رفاق نيرودا القدامى يطالبون بإعادة فتح تحقيق في سبب وفاته-توفيق البوركي-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

رفاق نيرودا القدامى يطالبون بإعادة فتح تحقيق في سبب وفاته

  بابلو نيرودا    

يشير سجل الوفاة الرسمي الخاص بالشاعر التشيلي الكبير، إلى أنٌ وفاته كانت في 23 من أيلول-سبتمبر من العام 1973 بعد صراع مرير مع سرطان البروستاتا، و ذلك بُعيد الانقلاب العسكري الذي أطاح بنظام الرئيس سلفادور الليندي، الذي كان نيرودا من أشرس المدافعين عنه.
لكن يبدو أن ما صرحت به الأجهزة الرسمية يتنافى كليا مع ما أدلى  به مؤخرا السيد مانويل ديل كارمن أرايا، السائق و السكرتير الخاص للشاعر آنذاك، فالرجل يعتقد جازما أن نيرودا الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 1971، تعرض للاغتيال على يد زبانية الديكتاتور اوغوستو بينوشي الذي تولى رسميا حكم البلاد بالحديد و النار، بعد إطاحته بالرئيس السابق الليندي في 11 من سبتمبر عام 1973.
وقد تحدث مانويل أرايا في لقاء مع جريدة الباييس الاسبانية، في عددها الصادر في 4 من ديسمبر-كانون الأول 2011، أن نيرودا كان قد اختار الرحيل إلى منفاه الاختياري في المكسيك رفقة زوجته ماتيلدي، بعد الدعوة التي تلقاها من الرئيس لويس اتشفريا الفاريس، وفي نيته حشد الدعم من الخارج للإطاحة بنظام بينوشي في اقل من 3 أشهر، لكن قبيل سفره، الذي تقرر في 24 من سبتمبر برغبة من الشاعر، الذي كان قد أُدخل إلى إحدى المصحات بالعاصمة سانتياغو.
يضيف السائق، أن نيرودا قد طلب منه مرافقة زوجته ماتيلدي إلى مدينة لا ايسلا نيغرا حيث كان يقيم، قصد استعادة بعض الأشياء الخاصة به وفي مقدمتها مخطوطة كتابه "أعترف أنني قد عشت" الذي يروي فيه سيرته الذاتية، لكن اتصالا هاتفيا عجل بعودتهما إلى العاصمة: "كان نيرودا، وقد طلب منا العودة فورا، لأن حالته ليست على ما يرام، قال بأن احد الأطباء قد دخل إلى غرفته، وقد أعطاه حقنة، لا يدري طبيعتها،  بينما كان نائما، عدنا للتو إلى المصحة، فوجدناه محموما وقد ساءت حالته".
فارق نيرودا الحياة في 23 من سبتمبر على الساعة العاشرة والنصف ليلا في تلك المصحة، ولم يعلم السكرتير الخاص بخبر الوفاة إلا في أواخر تشرين الاول- أكتوبر من نفس العام، فحسب روايته دائما، كان قد اعتقل وهو في طريقه لاقتناء دواء بطلب من الطبيب المعالج للشاعر، فتم اقتياده إلى أحد مراكز الاعتقال و التعذيب التابعة لنظام بينوشي.
وهذا ما أكدته زوجة الشاعر في مذكراتها:" اقترب المساء، و لا أثر لسائقي.. كان قد اختفى ومعه السيارة.. و هكذا فقدت الشخص الوحيد الذي كان يرافقني طيلة ساعات اليوم".
لكن لم تأخرت ل 38 سنة لتبلغ عن حادث الاغتيال المزعوم؟ سؤال واجه به الصحفي الذي قام باللقاء، سائق نيرودا الذي نفى أن يكون قد تأخر في الإبلاغ عن الحادث، فالنسبة له، أن ما قام به ليس وليد اليوم وإنما امتد لسنوات طويلة لم يجد فيها أذانا صاغية :" خلال كل تلك المدة طرقت عدة أبواب، ولا أحد أراد الإصغاء إلي، حتى بعد عودة الديمقراطية إلى البلاد، زرت الحزب الشيوعي- الذي كان ينتمي إليه نيرودا-لكن لم يولوا الأمر أي اهتمام. كل ما أطمح إليه، أن يعلم الجميع أن نيرودا قد تم اغتياله".
بعد الضجة التي أحدثتها تصريحات مانويل أرايا، تقدم الحزب الشيوعي التشيلي بشكاية في الموضوع، يطالب فيها باستخراج رفاث الشاعر لوضع حد للتناقض بين ما هو مدون في سجل وفاته وما تتداوله الصحف حاليا، قبلت المحكمة الدعوى وكلفت المدعي العام القاضي ماريو كاروثا الذي قام بفتح تحقيق شامل حول انتهاكات حقوق الإنسان في الشيلي خلال فترة حكم الديكتاتور أوغوستو بينوشي، وفي ما يتعلق بقضية نيرودا فالقاضي، الذي بدأ تقصي وبحث تفاصيل القضية، يدرس إمكانية نبش جثته الذي ربما تكون حاسمة في تحديد سبب الوفاة رغم انه يقر أن احتمال عدم معرفة الحقيقة يبقى واردا.



 
  توفيق البوركي-المغرب (2011-12-27)
Partager

تعليقات:
nana /maroc 2012-01-08
تطلُّ ذكراكِ في الليل الذي يلبسني.والنهر يجرُّ أنينه العنيد حتى البحر.مهجورٌ أنا كالأرصفة عند الفجر.آه، ها هي ساعة الرحيل، أيها المهجور.
البريد الإلكتروني :

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

رفاق نيرودا القدامى يطالبون بإعادة فتح تحقيق في سبب وفاته-توفيق البوركي-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia