أنشودة لأمي-التجاني بولعوالي
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

أنشودة لأمي

  التجاني بولعوالي    

أُمّـــــــــــــــــــــــــاهُ.. أيا أغلى مخلوق في الدنيــــــــــا
هـــلَّ نزعت جــــــــــــــــراح الـماضي من رُؤيايـــا؟
هــــلَّ رويت بــــــــــــــــذور الفأل الظمآى فيـَّـــــــا؟
وكمـــــــــا العشب إلى الغيث يحنُّ رضيـــــــــــــــــا
أشتاق إليك؛ فهـــــــــــــلَّ اشتقت إليــــــــــــــــــــا؟
فلك الله بكـــــــــــــورا أدعـــــــــو وعشيـــــــــــــــــا
وإليك النبض المكلـــــــــــــوم يميـــــــــل شقيــــــــــــا
كالنحل الجائع يصبـــــــــــــــو للزهــــــــر مليــــــــــــــا
هــــــــــلَّ قبلت نُفـــــــــــاثة حزني في جفنيـــــــــــــا
كــــــــــيْ يخضرَّ حنانك على الوجـــدان طريـــــــا
***
أُمـــّــــــــــــاه.. أيا أزكى مخلـــــــــوق في الدنيـــــــا
اقْتَحِمِي مدنــــــــــي السفلى، والتقطي النايــــــــا
لا تشتعلي بثـــــــــًّا، كوني اللحــــــن الغجريـــــــــا
بُوحي في ذاكرتــــــــــي أشـــــــــداءً قُدْســـــــــيَّه
عـــــــــلَّ تكمـــــــــــد جرحي؛ فأصير قويــــــــــا
لا أشكـــــــــــو هــــــما أمسي فيـــــــــه عُتِيـــــَّــا
أو طيشا أغــــــــــدو بين رُبــــــــــــــاهُ صبيــــــــا
***
أمـَّــــــــــــــاه.. أيـــــــا أسمى مخلوق في الدنيــــا
يــــــــا مـــــن تسكن أوراقي؛ بيـــتي المنسيـــــــا
توقــــــــظ نــــــــارا في تاريـــــــــــخ اليتم وَفِيـَّــــــا
يــــــــــا شجرا يكسره الريــــــح؛ يظل بهيـــــــــا
يـــــــــا وطنا يضربــــــه القصف ويبقى حيـــــا
كالأسطورة، مثـــــــــــل الذكرى، مثل الرؤيــــــا
احتفظي فـــــــي بستان بـــــــــــــــــهاك بذكرايا
ودعـــــــي حلمي يدَّفــَّــــــــقُ منـــــــك إليــــــــا
طيفا، يسعى نحـــــــــــو حدائق عطفك سعيا
لكن صمت شفاهك مــــــــــا أقساه عليـا..
ابتسمي.. كي يحترق الحزن النابت فيـــــــــا
كالأحجـــار، ومثــــــــــــل الأشواك البرِّيــَّــــــــه
ابتسمي.. كي يـــَـــــرْنُمَ قلب الطين شجيــــا
تسمو هامــــــات الوطن، ولا تبقى مسبيـَّـــــه
***
أماه أحبك، هــــــــــــا شعري يتلوك خفيـــــــا
أماه أحبك دوما؛ هــــــــــلَّ اشتقت إليـــــــا؟



  شاعر وكاتب مغربي مقيم بهولندا
http://www.tijaniboulaouali.nl
  التجاني بولعوالي (2007-12-04)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

أنشودة لأمي-التجاني بولعوالي

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia