تحقق الحجاج في الخطاب انطلاقا من تحليل كتاب الخطاب و الحجاج للدكتور أبو بكر العزاوي هشام الشنوري
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

ãáÝÇÊ
تحقق الحجاج في الخطاب انطلاقا من تحليل كتاب الخطاب و الحجاج للدكتور أبو بكر العزاوي

تسعى هذه المقالة الى محاولة إبراز أهمية مساهمات الباحث المجدد الدكتور أبوبكر العزاوي في مجال تحليل الخطاب بشكل عام  والتحليل الحجاجي للنصوص والخطابات بشكل أخص . على غرار النماذج العديدة التي تعنى بتحليل الخطاب كالمنهج السيميائي والمنهج التوزيعي والمنهج الشكلاني و المنهج البنيوي. فإن الدكتور أبوبكر العزاوي ينفرد بالمنهج الحجاجي في تحليل النصوص والخطابات العربية . ولكي نكون منصفين يجب أن نجزم بأن الباحث لم يكتفي فقط بتأتيث الخزانة المغربية والعربية ككل بإصدارات تصب في موضوع تم تناوله من قبل بل انه يتعدى ذلك بإصداره لكتاب اللغة والحجاج سنة 2006 عن مطبعة الاحمدية للنشر الذي يعتبر ثمرة استثمار جدي للوقت والجهد لتقديم أول عمل علمي زخم في مجال التداوليات الحجاجية بالعالم العربي والذي يمكن اعتباره نقطة إنطلاق الدراسات الحجاجية في العالم العربي ليليه كتاب الخطاب والحجاج سنة 2007 عن الاحمدية للنشر  الذي يشكل استمرارًا لهذا الجهد.
 يعتبر " الخطاب الحجاج" عملا تطبيقيا يسعى الى تحليل الخطابات بأنواعها الدينية والشعرية والمثلية والايقونية مستندا في ذلك على نظرية الحجاج اللغوي .
يقدم الكاتب الحجاج على أنه نشاط لغوي واجتماعي يهدف إلى تقوية أو تخفيض مقبولية قولة ما لدى المستمع أو القارئ وذلك ببناء متسلسلة من الأقوال والجمل المتماسكة ببنية داخلية تهدف الى تفنيد أو تأكيد مقولة ما قبل إصدار الحكم. وبشكل عام فإن الأشخاص يستعملون كلمات وجمل للإقناع بغية الوصول إلى نتيجة تكون اما مؤكدة أو نافية .
 يتبنى الباحث هذا التعريف للحجاج والذي يتطابق مع دراسات ديكرو وأنسكومبر إلا أنه ينفرد عنهم بتمديده لتطبيقات نظرية الحجاج الى دراسة الخطابات العربية بشتى أشكالها : الدينية والشعرية والمثلية والسياسية والقانونية والصحافية والأيقونية فهو يقدم النصوص على أنها وحدة متكاملة من العلائق الحجاجية التي تقوم بوظيفة محورية وهي الوظيفة الحجاجية .وبذلك يكون الخطاب وحدة من العلاقات الحجاجية التي تربط بين الكلمات والعبارات والجمل بل وبشكل أدق علائق تربط بين الحجج والنتائج .
وقد قدم مثالا لمجموعة من الحجج المرتبطة في ما بينها بنتيجة واحدة من خلال تحليله لسورة الأعلى في الفصل الأول : الخطاب القرآني . وهذا التناسق بين الحجج والنتيجة في إطار برنامج من العلائق الحجاجية  الداخلية هو ما يصطلح عليه الدكتور منطق الخطاب أو المنطق الطبيعي ، هذا المنطق يرتكز على آلية حجاجية تتجلى في أن النتيجة المتوخاة من العملية الحجاجية تستلزم بالأساس ذكر الحجج والتي عليها تبنى النتيجة النهائية . فقد حدد الدكتور ثلاث عناصر أساسية في بنية الحجاج:
•    الحجة .  
•    الرابط الحجاجي والمنطقي .   
•    النتيجة.

والرابط الحجاجي قد يكون واضحا أو مضمرا كما في معظم الامثال الشعبية المغربية في الفصل الثالث من " الخطاب و الحجاج " .
مجمل الدراسات التي تعنى بالدراسة والتحليل لموضوع الحجاج في النصوص الادبية وغيرها تقسم الحجاج الى نوعيين أساسيين: حجة صناعية وحجة غير صناعية. ونقصد بالحجة غير الصناعية حجة الاستشهاد التي تكون من قبيل الايات القرانية والأحاديث النبوية الشريفة و الأمثال و الحكم و الأبيات الشعرية و أقوال المشاهير و هي في الغالب نصوص معروفة ومصادق عليها من قبل الدارسين ومن قبل المتلقي أيضا. هذه الحجج تبقى حجج جاهزة للاستعمال والتوظيف وفق سياقات معينة يكون غرضها الأساسي الاقناع ومقارعة الحجة بأقوى الحجج.
ان تواتر هذه الحجج في الحوارات و المناضرات هو ما يجعلها تكتسي قوتها الاقناعية وتجدرها في المجتمع. الا انه يبقى هذا النوع من الحجج سهلا ومتناولا بالنسبة لعامة الناس لانه يكفي اختيارها و توجيهها نحو الهدف المتوخى للاستدلال عليه.
اما الدكتور أبو بكر العزاوي فهو يسعى ليس فقط الى تقديم هذه الحجج في قالب وصفي للكيفية التي تستعمل بها هذه الحجج الاستشهادية لكن يتجاوز ذلك بالقيام بعملية تفكيك و تركيب للبنية الداخلية التي تحكم بشكل منطقي الأقوال و الجمل داخل النص ككل.
فتفكيكه للنص القرآني الممثل في سورة الأعلى انطلاقا من جوانبه الحجاجية و بنيته المنطقية معتمدا في ذلك على برنامج حجاجي واضح المعالم و محدد لم يأتي لتقديم السورة ككل على انها ذات وظيفة حجاجية استشهادية فقط, بل كمتوالية من الحجج التي تخدم نتيجة مركزية مرتبطة بعلائق وروابط منطقية بالحجج الني تدعمها كنتيجة وهي تسبيح الله تعالى. والتي يمكن تلخيصا في البنية التالية:
•    النتيجة: تسبيح وعبادة الله.
•    الحجج: الذي خلق فسوى.
الذي قدر فهدى.
    الذي اخرج المرعى فجعله غثاءا أحوى.
والنتيجة الاخرى التي تميز هذا التحليل هي أنه لكي يكون النص ذات فعالية تواصلية و حجاجية, فان عملية بناءه تقتضي ضرورة صقله في بناء واحد و متلاحم يراعي تماسك كل مكونات النص من كلمات و عبارات و جمل و كذا فقراته حتى يتجلى النص كلا واحدا يحقق للنص نصيته أولا ووحدته الموضوعية ثانيا و أخيرا حجاجيته او ما يطلق عليه الدكتور الحجاج الداخلي – النص يصبح كله حجة.
يضحى بذلك الحجاج الطريقة التي يتم بها تقديم الحجج, كما يمكن اعتباره مجموعة من الحجج الناتجة عن هذا التقديم. أما من حيث المعنى الطبيعي يشير الحجاج الى حجة تهدف الى تبرير او نفي فكرة معينة. لذلك وجب التمييز بين الاظهار و الحجاج.
فالإظهار يهدف الى أن يتبث امكانية تحقق النتيجة عبر تقديم مقدمات منطقية قد تكون حقيقية أو ممكنة كما أن الاضهار يحل بشكل مجرد على عكس الحجاج الذي يهدف الى الاقناع في سياق سوسيواجتماعي وبشكل ملموس.ولكي يكون الحجاج فعالا لابد ان يكون منظما. والتنظيم هنا لا يعني ان توضع الحجج متتالية واحدة قبل الاخرى كما في الاظهار, لكن يجب احترام الحدود الداخلية والخارجية لكل نص او خطاب. فلكل خطاب حدوده وسياقاته التواصلية التي تحكمه.
من كل ما سبق فان المبدأ الاساسي للباحث هو تأكيد قولة "لا تواصل بدون حجاج ولا حجاج بدون تواصل" . فالحجاج عامل حيوي وأساسي للتواصل و متجدر فيه للقرون.
فالتواصل ضروري في حياتنا. فمن خلاله يستطيع المرء تبادل و تشارك الأفكار مع بني جنسه إلا ان الحجاج يبقى ضروريا كمنهجية تواصلية ترفع مصداقية ودقة وفعالية هذا التواصل. فالمرسل يرسل رسالة ذات فاعلية لغوية و تواصلية مفعمة بوظيفة غائية وهي التوصل الى النتيجة أما المرسل اليه فهو يتحقق من الرسالة المرسلة لقبول النتيجة المتوخاة.
هذه العلاقة التي تجمع بين التواصل و الحجاج تستلزم ان يكون الحجاج حركة منطقية  تستلزم من المتحاورين أن يضعوا أفكارهم في سياق تواصلي منطقي وذلك بغية تقييم و قبول النتيجة. فقولة الباحث ابو بكر العزاوي لا تواصل بدون حجاج تحيلنا الى القول بأن التواصل لا يكتمل إلا بمنطق مناسب وكذلك بنتيجة مقبولة و مدعمة بتسلسل حجاجي مقبول أيضا. وعليه يستطيع المتكلم أن يقنع المستمع و المستمع بدوره يكسب معلومة ذات مصداقية وموثوقية ليصبح معه التواصل ناجحا و مقنعا.
وعليه يكون الإقناع و الفعالية من مميزات الخطاب الناجح الذي يلقي بأثره على المتلقي وذلك بالتأثير فيه و دفعه الى  قبول الحجج المقدمة وكذا التسليم بالنتيجة التي تفضي اليها الحجج.
من جهة أخرى لم يلغي الباحث أهمية القوة التأثيرية على مشاعر عامة الناس. فمن خلال تحليل الدكتور أبو بكر العزاوي لقصيدة "العلة" للشاعر أحمد مطر يتأكد أن لهذا النوع من الحجاج مكانته في التواصل و الحوار.
فحسب ارسطو " فان عامة الناس يتأثرون بمشاعرهم أكثر مما يتأثرون بعقولهم"  فهناك نقطة تلاقي رفيعة بين الأسلوب و الحجاج وكأنهما يكملان بعضهما البعض في تناغم يبرز أن الأسلوب يمكن أن يكون عاملا من عوامل نجاح الحجاج وكذا الحجاج يحتاج الى أسلوب رفيع حتى يكون ناجحا و بليغا.
هكذا يصبح أمامنا نموذجا جد متميز للخطاب و الذي يجمع بين الحجاج المبني على العقل و الحجة من جهة و بين القوة الشاعرية و التأثيرية للأسلوب من جهة أخرى. الا أن الحجاج العقلي قد يصبح نقيضا للحجاج التأثير اذا ما لجأ هذا الأخير الى المغالطة. فأفضل الحجج تلك التي تكون غير لازمة و غير اعتباطية و كذلك غير مخادعة كما هو الشأن مع الخطاب الاشهاري في بعض الحالات.
فهدف الباحث من خلال دراسة الخطاب الشعري هو رغبته  "في تطوير النظرية الحجاجية و توسيع مجال تطبيقها, بعد أن كان محصورا في الروابط و الأدوات الحجاجية. فلا ينبغي أن ينحصر التحليل في الأقوال و الجمل. انما يجب أن يشمل النصوص الأدبية و الدينية و السياسية و الاقتصادية..."
وعلى الرغم من ربط الخطاب الشعري بالحجاج في البلاغة إلا أنهما ظلا شكلان بلاغيان غير مترابطان. يدعي Samuel Howell, Wulber أن الحجاج النثري "متمايز عن الخطاب الشعري لان هذا الأخير لا يوظف مبدأ المحاكات"   الا أن الباحث الأمريكي Charles Kauffman من جامعة ميريلاند ينفي هذه الفكرة من خلال قوله " ان التوجه نحو التمييز بين الحجاج و الخطاب الشعري هو- من منضوري- تمييز خاطئ."
وقد دافع الباحث عن حجاجية النصوص الشعرية لما لها من و ظائف متعددة و مشتركة مع نصوص و خطابات أخرى "مثل الوظيفة الانفعالية و الوظيفة الاقناعية, والتي يعبر عنها بالتعجب و الندبة و الاستغاتة و الأمر و النداء أو بأسماء الأفعال و الروابط التداولية الحجاجية."  هدفها انزال تأثيرها على المتلقي بتوجيه رأيه و موقفه و حتى معتقداته. و لا يتأتى ذلك الا بامتلاك أدوات التأثير في الناس نحو الهدف المنشود باقتناع و رغبة.
إلا أن الباحث لا ينفي وجود شعر حجاجي و شعر غير حجاجي "فهذا الأخير عبارة عن تلاعب بالألفاظ يكون الغاية منه اظهار البراعة في استعمال اللغة و التمكن من استعمال قوانين الصناعة الشعرية."
كما أنه يثير الانتباه الى درجات تفاوت حجاجية النصوص الشعرية من نص الى نص أخر. فدرجة قوة حجاجية كل حجة في السلم الحجاجي تختلف من حجة الى أخرى وكذا من طبيعة كل حجة الى طبيعة أخرى. فمجمل الحجج مثلا التي تقع بعد الروابط الحجاجية "بل" و "لكن" تكون أقوى حجة من تلك التي تسبقها. أما قوة حجاجية الشعر فتكون بدرجة مصداقية الشعراء في البوح بمعاناتهم ودرجة صدق رغبتهم في التواصل مع مخاطبيهم.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف وظف الباحث مجموعة من التقنيات لتحليل النص الشعري من قبيل دلالة العنوان لما لهذا المكون من أهمية في تحليل عتبات النصوص سواء كانت شعرية أو نثرية. فالعنوان هو القادر على تلخيص الموضوعة المتناولة في النص الشعري وهو المشكل لنقطة انطلاق أولى لفهم النص ككل. لينتقل بعد ذلك الى البنية الهيكلية للنص من خلال تمييز الباحث بين الروابط النحوية  كالواو والتي تكون لها وظيفة نحوية محضة كالعطف ثم الروابط التداولية الحجاجية من قبيل "بل" و "لكن" و "حتى" والتي تخلق وتضمن انسجاما تداوليا حجاجيا بين مكونات النص من كلمات و جمل و حتى فقرات.
بعد ذلك يغوص بنا الباحث في عالم شيق و شائك و هو عالم الاستعارة. فالباحث لا يعتبر الاستعارة هنا بمثابة ابداع لغوي وفني لتزيين الكلام الشعري أو النثري بهدف لقاء استحسان المتلقي دون ترك أثر على نفسية المتلقي. لكن الاستعارة تتعدى هذا الوصف بكونها تتميز كبنية لغوية تداولية تعطي للقول قوته الدلالية و الاقناعية وبذلك تصبح الاستعارة ركنا من أركان التداول الحجاجي للنص الشعري وأعلى درجة في السلم الحجاجي اذا ما قورنت بالقول العادي.
تقدم الاستعارة التركيز و التخيل و القوة. وكل هذه العوامل تساعد على جعل المادة مفهومة و مهمة و ملموسة و دقيقة و جديرة بالتذكر.
ثم تم استعمال التكرار كتقنية مساهمة في تماسك وانسجام بنية النص وكذا في تقوية العلائق التداولية و الحجاجية التي تخلق تناغما بين فقرات النص الشعري والذي يلمسه القارئ في تكرار الرابط المنطقي "لكن". ليس ذلك التكرار الرتيب و المملل حسب تعبير الكاتب.
بهذا يكون الدكتور أبو بكر العزاوي قد وضع قطيعة بين الحقبة التي باينت وباعدت بين الشعر و الحجاج على مستوى واسع. فالشعر ولمدة طويلة ضل مقترنا بالأبعاد الجمالية والانفعالية للغة في حين أن الحجاج عالج الأبعاد العقلية و الفكرية للغة.
أما فصل تحليل الأمثال المغربية الشعبية فان الباحث يطرح مجموعة من الأسئلة الجوهرية من قبيل هل يرقى هذا التحليل -التحليل الصوري المنطقي الاستلزامي- الى أن يكون تحليلا شاملا و مستوعبا يمكن تطبيقه على عدد كبير من الأقوال و الجمل و الخطابات و هل معطيات اللغات الطبيعية تستجيب للتحاليل المنطقية و الرياضية الصورية؟
في بعض الاجابات التي قدمها الباحث هو أن التحليل المنطقي الاستلزامي و الذي يعتمد على مفهوم الاستلزام المنطقي غير قابل لتطبيق على كل الأمثال. فهذا النموذج الصوري يبقى عاجزا أمام تقديم تحليل للغات الطبيعية بشكل عام. لذلك فالكاتب لا يقف عند هذه العتبة بل يقدم نموذجا بديلا عن النموذج الصوري و هو نظرية الحجاج اللغوي. هذه النظرية التي تمكننا من تطبيقها على أغلب الأمثال و تأهلنا من تصنيف هذه الأمثال في السلم الحجاجي من حيث كونها عادية أو ضعيفة أو قوية. فالأمثال القوية هي التي تصنف في خانة الحجج الجاهزة من قبيل الأيات القرآنية و الأبيات الشعرية و الحكم و الأمثال. ونسوق لذلك المثل المغربي التالي:
لا تلومني, سبحان اللي ما يسهى و لاينام.
يقدم الباحث هذا المثل كحجة جاهزة و قوية تساهم بشكل فعال في البلوغ الى نتيجة معينة فهي ليست مبدأ حجاجيا كما بين ذلك الباحث في الفصل الثالث من "الخطاب و الحجاج" ولكنها حجة جاهزة أعلى درجة في السلم الحجاجي.
هكذا يكون الكاتب قد بين أن مجموعة من النماذج التحليلية للأمثال و اللغات الطبيعية فيها كثير من القصور و العجز لتغطية كل الأمثال بل انه لم يكتفي عند هذا الحد حيث قدم نموذجا فريدا وبديلا و هو النموذج الاستلزامي التداولي الطبيعي.
من كل ما سبق نكون أمام ترسانة من المفاهيم المتخصصة و التي تخدم وتدعم نظرية الحجاج و التداوليات الحجاجية. لقد وظف الباحث جهازا مفاهيميا يصب في عمق هذه النظرية بشكل دقيق و ناجح يهدف الى اغناء الحقل المعرفي و المعجمي العربي على الخصوص. ولعل أهم هذه المفاهيم التداولية الحجاجية نجد العلائق الدلالية و الحجاجية و مفهوم البرنامج الحجاجي و الروابط و العوامل الحجاجية و الحجاج اللغوي و الانسجام الحجاجي و السلم الحجاجي و التحليل الصوري المنطقي الاستلزامي و الاستلزام التداولي الطبيعي والحجاج الأيقوني وغيرها من المفاهيم.
وفي النهاية, اتمنى ان أكون قد ساهمت ولو بقليل في ابراز أهمية الكتاب و الكاتب على حد سواء في الدراسات العربية للتداوليات الحجاجية. فقد ساهم الكتاب و بشكل كبير في اغناء الحقل المعجمي الخاص بنظرية الحجاج في اللغة العربية و كذا في مجال توسيع مدى تطبيقات هذه النظرية على انواع نصية و خطابية جديدة. اذ لم تنحصر الدراسة في التركيز على البنية و الدلالة النصية بل تجاوزته الى استنباط العلاقات المنطقية الحجاجية القائمة بين مكونات النص و الخطاب في اطار سياق تواصلي. لقد اهتمت بالعلائق التواصلية والمقصدية التي تربط المرسل و المرسل اليه و الرسالة و السياق و الوظيفة و الفعالية التواصلية. وبتعبير أخر, نكون قد تجاوزنا سؤال ماهو شكلي و بنيوي محض الى ما هو وظيفي متجليا في التداوليات  الحجاجية و المنطقية في النصوص و الخطابات. وبهذا يكاد ينفرد الباحث أبو بكر العزاوي بهذا النوع من التطبيقات العملية و الاجرائية في المغرب و العالم العربي.

 
  هشام الشنوري (2017-06-19)
رجوع إلى الملف
   
   
مواضيع ذات صلة

-

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia