حفل تأبين الشاعر الراحل الحسن العلوي بمراكش-عبد الرزاق القاروني-مراكش-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

حفل تأبين الشاعر الراحل الحسن العلوي بمراكش

  الحسن العلوي    


   في إطار أنشطتها الإشعاعية، نظمت جمعية متقاعدي التعليم بولاية مراكش، يوم الثلاثاء 08 ماي 2012 بقاعة أحمد الشرقاوي إقبال بكلية اللغة العربية بمراكش، حفل تأبين الشاعر المراكشي الراحل مولاي الحسن العلوي بدور، الذي وافته المنية يوم الجمعة 24 فبراير 2012 بمراكش. 
   وفي افتتاح هذا الحفل، الذي نشطه مولاي إسماعيل شلبي، رئيس اللجنة الثقافية بالجمعية، ألقى محمد السعيدي، شيخ الجمعية ورئيس اللجنة الدينية بها، كلمة قال فيها إن الفراغ المهول الذي تركه الفقيد لا يملأ، وإنها لخسارة عظمى فيه لا تعوض، مبرزا أنه كان يمتاز بخلق كريم وسلوك نبيل، وتواضع جم واعتزاز بالانتماء إلى الجمعية.
   واعتبر المرحوم من الشعراء الذين يجرون ولا يجرى معهم، بحيث كان ينشد بقوة وإبداع واقتدار، الشيء الذي جعله يستحق لقب شاعر الحمراء الثاني، مؤكدا أنه يذكرنا بالشعراء العمالقة ممن عرفتهم مراكش مثل أحمد النور ومحمد بوستة وأبي بكر الجرموني.
   وأضاف أن الشاعر الراحل كان يشبه الشعراء الكبار الذين يروح شعرهم، ويمتع المشاعر ويخاطب الوجدان، مبرزا أنه لم يكن في شعره مستجديا ولا متوسلا ولا متملقا، وإنما كان الشعر زفرة لآلامه وتنفيسا عن طموحاته، وكان يتغنى بالوطنية والبطولة والفداء، ويحث على مكارم الأخلاق، وحينما يبرز ديوانه النفيس للوجود، سيعلم الجميع أي عبقري فقدناه وأي عظيم أضعناه.
   وأكد أن الشاعر الفقيد ستذكره الأجيال، وسيتغنى بأناشيده الأطفال، مشيرا أنه شاعر رقيق، ذو شفافية وخيال مجنح وإحساس مرهف، شاعر ذو ديباجة مشرقة وقريظ من السهل الممتنع، شاعر ملهم وفحل يغني خارج السرب، سرب ما نكب به الشعر العربي الحديث من طلاسم وألغاز ومعنيات.
   ومن جهته، قدم محمد محب الله، شاعر ومحام بهيئة المحامين بالمغرب، مداخلة تحت عنوان: "إطلالة حول الشعر والشعراء بمراكش"، التي خصصها للحديث عن الحركة الشعرية بهذه المدينة خلال صدر القرن العشرين، مؤكدا أن مدينة مراكش هي مدينة الشعراء بحق، حيث نجد بها شاعرا أو شاعرين بكل حومة.
   ثم عرف بمجموعة من شعراء هذه المدينة خلال هذه الفترة، وهم: الأزموري، شاعر الحمراء، غرنيط، الرفاعي، التلمودي، العتابي، الأندلسي والبلغيثي.  
   وأوضح أن مراكش، الآن، بحاجة إلى من يلملم هذا الإنتاج ويعطيه صورة لائقة، مشيرا أن الشاعر المرحوم بدور كان شاعرا بالبديهة مثله في ذلك مثل كثير من الشعراء المعاصرين، مما يستدعي تنقيح شعره من طرف لجنة مختصة.
   وبدورهم، قدم بعض أصدقاء ومعارف الشاعر الراحل بعض الشهادات والمرثيات في حقه، ومن بين هؤلاء نذكر: مولاي حسن السويدي، شاعر من أسرة القضاء، وعبد الجليل بنعباد، شاعر وكتبي، ومولاي عبد الكريم ناجم، من أصدقاء الشاعر، ومحمد السميج أندلسي، شاعر وعضو جمعية متقاعدي التعليم بولاية مراكش.
   ومن جانبه، تلا مولاي أحمد الزبيدي، رئيس لجنة الإعلام والتواصل بالجمعية، شذرات من أشعار االمرحوم الشاعر، تطرق، من خلالها، لجوانب من شخصيته المتعددة، وللمحطات البارزة في حياته، من بينها: التدريس، التقاعد، التدين والورع، إضافة إلى الموت وفقدان الأصدقاء.
   وشهدت هذه التظاهرة، أيضا، عرض شريط وثائقي عن حياة الشاعر الراحل، تحت عنوان: "الشاعر المربي، الخطيب، الإنسان، المبدع". كما قامت للا سليمة، ابنة الشاعر الفقيد، بقراءة قصيدة "الوداع الأخير"، التي يتحدث فيها الشاعر بدور عن رحيله عن هذا العالم، وما يخلفه ذلك من حزن وأسى، مواسيا أسرته على فقدانه وفرحا بملاقاة ربه.
   وفي الختام، ألقت للا مجيدة، ابنة أخرى للشاعر الراحل، كلمة، باسم أسرتها، قالت فيها إن احتفالنا اليوم بذكرى المرحوم بدور، هو احتفال مراكش بواحد من عشاقها والشعراء الأوفياء لحبها، داعية، للعمل، يدا في يد، لإخراج ونشر ديوان الشاعر الراحل، ومشيرة أن أسرة الفقيد تبقى جاهزة لمد كل مساعدة ممكنة من أجل هذا العمل الثقافي.
   حضر هذا الحفل عدد من رجالات الفكر والأدب والإعلام، وأسرة الشاعر الراحل وأصدقاؤه ومعارفه، إضافة إلى العديد من المهتمين بالحقل الثقافي بمراكش.
   ويشار أن الفقيد بدور قد ولد سنة 1940 بمراكش، والتحق وهو حدث صغير بالكتاب، وحفظ القرآن في سن مبكرة. بعد ذلك، ولج مدرسة العبدلاوية، أحد معاقل الوطنية بهذه المدينة، ومنها حصل على الشهادة الابتدائية.
   وفي سنة 1952، التحق بكلية ابن يوسف بذات المدينة، لينهل منها مختلف العلوم والآداب العربية على يد ثلة من خيرة علمائها وأدبائها. وخلال سنة 1957، حصل على شهادة الكفاءة التربوية في التدريس من مدرسة المعلمين الإقليمية بأكادير، ليكرس حياته لتربية وتعليم الأجيال في مختلف ربوع الوطن، متدرجا في عدة مهام بقطاع التربية الوطنية إلى أن أحيل على المعاش مع متم سنة 2000.
   وفي سنة 1965، اعتراه ملاك الشعر في كل حركاته وسكناته، وملأ عليه كل حياته. فجعل من الشعر خبزه اليومي، حيث خلف ديوان شعر ضخم لا زال جله مخطوطا، يضم ما يربو عن 400 قصيدة في مختلف أغراض الشعر ومدارسه. ومن أشعاره، هذه الأبيات الجميلة المقتطفة من قصيدة "مراكش":

مــراكــــش روايــة لــم تـبـتـكــر           مـا خطهــا قلـم وما صــاغ البشـر
جـمالـهـــا مـعبــر عـــن نـفســه           فــوق الفصاحة والبلاغــة والـذرر
أميــــرة بـيــــن النخيـل وفـرحـة                 للـعـاشقيــن وقمـة الـحـــب الأغــر
فــــريدة فــــي حسنـها ودلالــهـا                 ومـــن رآهــــا فـي روائــعها انـبهـر



 
  عبد الرزاق القاروني-مراكش-المغرب (2012-05-17)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

حفل تأبين الشاعر الراحل الحسن العلوي بمراكش-عبد الرزاق  القاروني-مراكش-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia