سَـلامًا ... يَا عِـشْـقَ مَـوْطِـنِـهَـا ... أوْ خَـائِـنٌ أنـْـتَ ... يَـا مَـاءُ ...-محـيي الـديـن الشـارني ـ تــونـــس
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

سَـلامًا ... يَا عِـشْـقَ مَـوْطِـنِـهَـا ... أوْ خَـائِـنٌ أنـْـتَ ... يَـا مَـاءُ ...

  محـيي الـديـن الشـارني    


إنـتـفـخ جـبـيـنُ الماء ...
من أصْـل لمسةٍ حـيّـرها جَـفـْـنُ الرّبـيـع ...
وخـَـطـا عـلى ذراها قـبـس التـَّـأويل ...
إنـتـفـخ جـبـيـن الماء ...
وأرتـقـت الأحـلام تـُوزّع هـوسها
عـلى مدى إنـْـبـلاج الآخـريـنَ ...
وتـكـتـظ ّ بـشـمـولـيّـةٍ لا تـَعـرفُ إسـمها ...
فـَـلـَـوْزُ الحـنان عـنـدها مردودٌ إلى
غـيـاهـب السّـلـيـقـةِ والإنـجـذابِ ...
إنـتـفـخ جـبـيـن الماء ...
فـَأصْـلُ الماء مَـدِيـنٌ لي بـكـُـلّ
حُـدود الصَّـوابِ ...
إنتفخ جبين الماء ...
وعَـرَّج الهـواءُ بـعـيـدًا ... عـنها ...
أوْ لعـلـِّي بهِ ... ما أراهُ ...
إنـتـفـخ بَـطـن الهـواءِ ...
ونار القـلـب ثــَـلـْـجٌ في أيـادي بُـرتـقـالاتِ المـساءِ ...
نار القـلـب ثــَـلـْـجٌ في أيـادي الآخـريـنَ ...
      في أيـادي مَنْ لا يُـحِـسُّ بـنـَحْـو نـَـرْدِكَ يَـرتـعـشُ 
      مِنْ وَلـَـهِ الغـَـيْـرَة ِ ...
                 ونـَـبْـرة الأقـباس حَـرَّى ...
                        ولا تـَـسَـلْ عَـمَّـا بكَ مِنْ بُـرْهَـان
            تـَخـْـتـلـجُ له كـلّ صروف الإرتـقـابِ ...
إنـتـفـخ جـبـيـنُ الماءِ ...
أنا جـئـتـكَ يا أيّـهـا الماء حاملا
يَـدِي مِنْ سـحـابٍ ...
ومن أريكة لـَحْـم آدميٍّ لا يـعـتـرفُ بـهُـمـوم ذرى الإنـْهـِـزَام ...
أنا جـئـتـكَ يا أيّـها الماء المُـتـْـعَـبُ 
بـقـلـنـسـوّة الظــَّـهـيـره ْ...
     كـَمَا غـُـصْـن ريـح صومـعـتـها ساعة
عُـدول الصّـبْـر عـن أداء وظـيـفـتـهِ عـقـب رُخام الصِّـيام ...
أنا جـئـتـكَ يا أيّـها الماء مُـرتـقـبا ظـنـوني ... ودخـولي
عـلى يافـطـة الأحـزان ... ودَمِـي ... 
          أحـزانُ مَـنْ هـذه ِ ...
                غـيـر أن تـكـون هيّ من أرّخـتْ
          بـوتـقـتـها لـتـكـُون جـسـدا لي ... وأصْـل نـيـازكـهـا بـعـض وَشـْـم ريـفـيّ           دُقَّ بـغـَـنـَج سَـيَـأكـلُ ما تـآكـلَ مِنْ  طـَـلا ّتِ جـبـيـن رُغـاء الـتــُّـرَابِ ... 
          وأنا لي جَـمْـر آخـر أكـتـب به شـرايـيـن
          عُـشـبـة الـرّيـح ساعـة أكـون وحـيـدا مـعي ... في الغـيـابِ ...
          أنا لي جَـمْـر آخـر سَـيُـوكِـلُ كـُـلَّ بَـيَـاض سَـوادٍ إلى صُـوفٍ من الـلــَّـيْــل أزْرَقَ رَأوهُ مُـوَزَّعًـا عـلى ريـش نـَحْــل زُوِّدَ بـشـَمْـل قـلـْـب في هاماتِ كِـتـابِ ...
أما زلـتَ تـمـشي وحـدكَ يا ريـحُ ... وأنتَ بـيـنـهُـمْ ...
أما زلـتَ تـَـقــُــدُّ وجـهـكَ مِـرآة فـجـاج لـقـصيـدة تـأتـيـكَ مِـثـل إمـرأة
أحْـبَـبْـتـَـهَـا ذات قـَـيْـدٍ وأنـتَ تـَسْـكـنُ في ذروة الإنـتـفـاءِ ...
إنـتـفـخ بَـطـْـنُ السّـؤال ...
كيّ تـعـرف ما لا يُـعْـرَفُ
وتـعـرف ما بأغـصان الحـلـيـبِ
مِنْ رَغـْـوَةِ الشـّـمـس ... والإنـْـفِـطـَام ...
وما بالـمُـنى من أيـقـونات حـريـريَّـة
كـما الـبـلــَّـور الـحـديـديّ ...
              في صُـلـْـب ضـجـيـجـها ...
أما زلـتَ ـ يا ريـحُ ـ تـُرتِّـقُ للـيـباس بعـض سنـابـلـه أو بعـضًا من سِـلال سنـابـكـه
فـَـقــَـدْ خانـه الألـَـقُ البـعـيـدُ ... مـنـذ بـعـيـدٍ ...
( أما زلـتَ يا عِـشْـقَ مَـوْطِـنِـهَـا تـُعِـيـدُ لي نـرجـسـات
وُجـودي ...
أما زلـتَ يا مَـبْـنـَى عُـمْري الـوحِـيـدِ ...
تـُرتـِّـبُ الـبـيـت لِـسِـجْـن عَـقـْـلِـي ..
وتـقـول لي ... هـذا إحـتـفـالـكَ الأخـيـر في تـُـرّهـات
ما لـديـكَ مِنْ خـرابِ ...
فـَخـُذ ْ وَشـْـمَـكَ وأسْـتـَـعِـدْ ...
خـُذ ْ وشـمـكَ وأبْـتـَـعِـدْ ...
فإنـِّي يَـئِـسْـتُ مِنْ حُـلـْـمِـكَ الـفـقـيـر ...
يا صاحـبَ الـوَرْدَاتِ الـتي لا تـُريـدُ ...
أن تـَـبْـنِـي لهـا عُـشـًّـا كـَمَـا ... 
   كـَسَائِـر الـبـيـوت الـتي أصابهـا وَخـْـزُ الـفـَـقـْـدِ الـسَّـدِيـدِ ...
أما زلـتَ ... )
أما زلـتَ تـخـُونـكَ الـصُّـوَرُ الـمُـتـّـقـاة ...
                    الصُّـوَر الـمُـلـقـاة عـلى أكـُـفِّ الإرتِـيابِ ...
أما زلـتَ تـَحْـفـَـلُ بـكَ ...
يا أ ُنـْـسِـي ..
وأ ُنـْـسُـهَـا ...
 أخٌ لي ... أوْ حَـبـيـبُ ...
قالـتْ ... خـُـذ ْ ما إتـَّـفـقـتَ مَـعَـكَ عَـلـَـيْـهِ ...
وأعْـزفْ قــَـلـْـبَـكَ لي ... فـأنـتَ قـاتِـلِـي حَـدَّ الـشـَّّــكِّ المُـسْـتـَـرَابِ ...
                               أنـتَ قـاتِـلِـي يا شـَـكُّ ...
                                 حـدَّ الـشــَّـكِّ في جَـمـراتِ الإنـْـتِـسـابِ ...
مـجـنـُونٌ أنـتَ ولـسـتَ تـَعْـلـَـمُ ...
مـقـتـُولٌ أنـتَ ولـسـتَ تـُـدْ ِركُ ...
مـهـزومٌ أنـتَ وخـَـيْـبَـة ُالـبـنـفـسـج فِـيـكَ تـَعْـرفُ ...
أنـَّـكَ الـواقـف بـيـنـهـم في صلابـة الـمـاءِ ...
عَـذبَـة ٌ قـَـدَاسَاتـُـكَ حـيـن تـَمُـرُّ ... يا مـاءُ ...
وحـيـن تـَـضْحَـكُ تـَـسْـقـط ُ هـذه الـنـّـيـاشـيـنُ
مِنْ فـَـرْطِ سـحـابـهـا ... مَـغـْـشِـيًّـا عـلى هَـبَـاءَاتـهَـا ... ( والأفـْـقُ يَـنـْـظــُـرُ ... ) 
ذلـكَ أنـّهـا رأتْ ... ما رأتْ ...
رأتـْـنِي أنا ... حَـبـيـبة زَهْـركَ أمُـرُّ ...
وفي شـوارع فِـكـْـري عَـقـْـلٌ
يُـحَـدِّثُ هِـلال الـبَـرَاري عـن مـسـاءٍ نِـمْـتُ عَـنـْـكَ فـيـهِ

وتـَرَكـْتُ بَـرقــَـكَ مـعـهـا ... غـيـر مُـدْركـَـةٍ أنـَّـكَ خائِـنٌ مِـلـْحَـكَ حَــدَّ
حُـدود الـولـيـفــه ْ...
                    حـدّ فـَرْطِ حُـدُودِ الإمـتـياز المُـنـْـشَـقِّ عَـنْ مـنـصَّـة الـتـَّـمّـرْئِـي                        داخل هُـلامَـاتِ مـنـاسِـكِ الإنـْـشِـطـار والـتـَّـتـويـج ...   
    فـَـريـاحـهـنَّ العَـوَاتِـي ...
    وأنـتَ قـصيـدة يُـتـْـم خـانـكَ الـفـضاءُ فـَـصِـرْتَ يا أيُّـها الـمُـتـَّـقـدُ الـرّفـيـعُ ...
    بـعـض مـاءٍ ...
           تـَـلـُـمُّـه ُ فـَـوْضى عُـيـوني ...
           وتـَـنـَامُ عـلى حُـلـْـمِـهِ كـلّ مَـرَاسِـم الـوَردِ ... وهَـذيان  الإنـْـصِـهَـار ...

*     *     *

قـُـلـْـتُ ... أيْـنـَـكَ ...
( ... يَـا حُـــبَّــهَـا ... يَـا حُـــلــْــمَــهَـا ... عَــيْــنِـي ... )



 
  محـيي الـديـن الشـارني ـ تــونـــس (2012-07-23)
Partager

تعليقات:
زينب /تونس 2012-07-25
أعجبتني قصيدتك أستاذ محيي الدين . أتمنى لك المزيد من النجاحات مع كتاباتك الشعرية المتألقة.
البريد الإلكتروني :

تماضر عبد الله /تونس 2012-07-25
نسيما خفيفا إرتقت بنا هذه القصيدة إلى ربيع الأحاسيس الجميلة فحلقنا مع عصافير ذاكرتنا الرائقة . زادك الله من فضـله وطالما أخلصت للشعر فهو أكيد سيبقى يحبك . دمت على محبّة .
البريد الإلكتروني :

محمد شارني /تونس 2012-07-24
الجميل في الشعر الحديث أنه ياخذنا إلى عالم الخيال الحالم .
قصيدتك عطرة تضاف إلى باقات تاريخك الحافل بالقصائد الانيقة .
دمت مبدعا وإبق على محبّة .
البريد الإلكتروني : chernimohamed72@yahoo.com

فاطمة الزهراء /تونس 2012-07-24
رائعة هذه القصيدة أستاذ محيي . تهانيّ .
" قلت .. أينك ..
يا حبها .. يا حلمها .. عيني .. "
مع التمني لك بمزيد الإشعاع وجميل الإبداع .
البريد الإلكتروني :

محمد ياسين /تونس 2012-07-23
(إنـتـفـخ جـبـيـنُ الماءِ ...
أنا جـئـتـكَ يا أيّـهـا الماء حاملا
يَـدِي مِنْ سـحـابٍ ...
ومن أريكة لـَحْـم آدميٍّ لا يـعـتـرفُ بـهُـمـوم ذرى الإنـْهـِـزَام ...)*كم يجب للشاعر من ربيع سنوات ليخط مثل هاته النجمات . كعادتك ياشاعرنا الكبير أخذتنا الى ربى أحلامك فكانت نعم الصحبة . دمت متألقا وتأكد أننا نفرح عند ملاقاة كتاباتك الشفيفة .
البريد الإلكتروني :

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

سَـلامًا ... يَا عِـشْـقَ مَـوْطِـنِـهَـا ... أوْ خَـائِـنٌ أنـْـتَ ... يَـا مَـاءُ ...-محـيي الـديـن الشـارني ـ تــونـــس

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia