تقييمي لهذه الدورة هو أن هناك تقدما كميا وكذلك في الكتابة السينمائية. إذ أن الكمية التي كانت فوق المستوى أصبحت الآن تميز الإنتاج المغربي، والأمر الثاني هو فتح الأبواب للفيلم الوثائقي، وهذه ظاهرة جديدة وجميلة، خصوصا وأن الجائزة الكبرى منحت لفيلم وثائقي وهذا خبر جميل. إضافة لهذا نلاحظ في هذه الدورة التقدم النسبي على مستوى الكتابة والكيف بالنسبة للفيلم الأمازيغي. ويمكن ملاحظة أن المهرجان أصبح أكثر فأكثر تنظيما، إضافة إلى أمر تمت الإشارة إليه من طرف السيد غزالي (رئيس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة). والذي أؤكد عليه هو أن جمهور المتفرجين بمدينة طنجة أصبح من أرقى الجماهير السينمائية، بمواظبته وصمته خلال عرض الأفلام وبأدبه، وهذا ليس جاريا به العمل حتى في الدول المتقدمة، وهذا تنويه كان من الضروري أن يقدم لهذا الجمهور الراقي والذي يمكن القول أنه جمهور من المستوى العالي في الوعي السينمائي. ونظرا لكل هذه المعطيات يبدو لي أن المهرجان الوطني للفيلم بطنجة محكوم عليه أن يتطور ويتقدم ويتحسن، وستكون مدينة طنجة قد ربحت مهرجانا مهما جدا، فيما سيكون المهرجان قد ربح صداقة وثيقة مع مدينة طنجة.