حوار مع محمد العبداوي أجرى الحوار عبد الكريم واكريم (المغرب)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

ãáÝÇÊ
حوار مع محمد العبداوي

محمد العبداوي مخرج طنجي أنجز فيلما تلفزيا للقناة الثانية بعنوان "ليلة ممطرة" سنة 2004 وثلاثة افلام روائية قصيرة هي"نزوة" سنة 1998 و"همسات" سنة 2000 و"ليلة العرض" سنة 2009 الذي شارك به ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان السابع للفيلم القصير المتوسطي بطنجة، وبهذه المناسبة التقيناه وأجرينا معه الحوار التالي ...


 


بخصوص فيلمك الأخير"ليلة العرض" الذي عرض ضمن المسابقة الرسمية للفيلم المتوسطي القصير في دورته الحالية، ماذا في محمد العبداوي المبدع  من الشخصية الرئيسية في الفيلم؟

لست أعلم ما في الفيلم مني وما ليس كذلك، إن الذاتي وغيره يمتزجان داخل الفيلم كما يمتزج التخييلي بالواقع، أنا أعيد نفس الشخصية في كل أفلامي تلك الشخصية التي تجد نفسها محاصرة في حالة ما، الزمن يتطور أمامها وهي لا تستطيع مجاراته، المسرح مجرد ذريعة بالنسبة لي كي أتحدث عن الحياة،عن الصدق والزيف،."ليلة العرض" استمرارية لـ "همسات" ثاني فيلم قصير أنجزته في تناوله لما هو حقيقي وما هو مزيف في الأحاسيس على الخصوص...

المسافة بين المتخيل والواقعي جد مبهمة في "ليلة العرض" هل يمكن أن تحدثنا عن هذا الجانب؟

السينما هي إيهام بالواقع وأنا أحب  الاشتغال على هذا الجانب والذي يكون في بعض الأحيان اصدق من الحقيقة، إذ إننا لا نعود قادرين على التفريق بين حدود الواقعي والمتخيل في العمل فمثلا المكالمة الهاتفية التي يجريها "العربي" لا يمكننا الجزم هل هي متخيلة أو واقعية داخل الحكي الفيلمي، إذ نرى أوراق السيناريو فوق الطاولة والتي تجعلنا نأول الأمر على أن "العربي" يتدرب على مشهد سوف يمثله، وحتى التلفون أظهرته هناك وفي مكان آخر فهل هو حقا يصفي حسابه مع ماضيه أم ليس كذلك؟
هذا الإبهام الذي يجعل المتلقي مترددا وغير قادر على الجزم بواقعية الحدث أو تخييلية مقصود تماما وليس اعتباطيا بالمرة.

الآن وبعد  انجازك لثلاثة افلام روائية قصيرة وفيلم تلفزيوني واحد، وأنت على مشارف إنجاز فيلمك السينمائي الروائي الطويل الأول ماهي نظرتك ومفهومك للفيلم القصير؟ هل هو في نظرك مجرد عتبة للمرور إلى الفيلم الطويل أم أنه جنس قائم بذاته؟

الفيلم القصير جنس قائم بذاته وله خصوصياته وطريقة السرد فيه يجب أن تكون مختلفة عن الفيلم الطويل، ولا يمكن اعتباره مجرد مسودة للمرور إلى الفيلم الطويل لأن هذا الأخير يمتاز بمعايير أخرى مختلفة الفيلم القصير الحقيقي هو الذي تتوفر فيه سمات التكثيف والاقتصاد في التعبير...

لكن هل  تفكر في الرجوع مرة أخرى للفيلم القصير بعد خوضك تجربة إنجاز فيلم طويل؟

نعم فأنا أحب هذا الجنس وحتى لو مررت إلى تجربة الفيلم الطويل فإنني حتما سأعود إلى الفيلم القصير.

هل تعتبر أن أي فيلم لا تتجاوز مدته 30 دقيقة يمكن نعته بأنه فيلم قصير؟

المدة الزمنية للفيلم ليست كافية للحكم على كونه "فيلما قصيرا" لكن الطريقة التي أنجز بها الفيلم أو الشريط هي التي يمكن أن تمنحه شرعية كونه فيلما قصيرا أو شيئا آخر غير ذلك ربما ليس له تصنيف محدد. طبعا أعني بالطريقة طريقة الحكي والسرد التي أنجز بها الفيلم لأن الإشكالية الأساسية المطروحة في الفيلم القصير هي أن زمن التماهي مع الأحداث والشخصيات جد محدود، الأمر الذي يجعل عملية خلق إحساس أو تجاوب عند المشاهد مسألة جد صعبة وهذا ما أعتبره تحد أحاول التغلب عليه إذ إنني أحاول خلق هذا الاحساس لدى المشاهد ضدا على الزمن المحدود المتاح لي لفعل ذلك... بالمقابل في الفيلم الروائي الطويل يتاح لك الزمن الضروري لكي تتعاطف مع الشخصيات وتتبنى وجهات نظرها حيال الأحداث والمواقف التي تواجهها. وهو الأمر المنعدم كليا في الفيلم القصير الذي علي كمخرج أن أركز فيه على طريقة سرد وحكي الأحداث وكيفية خلق الشخصيات وتوظيفها.
الاحساس في الفيلم القصير يكون نابعا من الفكرة التي تخلق تلك الشعرية المفروض توفرها في الفيلم القصير وليس من التماهي والتعاطف مع الشخصيات كما هو الأمر بالنسبة للفيلم الطويل، فعلى سبيل المثال يمكن لشخصية رئيسية أن تتعرض لأي مكروه وربما القتل في أقصى الحالات دون أن يبعث ذلك لدى المشاهد أي شعور متماهي أو متعاطف لأن الزمن في الفيلم الطويل هو الذي يكون في صالح الشخصيات والذي يجعل المتلقي/المشاهد يتعاطف معها، إن محاولة خلق دراما داخل الفيلم القصير هي محاولة عبثية وتكون نتائجها كارثية وغير ذات مفعول لأننا نكون بذلك نحاول تحميل جنس إبداعي ما لا يحتمل أو ما لم يخلق له أصلا.

أنجزت ثلاثة افلام روائية قصيرة في مسار ربما كان طويلا شيئا ما مقارنة بمخرجين ينتمون إلى جيلك وكانت انطلاقتكم متزامنة، هل كان ذلك متعمدا من طرفك؟ هل يمكن اعتباره نوعا من التأني ناتج عن الخشية من ارتكاب أشرطة قد تندم عليها أم ماذا؟

 هناك عدة أشياء أثرت علي وبصورة معقدة لا يمكن شرحها بطريقة رياضية "1+1 يساوي 2"،الحياة  أعقد من أن نفسرها هكذا، في بعض الأحيان تكون هناك إحباطات وفي بعض الأحيان أمور لا نحسب لها حسابا. لكن الذي يمكن لي الجزم به هو أنني كنت دائما أعيش السينما ذهنيا على الأقل رغم كوني لا أنتج، وأنا في هذه العملية أجدد نفسي وأطورها وأتجاوزها أيضا فكريا وفنيا.

 
  أجرى الحوار عبد الكريم واكريم (المغرب) (2009-10-20)
رجوع إلى الملف
   
   
مواضيع ذات صلة

-

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia