عندما تنفردُ يدايَ على القلق
أغلقُ أبوابَ أحلامي وأرتحل
تنهداتي تبتلع لونَ الخريف
بين صمتٍ وكلام
كلماتي أوراقٌ خريفيةٌ صفراء
تعبرُ ردمَ الوقت
أنشغلُ حينها بتفكيكِ طلاسمَ أحلامي الماضية
وبترتيبِ فوضى أحلامي القادمة
خيالُك روحٌ تسكنُ مرآتي صباحاً
تشاركني حوافَ المائدة
ترتيب الاطباق
رشفات القهوة
حروف الكلمات
ينبثقُ رسمُك خلفَ ذراتِ عطري
يشاركُني فضولي
يقفزُ خلفَ آنية الزهور الذابلة
خيالُك يدخلُ معي في هلوسةٍ لا يفهمُها
أعِدُه بأن لا اكتبَ عنه
لكني أخلفُ وعدي مع أولِ حرف
ثمَ أستعجِلُ الرحيلَ نحو زقاقِِ الشِعر الموحل
لأني مشغولةٌ بالنوم
ولديَ الكثيرُ من الأحلام
أصدقائي أصبحوا حقائبَ خوف
تغادرُ يومياً إلى المنافي
أغصانُ فُلٍ تتنازعُ ظلالَ بيوتٍ نائمة
خلفَ حدائق ذابلة
تستريحُ داخل أواني طين
تهوى التَشكُلَ نحو دوائر لا تستريحُ في كفي
وحدي أرافقُ جدرانَ المطاعم
أتذوقُ نكهةَ الاغتراب
في كؤوسٍ لا تحتضنُ رائحةَ خمرِك
أرتشفُ حباً يوشك أن ينفذ
وأسيرُ خطوتي الأولى نحو هاوية أخرى
أتكىءُ برأسي على صدرِ حبٍ جديد
أفتحُ ذراعيّ لعناقِِ جسدٍ هارب
أعترفُ له بكلِ حنين الماضي
ها هو حلمي الآن
يرجعُ بعدَ غياب
يَجدُني عارية من ذاكَ الحب
وشَعري يبحثُ عن يدِك
خيالُك يتراجعُ عن الحلم
وأنا أشبهُ الكآبة
أعرفُ جيداً
أنني أستنجدُ بالحلم أحياناً
لأنه ليسَ عليّ أن أبدو قوية
يكفي فقط أن أقفَ حائرةً بين عالمين
أحدهما أحياه ولا أراه
والآخر أحلمُ به وأراه
ولكنه لم يأتِ بعد