"ليليانﹾ'' ﹸموزاييك..-محمد عبد الفتاح-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

"ليليانﹾ'' ﹸموزاييك..

  محمد عبد الفتاح    

   صعد بنظراته، صوبها نحو تقاسيمها الدقيقة ،أسدلها مرة أخرى ببطء،كانت تمسك مقرر المادة وتقف بمحاذاة السبورة، بين الفينة والأخرى تكتب الكلمة الجديدة حتى يتم استيعابها من طرف التلاميذ، ثم تطلب منهم تركيبها في سياق مفيد، وتارة تمر عبر الصفوف، أشارت إليه... قهقهة مكتومة بين زملائه في الفصل حاولت أن تسيطر عليها!...
 -"¿Selincio por favor‚darme un ejemblo de carrera"?*
     لاذ بالصمت واكتفى بالتفرس في وجهها، أشاحت عنه بعد أن تأكدت أنها لن تظفر منه بجواب، حاولت أن ترسم شيئاً من الصرامة على وجهها وهي تلتفت نحو تلميذ آخر وتطرح نفس السؤال..   
      مثيرة حقاً هذه الآنسة ذات الأربع والعشرين ربيعاً. إسمها ''ليليان''، غير متزوجة، أبوها مغربي وأمها إسبانية، تنحدر سلالة أمها من إقليم ''كاتلونيا'' تقضي أول سنوات عمرها كمدرسة للغة الاسبانية في السلك الثانوي...جوهرة حطت من أعمق شرخ في شبه الجزيرة الأيبيرية . ارتسمت في مخيلته كنورس حالم يحلق في سماوات بعيدة...هذه الآنسة رائعة حقاً شعرها ينسدل على كتفيها بسخاء، ذراعاها البضان يوقظان في النفس سحر الارتواء، أنفها يشي بشيء من النبل، أحمر شفاه خفيف على شفتيها العنبيتين. كل رفاقه في الفصل  تعلقوا  بهذا الملاك ذي الجسد الثلجي الذي اقتحم المؤسسة  بداية هذا العام الغارق في حرارته. دق الجرس. انتهت الحصة..  
" -     Puenas tardes"* *
         إحدى حصص المساء، لا يدري كيف مرت هذه الحصة أيضا، استطاب الجلوس في المقعد الأخير حيث يمكنه إمعان النظر في هذا الجسد البض الرشيق، ذي التقاطيع الأنثوية المثيرة..
كلما أحست أن نظراته إليها تجاوزت الحد المسموح كانت توجه له الكلام. إلا أنها لم تكن تظفر منه بإجابة. بين الفينة والأخرى كانت تسترق إليه نظرة سريعة ثم تستأنف الشرح. حدث أن التقت عيناهما بشكل خاطف أقسم مع نفسه أنه رآها ترسم على شفتيها طيف ابتسامة سريعة...
 "La veo sonriente... 
Su blanco vestido…
Indeca la blanca ciudad…
Con su cuerpo nevado…
Anda detras de la luz" ***……
         بينه وبين نفسه قرر أنه غير خاطئ، وأن مدرسته تبادله شيئاً من الاهتمام، إن  تعهده بالرعاية  قد يتحول إلى شرارة. وفي تصميم مفاجئ قرر ملاحقتها!.
  ''ليليان'' جمالها الأسطوري حافزه لاقتحام هذا البحر العنيف، ذي الأمواج المتلاطمة. لن يعرف للجبن طريقاً، أعماقه تصدح بمزيج من المواويل و الأحاسيس. صوت داخلي يقول : ‹‹إنها فاكهة محرمة ! ››، وهو لا يؤمن بهذا الكلام ..في أعماقه تراتيل موسيقى "الفلامنگو'' التي تعزفها الآنسة بداخله..
''ليليان'' الجميلة، ملكة الأطيار، تمشي أمامه بتوءدة بعد نهاية إحدى الحصص... أسرع الخطو تجاوزها واعترض سبيلها!...
وذات إحدى المساءات الباردة استطاع أن يطبع قبلة دافئة على شفتيها العنبيتين ! ...



 
  محمد عبد الفتاح-المغرب (2011-12-20)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia