النّظريّة مدخلٌ إلى لغةِ السّينمَا كانديدو فرنانديس Cándido Fernández ، باتريسيو باروس Patricio Barros، أنطونيو برافو Antonio Bravo ترجمة بتصرّف: د.خالد أقلعي

سؤال الهويّة
ما الكون الفضيّ ( السينما)؟

كما هو الحال مع التعريفات، يصادف الباحث في الحقل السينمائي عددا لا يحصى من التعريفات التي تتفاوت فيما بينها من حيث الاقتراب من جوهر الكون الفضيّ أو الابتعاد عنه. يمكن أن نقدّم في هذا المدخل بإيجاز شديد، طائفة من هذه التعريفات:
-السّينما لا تحكى، وإنما تشاهد.
-السّينما بمنزلة نافذة مشرّعة أمامك على عوالم كثيرة متخيّلة، منها ما تعرفه، ومنها ما لا تعرف!
-السينما كون الأحلام و الخوارق، حيث يستطيع كلّ مشاهد أن يعيش، بعينين مفتّحتين، حيوات مختلفة يكون فيها فارسا مغوارا، أو كاتبا مشهورا، أو ناسكا متعبّدا، أو مغامرا شجاعا، أو زعيم مقهورين... ألا يعيش معظم المراهقين و المراهقات حياة أبطالهم المفضّلين؟! ألا يمكن للسينما أن تقترح علينا حياة أفضل من تلك التي نعيشها؟
- السينما وسيط تعبيريّ مختلف عن الوسائط الشفهيّة أو المكتوبة. إنها لغة سمعية-بصرية؛ كتابة بالصّور!
-السّينما، بالنسب لآخرين، فنّ سابع، بمعنى فنّ جديد، الأخير ربّم! مهيمنٌ، بكلّ تأكيد. ألا يستثمر كلّ الفنون الأخرى مثل: التشكيل، والنحت، والهندسة، والموسيقى، والأدب، والرقص...؟!
-السينما فنّ مختلف عن باقي الفنون؛ إنّه يتميّز بخاصية فريدة تتمثّل في (صوره المتحرّكة)!
إن متأمّل هذه التعريفات المختلفة للكون الفضّي (السينما) يظفر بمعطيات مهمّة:
أ-السّينما فرجة بصريّة.
ب-السّينما وسيط فعاّل لمعرفة العالم من حولنا وإدراكه.
ج- السّينما بساط الحياة المتخيّلة.
د-السينما لغة الصور، أكثر منها لغة الضجيج والكلام والموسيقى.
ه-السينما مصّاصة دماء (Vampire) تستمدّ شبابها من مكونات كلّ الفنون الأخرى!