المهرجان عرف حضورا متميزا للإسبان واليونانيين وتفاوتا في مستوى الأفلام المعروضة إعداد و تقديم الملف:عبد الكريم واكريم (المغرب)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

ãáÝÇÊ
المهرجان عرف حضورا متميزا للإسبان واليونانيين وتفاوتا في مستوى الأفلام المعروضة


السيد نور الدين الصايل مدير المركز السينيمائي مع رئيس لجنة التحكيم فوزي بنسعيدي


 



أعضاء لجنة التحكيم


أُختتم مهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة في دورته السابعة، بعد ستة أيام تبارى خلالها 58 فيلمًا من 20 دولة متوسطية من بينها المغرب الذي شارك بخمسة أفلام ضمن المسابقة الرسمية.
وفاز فيلم "قفزة مجنونين" لأليكسندرأكرودي سولا من فرنسا بالجائزة الكبرى، في وقت وُجدت فيه أفلام أكثر استحقاقًا لنيل هذه الجائزة سنستعرضها لاحقًا، فيما نال فيلم "إرشادات" للمخرج اليوناني كونستانتينوس إيلوريدس جائزة السيناريو، وعادت جائزة لجنة التحكيم للفيلم البرتغالي "يوم بارد" للمخرجة كلوديا فريجا.
 وتفاوتت الأفلام المغربية الخمسة المشاركة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان في مستواها الفني على الخصوص لأن الجانب التقني أصبح غير قابل للنقاش بالنسبة لأفلام مشاركة ضمن مسابقة أي مهرجان.
وهكذا أتى فيلم "التعيين" لخليل ورضوان فاضل "أخا يوسف فاضل كاتب السيناريو" غنيَّا من ناحية جمالية الصورة، الأمر الذي أصبحنا نفتقده في الأفلام المغربية القصيرة بعد أن كان حاضرًا في الماضي "الأفلام القصيرة بمناسبة مئوية السينما على سبيل المثال"، لكن هاجس محاولة إرضاء المشاهد بكلِّ شرائحه وربح متابعته، نحا بالفيلم نحو التبسيطية، في حين سقط مراد الخوضي بفيلمه "ألوبيتزا" في فخّ تقليد أسلوب إخراج أمريكي لم يستطع ضبط أبجدياته، الأمر الذي جعل محاولة خلق التشويق تتحول إلى أحداث مُتَلْفَنَة يُمكن التنبؤبها.
أما جيهان البحار فحافظت على الاستمرارية بحضور "هاجس" الكتابة السينارستية لديها بعد أن كان حاضراً في فيلمها الأول "شيفت + حذف"،الأمر نفسه حدث مع محمد العبداوي العائد بعد غياب طال شيئا ما، والذي حقق بدوره الاستمرارية بفيلم "ليلة العرض" الذي جدّد به هدم المسافة بين المتخيل والواقعي من خلال شخصية "العربي" التي تجد نفسها محاصرة وهي تعيش حالة التردّد المقابل بأحاسيس لا يُتَبَيَّنُ فيها الصادق من المزيّف، متّخذا من المسرح ذريعة لكي يتحدّث عن الحياة. الفيلم المغربي الخامس كان هو "بوبية" لسامية الشرقيوي التي تابعت مسار امرأة شابة تحاول استئناف حياتها بفرنسا بعد عطلة قضتها ببلدها الأم المغرب فتفاجأ بأصوات غريبة تحدثها.
ومن بين الأفلام التي كانت تستحق الفوز بإحدى الجوائز والتي خرجت خالية الوفاض رغم كون معالجتها الفنية كانت أفضل من الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى، فيلم "حلوى القطن" للمخرج الإسباني أرتيزمورينو، والذي يمكن الجزم بأنه من بين أفضل ما عرض ضمن المهرجان وهو مأخوذ عن قصة قصيرة بنفس الإسم وسبق له أن عُرض في أكثر من 150 مهرجانا سينمائيا دوليا في فترة لا تتجاوز السنة الواحدة وجسّد فيه مخرجه بأسلوب فنطازي حالة وجودية لشخصيّة شيخ محاصر داخل فضاء مغلق عبارة عن غرفة ذات ديكور وسينوغرافيا سوريالية تزيد من الإحساس بحالة تأزيم شخصية الشيخ وخوفه الوجودي من البقاء وحيدًا، يعيش حصاره المضاعف داخل قميصه الصوفي.
فيلم "برميل ديناييد" للفرنسي دافيد كرو، كان أيضا من ضمن الأفضل ما عرض داخل المسابقة الرسمية وعالج فيه مخرجه موضوع الرغبة بأسلوب بصري اعتمد على الصورة فقط مستغنياً عن الحوار بموسيقى كانت مسايرة لأحداث الفيلم، ومعتمدًا (المخرج) على أسلوب رمزي وقصة دائرية أراد بها التعبير عن عذابات الرغبة اللانهائية.أفلام"الوداع" لإيرينا سكوريش من كرواتيا و "خدعة الطبلة" لميها يلو ييفيتش من صربيا و"أنتينا"لأنتيان كوسي من صربيا، جمعت بينها  تيمة الخواء والحيرة اللذين خلفهما انهيار النظام الاشتراكي عند الإنسان  بدول أوروبا الشرقية، خصوصا فيما يتعلق بالعلاقة بين الأجيال ممثلة في الأفلام الثلاثة بعلاقة الأب بابنه.
المخرجة الجزائرية صابرينا دراوي طرحت في فيلمها "كوليلي" قضية صراع المرأة الجزائرية من أجل التحرر ورهانها على ذلك دون التنازل عن أصالتها وجذورها الإسلامية، من خلال حوار ساخن بين امرأتين، الأولى طهرانية سلفية والثانية حداثية متحررة، وقد كسرت المخرجة الحاجز بين حدود الخيال والواقع لتجعل المشاهد يتساءل عن حقيقة وجود الشخصية الثانية، وهل أنها ليست فقط سوى جزء من شخصية المرأة الأولى التي لم تكن تُسوّي سِوى حساباتها مع نفسها وتتجاوزها وتنتصر عليها أخيرا؟.
وقد تميزت هذه الدورة بعرض أفلام طلبة المعاهد المغربية المتخصصة في السينما، وهي المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش والمعهد المتخصص في مهن السينما بوارزازات والمعهد المتخصص في السينما والسمعي البصري بالرباط، إذ تم تخصيص فترة "بانوراما" اليوم الثالث لهذه المعاهد.
  وقد وقع إجماع لدى ضيوف ومتتبعي المهرجان بأن تنظيم هذه الدورة كان في مستوى الحدث رغم بعض الصعوبات التي واجهها بعض الصحافيين المقيمين بطنجة في تتبع كل الأفلام، نظرا للبرنامج المكثف الذي كان يجمع سبعة أو ثمانية أفلام خلال حصة واحدة مع العلم أن أفلام المسابقة الرسمية موزعة فقط على حصتين وليس ثلاثة كما في السابق.
والآن وبعد أسبوع من مشاهدة هذا الكم من الأفلام القصيرة يمكننا أن نردد الكلمة التي افتتح بها فوزي بنسعيدي المهرجان مع تحوير بسيط قائلين إن الجواب على ابتذال الصورة لم يكن سوى ببعض الأفلام المعروضة أما الأخرى فكانت من ضمن هذا الابتذال نفسه.

 
  إعداد و تقديم الملف:عبد الكريم واكريم (المغرب) (2009-10-20)
رجوع إلى الملف
   
   
مواضيع ذات صلة

-

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia