"نيني يا مومو"-فـــريــد كومار-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

"نيني يا مومو"

  فـــريــد كومار    

تعودت رحمة على إنامة صغيرها تهدهده وتغني له أغنية (نيني يامومو)، فتعود النوم عليها هو الآخر، فأصبحت جزءا منه. وفي إحدى الليالي كعادتها حملته بين ذراعيها لتهدهده وتغني له لكي ينام، ولكنها تفاجأت بالأغنية مبتورة ومنقوصة من (نيني)، لم يستسغ الصغير سماعها مبتورة ومنقوصة... لم تعد تبحر به عبر أرجوحة أحلامه الملونة.. حالت بينه وبين نعمة النوم، ولم يعد بمقدور رحمة سماعه يصرخ ويمزق سكون الليل الأخرس..تاهت في دوامة من التساؤلات..عيناها مغرورقتان بالدمع..عقلها المتعب يرصد توتراتها الداخلية..تفكر في رتق تمزق سكون الليل. وفي ليلة قمراء خرجت تبحث عن الجزء المبتور من الأغنية، تبحث عن (نيني)، وتغني أغنية تفوح منها رائحة الأمل..ترددها من وراءها قطط الشوارع والكلاب الضالة في موكب تضامني، تجتاز الأزقة والشوارع المقفرة..والمدينة المترامية الأطراف تغط في سبات سرمدي..مرت الساعات بطيئة متثاقلة. عندما انبلج الصبح منبثقا صافيا منيرا..اقتفت أثر طريق تعرفه جيدا تسابق خطاها..عند باب المغارة..تسمرت..اعتصمت..سرى الخبر كما تسري النار في الهشيم.انظم إليها سيل من الأمهات يحملن صغارهن، وبريق عيونهن نار موقدة، التحمن مع بعضهن.. صرن جسدا واحدا.. صرخن صرخة واحدة.. دوت كالرعد، زحزحت الصخرة من باب المغارة.. خرج منها (نيني) فارس في زي فضي اللون، بدا من خلاله كقمر يسبح في العتمة..غنت رحمة ..غنت الأمهات..نام الأطفال..استعاد الليل سكونه..استفاقة المدينة من سباتها.أصبحت رحمة الأم (تيريزا) زمنها.



 
  فـــريــد كومار-المغرب (2012-01-05)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia