قراءة في فيلم "يوميات صيف" لجان روش وإدكار موران بمناسبة ترأس هذا الأخير لجنة تحكيم المهرجان الوطني للفيلم-د. بوشعيب المسعودي-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
سينما

قراءة في فيلم "يوميات صيف" لجان روش وإدكار موران بمناسبة ترأس هذا الأخير لجنة تحكيم المهرجان الوطني للفيلم

بمناسبة تكليف الفيلسوف والعالم السوسيولوجي الفرنسي إدكار موران برئاسة لجنة تحكيم الدورة 13 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، ارتأيت أن أتكلم عن مرحلة مهمة في حياته وفي تاريخ الفيلم الوثائقي، مجسدة في فيلم "يوميات صيف". وهو فيلم فرنسي من إخراجه و إخراج جان روش سنة 1961.
إنه فيلم وثائقي موضوعه مهم جدا بالنسبة للباريسيين. فقد حاور المخرجان جان روش و إدكار موران مجموعة من سكان باريس. وسئل الباريسيون عن كيفية معيشتهم وعن تعاملهم مع الحياة.
والسؤال الأول كان: هل أنتم سعداء؟ والمواضيع المسؤول عنها كانت مختلفة حول الحب والعمل والثقافة والهوايات والميز العنصري. وطرح الفيلم عدة أسئلة حول الفيلم الوثائقي وحول السينما الوثائقية: سينما الحقيقة أم سينما الكذب
هل نلعب أمام الكاميرا أم في الحياة. والفيلم مدته 86 دقيقة وكان اسمه الأول "كيف تعيش؟" وهذا من بين الأسئلة التي مررها جان روش وإدكار موران للناس، صيف 1960.
كيف تعيش؟ كيف تتعامل مع الحياة؟ في الصباح عند الخروج إلى الشارع ماذا تفعلون؟....
إنها أسئلة بسيطة وتبدو ساذجة ولكن قيمتها لاتزال متوجة إلى يومنا هذا وتظهر يوميا على الصحف المكتوبة والمسموعة والمرئية.
إن الفيلم يمثل لقاء شخصيات فريدة من نوعها أمام ووراء الكاميرا.
فوراء الكاميرا العالم الاتنولوجي والمخرج السينمائي صاحب الأفلام الاتنوكرافية والوثائقية والذي لعب دورا أساسيا وحاسما اتجاه الفيلم الوثائقي وتطويره: جان روش (1917-2004)
والعالم السوسيولوجي والكاتب والفيلسوف الفرنسي إدكار موران.
وهو لقاء المخرجين مع التقنيين والفريق المرافق، وهو لقاء مع "الممثلين" الشخصيات الواقعية الباريسية، وفي الأخير لقاء الجميع مع الجمهور المتفرج ومع النقاد الذين تعرفوا على جاك وأنجلو العاملين بمعامل رونو والذين يتساءلون على معنى وعن حقيقة عملهم. وعلى الطالبان جان-بيير ورجيس المناهضين لحرب الجزائر، وعلى مارسولين التي تحكي عن طردها وعن ترحيلها خلال الحرب العالمية الثانية، وعلى ماريلو الايطالية التي اختارت باريس للتحرر ويبدو أنها دائمة الانهيار. دخل المتفرجون إلى بيوت هؤلاء الشخصيات والتأم الجميع وراء وأمام الكاميرا. وهذا دليل آخر على نسج علاقات حميمة طوال التصوير أظهره المخرجان للجمهور.
إنها حكاية كل الفرنسيين بالأبيض والأسود. إنها وجوه سافرة وأجسام متحركة جمعها فريق جان روش وإدكار موران. إنهم مخرجو الفيلم وأبطاله مع مجموعة من الأصدقاء: طلبة وعمال وتقنيو سينما وأناس عاديون... برهنوا عن دخولهم إلى الفيلم بكلمات وحوارات ونقاشات ناتجة عن لقاءات عفوية وجلسات حميمية على مأدبة عشاء.
إنه الفيلم الوثائقي، إنه الواقع المعاش والواقع الخلاق ليس هناك كذب أو تزوير. إنهم أناس يتكلمون عن همومهم اليومية أمام الكاميرا. لقد كتب إدكار موران:"إن هذا الفيلم مختلط واختلاطه كان سبب إعاقته، وأحيانا علامة استفهام يطرحها" وهذا الاختلاط هو الذي جعل من الفيلم يغوص بالمتفرج ويجذبه يمينا وشمالا.
إن التساؤلات المطروحة تثبت ما يسمى بسينما الواقع التي ينتمي إليها الفيلم، وعندما نراه بعين المشاهد الحاضر نرى عمقه الوثائقي/السوسيولوجي/الفلسفي المرتبط بمخرجيه. ونرى أن ما شغل شخصيات الفيلم الماضية، لازال يشغل المجتمع الحاضر.
فمرحبا بإدكار موران الكاتب الفيلسوف بمدينة طنجة، ومرحبا بتجربته. وشكرا للمركز السينمائي المغربي على هذه الهدية.



 
  د. بوشعيب المسعودي-المغرب (2011-12-27)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

قراءة في فيلم

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia