في "خلاصات على وتر الغيب" لشياحني، الشعر بوح ومكاشفة ومناجاة للقصيد-محمد حجاجي-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
إصدارات

في "خلاصات على وتر الغيب" لشياحني، الشعر بوح ومكاشفة ومناجاة للقصيد

  غلاف الديوان الشعري "خلاصات على وتر الغيب"    

في الباكورة الشعرية للأستاذ الشياحني، الحائزة على جائزة الشعر في المسابقة التي نظمها فرع اتحاد كتاب المغرب بالرشيدية، في عدة أجناس أدبية وفنية، والتي سهر الفرع على طبعها مع مجموعة أخرى من الإصدارات، وتم تقديمها جميعا، مؤخرا، في حفل ثقافي بهيج، بالمكتبة الوطنية بالرباط، في تلك الباكورة التي وسمها الشاعر بـ: "خلاصات على وتر الغيب"، يعمد الشاعر إلى اتخاذ القصيد مطية للبوح والمكاشفة والحكي، وتقاسم الهموم والانشغالات والآلام والآمال والهواجس وأجواء البؤس والتهميش والضياع... التي تكابدها الذات والآخر..، يتقاسمها  مع المتلقي. يظهر ذلك من خلال عناوين القصائد (محكية ضوء، حكاية الماء أو "هكذا تكلمت الذاكرة"، بوح الصامتين، أنت القصيدة فلا ترحلي، رؤى محنطة، وللطيش وقع قصيدة، رباعية القلب، قصائد للنسيان، على ذروة الموج كان انخطافـُنا،، مكاشفة، وطأة الغياب...) ومن خلال مضامينها.
الديوان في 72 صفحة، من القطع المتوسط، طبع: مطبعة ميداكراف بالرشيدية، (ط1: 2011)، لوحة الغلاف للفنان التشكيلي: مولاي علي الحمري.
 
في المقطع التالي، من قصيدة: "بوح الصامتين":
 
"..هذا الربيع الساكن هنا.
هؤلاء الأطفال
أضاعت أيامُهم كما تأفل أيامي؟؟؟
أنتقاسم دورة الرتابة القهرية
تحت سماء صُنعت لليائسين؟.." (ص: 35)
 
في هذا المقطع مثلا، بوح مستنكِر (استفهام إنكاري مضاعَف) لرتابة الوقت المفروضة، في نفس الآن، على الشاعر وعلى الآخرين "اليائسين". يأس مسترسِل رتيب وأجواءُ عمر خريفي آفل، ناتج عن وضع ضائع قسري لا يد للذين يعانونه في صنعه، رغم يناعة الربيع الدائم والعمر الطفولي الحقيقي..
 
وفي المقطع التالي، من قصيدة: "قبيل الحلم"، يكاشف الشاعر النفس بهذا البوح المنبئ عن حالة وجودية غير مريحة:
 
".. سجادتك الموسمية ملقاة بشكل ينبئ عن توبة..
وساعتك المعطلة دائما.. تكافح
لتؤرخ زمنك الضائع..
فوضى
حياتك فوضى
ورحيلك قد يرسم بدايات لمشروع عشق.." (ص: 15)
 
المكاشفة تفصح عن تذبذب روحي يتعامل مع الفعل العبادي بشكل مزاجي غير منتظم (خال من الاقتناع العميق)، ينبئ عن سلوك نفعي مرتبط بعرضية توبة ما.
وتفصح كذلك عن الاعتراف بالتيه والضياع والحياة الفوضوية المبذرة للزمن الثمين، في الوقت الذي يستطيع فيه السفرُ و"الانتشار في أرض الله الواسعة" أن يكون بديلا عن الساعة المعطلة، ويعِد بالحلم ببداية حياة أفضل ومشروع عشق قادم.
 
للبوح  واقتراف غواية الشعر سحرهما وجاذبيتهما، لأن  "التبرك" بتعاويذهما  والتمتع بعبق بخورهما، قد يفضي إلى نسيان عنف الشرط الإنساني ، ولو إلى حين، يقول الشاعر:

".. من قال إننا لم نستبح يومها كل الغوايات؟
جذبتنا تعاويذ الشعر، وبخور البوح..
نسينا أن دم الكلام يتفجر قبالة الجسد.
فكان أروع نسيان.." (ص: 56)
 
هذا وكثيرا ما يلجأ البوح الشعري إلى الطفولة كذريعة للتعبير عما يعتلج في النفس ويمور في الوجدان. يقول الأستاذ بنعيسى بوحمالة في مقدمة الديوان:
 ما من ملاذ للأنا الشعرية "..غير رصيد طفولتها، التي تقوم مقام النواة الصلبة لتجربة الديوان، في مغالبة عالم لا يستقيم وما يختلج في الدخيلة من اختلاجات وأشواق عارمة، وتصريفه مفرداتٍ وتداعيات.. أخيلة وتلوينات، والاحتماء من اعوجاجاته وشراساته، بنعمة النسيان.." (ص:7).



 
  محمد حجاجي-المغرب (2012-01-13)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

في

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia