوْبَه
وَ ادْعُ وَأََنْتَ الطَّاهِرُ
أَنْ يَرْحَمَنِي رَبُّ الكَعْبَه
أَنَا لَسْتُ مَعَكْ.
لا تَحْزَنْ..
مَوْلايَ دَعَانِي لأَكُونَ مَعَهْ.
كُنْ يازَكَرِيّاءُ مَعَهْ.
كُنْ مَعَهُ في هَذَا العيدِ
يَجِئْكَ عَلى مَتْنِ حِصانٍ
فَرَحٌ لَيْسَ كَأَيِّ فَرَحْ.
كُنْ مَعَهُ وَاحْفَظْ هَذَا القَدَحَ الْمَلآنَ
وَلا تَسْأَلْ أَحَداً أَنْ يَأْتِيَكَ الْيَوْمَ
بِأَيِّ قَدَحْ.
أَنَا لَسْتُ مَعَكْ
اَلْمَوْلَى عَزَّ وَجَلّ مَعِي
وَ مَعَكْ.
- 19 -
اَللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الصِّحَّةَ في بَدَنِي
والعِصْمَةَ في دينِي
أَحْسِنْ يارَبِّي مُنْقَلَبِي
وَارْزُقْنِي طاعَتَكَ البَيْضاءْ
اُرْزُقْنِي العَوْدَةَ يا مَوْلايَ
إِلَى بَيْتِكْ.
- 20 -
شِعْري يَسَعُ البَحْرَ
يَـسَعُ الْجَمْرَ
يَسَعُ الأَرْضَ بِما رَحُبَتْ
لَكِنّي حينَ رأيْتُكِ
غادَرَنِي شِعْري.
يا فَرَحي !..
ما غَادَرَنِي دَمْعِي الفَوّار.
...................................................
هَا أَنَذَا أَبْكِي.
لَمْ أَبْكِ لأَنِّي
في اللَّيْلِ سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْحُصَرِيَّ
بِوَرْشٍ يَقْرَأُ آياتٍ مِنْ آياتِ البَقَرَه.
لَمْ أَبْكِ لأَنِّي
في اللَّيْلِ سَمِعْتُ الْحَسَنَ البَصْرِيَّ
يُحَدِّثُ في الْمَسْجِدِ
عَنْ ظُلُمَاتِ الْقَبْرِ
عَنْ سَكَراتِ الْمَوْتِ
بِصَوْتٍ يَقْطُرُ حُزْناً وَ حَرَارَه
لَكِنّ الْقَلْبَ بَكَى.
اَلْقَلْبُ بَكَى حينَ رَآكِ
وَ أَنْتِ تَشُدِّينَ إِلَيْكِ
قُلوبَ العُشَّاقِ البَرَرَه.
...............................................
حينَ رَأَيْتُكِ
حينَ رَأَيْتُ سَوَادَ مُحَيّاكِ الفَتّاكِ
غَادَرَنِي الشَّيْخُ الْمَسْنونُ
وَحَلَّ بِذاتِي الطِّفْلُُ الْمَجْنُونُ
خَلِيلِي أَوْصَاهُ بِأَنْ يَتَمَتَّعَ حينَ يَرَاكِ
بقامَتِكِ السَّوْداءِ
وَأَوْصَاهُ بِأَنْ يَدْخُلَ صَرْحَكِ
وَ هْوَ بِلا صاحِبَةٍ
وَبِلا صاحِبْ.
...................................................
هَا أَنَذَا أَدْخُلُ
هَا أَنَذَا أَسْتَسْلِمُ لِلدَّمْعِ أَمَامَكِ
لا أَهْتَمُّ بِمَنْ سَيَرانِي
مِنْ أَقْرانِي
لا أَهْتَمُّ بِمَنْ كُنْتُ..
أَنَا جِئْتُكِ أَشْعَثَ
مِـنْ كُلِّ فِجَاجِ حَيَاتِي
أَرْجُو تَقْبِيلَ مُحَيَّاكِ الفَاتِنِ
إِذْ يَقْطُرُ مِسْكاً
لَمَسَتْهُ رَياحينُ الْجَنَّه.
- 0 -
قُلْتِ: تَعالَ إِلَـيَّ
تَجَرّد ْمِمّنْ كُنْتَ،
وَ هَا أَنَذا قُدّامَكِ
لا شَيْءَ يَشُدُّ فُؤَادَي الْمَكْسورَ
بِتِلْكَ الفاتِنَةِ الفَتّاكَةِ
لا شَيْءَ يُحيطُ بِذَاتِي القاهِرَةِ الْمَقْهُورَةِ
لَكِنِّي مَفْتُونٌ بِغَلائِلِكِ السَّوْداءِ
فَشُدّي كُلَّ عِظامي بِمِناكِ
وَضُمّينِي أَنْتِ إِلَى صَدْرِكِ
حَتّى تَنْبُتَ في أَعْمَاقِ القَلْبِ
رَياحينُ الْجَنَّه.
- 0 -
يَأْمُرُني مَوْلايَ بِأَنْ أتَحَلَّلَ
هَا إِنِّي أَتَحَلَّلُ قَبْلَ نِهايَةِ
هَذَا التَّشْريقِ
لَعَلَّ تُباحُ لِقَلْبِي لُؤْلُؤَةٌ
هِيَ مِنْ حُورِ العِينِ
بِجيدٍ هُوَ مِقْلاعٌ مِنْ قُرْآنٍ وَهّاج.
أَتَحَلَّل عَلّي أَلْحَقُ قَبْلَ الفَجْرِِ
بِقَافِلَةِ العُشَّاقِ الشُّهَدَاءِ
فَيَنْعَمَ قَلْبِي بِرَياحينِ الْجَنَّه