إشكالية السيناريو في السينما المغربية،"موسم المشاوشة" كمثال عبد الكريم واكريم
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

ãáÝÇÊ
إشكالية السيناريو في السينما المغربية،"موسم المشاوشة" كمثال

سبق لي أن كتبت عن مسألة السيناريو *في السينما المغربية منذ مدة وها أنا ذا أعود بمناسبة النقاش الدائرحاليا حول ضرورة إعطاء الأهمية للسيناريو الذي أصبح يشكل نقطة الضعف الكبيرة للأفلام المغربية. والأمر يرجع بالأساس إلى تعنت المخرجين المغاربة وعدم قبول أغلبهم بواقع عدم قدرتهم على المزاوجة بين الإخراج وكتابة السيناريو، وحتى حينما يتعاملون مع كتاب سيناريو يحاولون نسب أغلب الجهد إليهم.. ونحن لانجد هذا الإصرار الغريب على الجمع بين هذين الدورين سوى في المغرب الذي يظن كل مخرجيه أنهم خلقوا ليصبحوا مخرجين مؤلفين.
إذا كان في استطاعة مخرجين مثل الجيلالي فرحاتي ومحمد مفتكر الجمع بين التأليف والإخراج، فهذا لايعني أن كل المخرجين المغاربة الآخرين قادرون على ذلك، وهذا ليس عيبا، ففي كل السينمات العالمية نجد صنفين: مخرجون مؤلفون وآخرون صناع أفلام يكتفون بالإخراج، ومنهم من يتفوق ويحقق صيتا عالميا.
لقد أبانت أغلب الأفلام المشاركة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني في دورته الحادية عشرة عن ضعف في السيناريو، وما فيلم "موسم المشاوشة" الذي أراد البعض أن يقدمه كنموذج لـ"السينما النظيفة" التي يجب أن تحتذى سوى مثال على هذا الضعف الجلي والواضح في الكتابة، إذ أنه(الفيلم) ليس سوى نسخة رديئة لتلك الأفلام الآسيوية من نوعية فنون القتال التي كانت تصنع في السبعينيات من القرن الماضي، بميزانية ضعيفة وبشكل سريع، وتستهدف جمهورا لازال في طور التلقي الأولي لقاموس ومفردات السينما، مع العلم أن هذه النوعية من الأفلام قد  أصبحت متجاوزة حتى من طرف جمهورها والجهات التي كانت من وراء إنتاجها.
فيلم  "موسم المشاوشة" مكتوب بأسلوب بسيط وبدائي، فإما أن كاتبه / مخرجه يستهين بذكاء المشاهد أو أنه لا يتقن أصلا القواعد والمبادئ الأولية للكتابة السيناريستية. فقصة الفيلم جد مهلهلة، وتعتمد بالأساس على "حدوثة" تم استهلاكها من طرف النموذج الآسيوي لأفلام القتال وفنون الحرب، فنحن نتابع "البطل" وهوغير قادر في البداية على الوقوف في وجه خصمه الذي يرغب في الزواج من حبيبته، ويلتجأ بالتالي إلى "المعلم"، الذي يرفض أن يقبله بادئ الأمر، ثم يرضخ تحت إلحاح البطل الوسيم والمحبوب، ويلقنه كل مبادئ فن المشاوشة الخطير، بل يصر على متابعته وحضور لقاءاته ضد خصمه الشرير والعنيد، حتى يحقق له "المعلم"، من خلال الانتصار على الشرير، ذلك الانتقام الذي طالما انتظره..
إذن هذا هو الفيلم الذي يطمح بعض رواد "النقد الطهراني" أن يجعلوا منه نموذجا يحتذى لـ"السينما النظيفة"، والتي يريدونها أن تسود بكتاباتها البسيطة وكليشيهاتها المتجاوزة، مبيدة في طريقها أفلاما تبشر بسينما مغربية طلائعية وذات بعد فني.

*كتاب "كتابات في السينما" لصاحب العمود، الصادر حديثا عن" دارالنشرالسليكي إخوان" - من ص27 إلى ص30.

 
  عبد الكريم واكريم (2010-03-11)
رجوع إلى الملف
   
   
مواضيع ذات صلة

-

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia