لا تعطنا يا أرض
ما لا نستحق من الرحيق

كيف جئنا ؟
لم و من أين جئنا ؟
لم نأت من الشمس
لم نأت من الياسمين
لم يخلفنا البحر أمواجا
لم تخلفنا النار رمادا
لسنا من أبناء أنجيلو
لسنا من بنات ليوناردو
من نكون بحق الخالق ؟
من نكون في سر الخلق ؟
وجودنا لأيام معدودات
فما سر مجيئنا
ما سر الشئ المتحرك بداخلنا ؟
وما سر الدم الأحمر فينا ؟
للأرض مهمة قديمة
حضن بذرة صغيرة
تمنحنا شجرة عظيمة
فلا تعطنا يا أرض
ما لا نستحق من الرحيق
للوطن مهمة قديمة
نشيد و أغنية أزلية
فلا تعطنا يا وطن
ما لا نستحق من النشيد
لأننا سرقنا من الطفلة ضفيرتها
لأننا سرقنا من الطفل فراشاته
لأننا لم نخبر أحدا بمجيئنا
لأننا أغلقنا النافذة
المطلة على الحديقة
لأننا أفسدنا الطريق
المؤدي الى البحر
لهذا سنحمل هويتنا
في حقيبة يدوية
سنحمل أسئلتنا
في حقيبة يدوية
سنحمل كل ما يمكن أن تحمله
حقيبة يدوية
لنعود من حيث جئنا
لأن كل ما نمسكه بأيدينا
يتحول الى حجر
حجر .. حجر
الورد في أيدينا حجر
الماء في أيدينا حجر
العسل في أيدينا حجر
و حتى الحجر في أيدينا حجر
لا تخافوا . لا تقلقوا و لا تحزنوا
لسنا هنا لنتنفس هوائكم
لسنا هنا لنأكل طعامكم
أو لنتزوج نساءكم
أو حتى لنقول أنه منا نبيكم
نحن هنا لأننا جئنا
و المهم عندنا و عندكم
أننا سنعود من حيث جئنا
مخلصين للرؤيا
و قبل ذلك
من منكم يعرف بداية البداية  ؟
من منكم يعرف نهاية النهاية ؟
من يخبرنا متى يتوهج الشعر فينا  ؟
متى تتحرر الكلمات فينا ؟
متى نقوى على نسج الحرير بأيدينا ؟
من يخبرنا من أين جئنا ؟
ومتى ولم  و كيف جئنا ؟
و امنحونا دقيقة واحدة
لنكتب على صور مدينتكم
أننا جئنا منذ أن جئنا
و أننا من تلاعب بأوراق أجدادكم
و أننا من أحرق جريدتكم
و أننا من وأد بناتكم
فلا تعطنا يا أرض
ما لا نستحق من الرحيق
و لا تعطنا يا وطن
ما لا نستحق من النشيد
حتى ندرك لم . كيف . متى  ومن أين جئنا ؟ .