سكَتَ الكلامُ
عن الكلامِ،
وغرَّدَت لغةٌ جديدةْ
وبكلِّ ما احتمل الكلامُ
من البلاغةِ في الكلامِ
تحركت شفتا الحذاءِ،
وأُسرجتْ خيلُ القصيدةْ
واصطفَّ جيشٌ من معاجمنا
يسطِّرُ بعضَ ما قال الحذاءُ،
فكلُّ مفردةٍ
تضيقُ بها الحروفُ،
وكلُّ مفردةٍ
تضيقُ بها البلاغةُ/
كلُّ مفردةٍ
جديدة
في الرميةِ الأولى حذاءْ
والرمية الأخرى حذاءْ
والشعرُ بين الرميتينِ مسافرٌ
ما بين دانيةٍ تلوحُ،
وبينَ قاصيةٍ بعيدةْ
قال بنُ منظورٍ تمهَّلْ
أيُّها المعنى العصيُّ على الدلالةْ
وامنح لسانَ العُرْبِ بعضَ بلاغةٍ
من عذْب ما نطقَ الحذاءُ
لكي نسطِّرَ ما يليقُ من الكلامِ
بما يليقُ من الكلامِ،
ومُرْ حذاءكَ أن تمهّلْ
قبلما ترمي به اللاشيءَ،
إنَّ بلاغةً أخرى هنالك لم تلُحْ
لعقولِ أمتنا التي
تستوردُ الكلماتِ
في عُلَبِ الرَّمادِ شرائحاً
من زيفِ أحجيةٍ
يضيقُ بها الحِذاءُ،
وكلُّ واردةِ الكلامِ،
وكلُّ خاطرةٍ شريدةْ
قالت معاجمنا تمهَّلْ
ياحِذاءً علَّمَ الكلماتِ
أنَّ قصيدةً حُبلى بنورِ الفجرِ
يكتبها الحذاءُ لكي تُغنِّيها الأجنةُ
قبلما لبنُ الرضاعةِ
قبلما فَرَحُ القدومِ
وطلةُ استغرابِ مولودٍ
على الدنيا الجديدةْ
قالت معاجمُنا
تعلَّمْ أيُّها العربيُّ درسَ المنتظرْ
لا تقتفِ التعليمَ في لُغَةٍ بليدةْ
هل تقتفي جملاً
إذا بدأتْ يتوه بها الخبرْ
فتراه في وَضَحِ النَّهارِ مكبلاً
بالخوفِ في صدر الجريدةْ ؟!