المخرج هشام العسري لـ» طنجة الأدبية: « - أن تحاول صدم المشاهد فقط بهدف صدمه ليس أمرا مهما - فيلمي مهم مقارنة بما يحدث الآن في تونس ومصر حاوره: عبد الكريم واكريم
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

ãáÝÇÊ
  المخرج هشام العسري    
المخرج هشام العسري لـ» طنجة الأدبية: «
- أن تحاول صدم المشاهد فقط بهدف صدمه ليس أمرا مهما
- فيلمي مهم مقارنة بما يحدث الآن في تونس ومصر

-هل كنت تتوقع الفوز بجائزة التحكيم الخاصة أم أنك فوجئت بذلك؟
- لا أدعي أنني كنت أنتظر جائزة ما، وبما أنني أعلم أن فيلمي ذو أسلوب راديكالي وأنه يقترح سينما مختلفة ربما كنت أنتظر أن يتم انتقادنا لهذا السبب ولأصالة فكرة الفيلم أيضا. ما كنت حقا لا أريده هو أن يتم تجاهلنا أنا وفريقي الفني والتقني، وهذا ليس بالنسبة لي فقط بل للآخرين أيضا أي الاعتراف بجهد وعمل تم القيام به. لا تهم الجائزة بقدرما يهم الاعتراف بقيمة العمل الذي بذله الممثلون والتقنيون والإنتاج، لكن هذا لا يعني أني لست سعيدا بهذه الجائزة التي ردت الاعتبار لفيلمي ولفريقي.. إنه فيلم اشتغلنا فيه لمدة أربع سنوات، بحيث كنا نكتب ونبحث كل يوم، حتى نصنع فيلما يتميز بالتناقض بين الواقعية التاريخية والشخصيات الخارجة عن المعتاد، وحاولت أيضا تقديم وجهة نظري الشخصية عن المغرب، والذي يرتبط في ذهني بطفولتي الشخصية..أنا أعلم أن هناك العديد من الناس لم يستطيعوا تقبل الفيلم لعدة أسباب من بينها أننا تطرقنا للسياسة بشكل مختلف عن المعتاد وأننا لم ندافع عن أي أحد كما أننا لم نكن ضد أي أحد.

- فيلمك يتميز بأسلوب مختلف وطليعي، وفي نفس الوقت يتناول طابوهات هي الجنس والسياسة والدين، فهل تعمدت أن تصدم المشاهد بهذه الجرأة الزائدة في نظر البعض؟

- أن تحاول صدم المشاهد فقط بهدف صدمه ليس أمرا مهما في حد ذاته، لكني لا أنفي أنني حاولت زعزعة المسلمات ومحاولة جعل المتفرج يشاهد فيلمي بشكل مختلف، لأنه كان من المهم بالنسبة لي أن أتحدث عن هذه الفترة التي توفي فيها الحسن الثاني، وحيث أن المغاربة حبسوا أنفاسهم وتساءلوا عن مابعد ذلك وما الذي سيصير. وهذا مهم مقارنة مع مايحدث الآن في تونس ومصر، إذ ربما يعيشون الآن بعضا مما عشناه نحن آنذاك. إنه ليس فيلما سياسيا بل فيلم عن أسطورة الحسن الثاني، فهو بالنسبة لي ليس شخصية تاريخية لأني لم أعش فترة السبعينيات بل نشأت في فترة التسعينيات التي تعتبر نهاية مرحلة. إذ أصبحت هناك مقاربات مختلفة وكانت سنوات الرصاص قد ولت وأضحت تاريخا وكان المغرب قد دخل في تحولات أخرى، حيث نوع من الديموقراطية وتقبل الآخر، وكانت بالفعل أشياء كثيرة قد تغيرت بعد أن جرت سيول كثيرة تحت جسر القناعات والبديهيات... ولم أكن في فيلمي مع أو ضد أي كان، إذ أنك لن تجد به شخصية شريرة على سبيل المثال، بل كل الشخصيات ضحايا مع فرق في المستويات (ضحايا السبعينيات، ضحايا الثمانينات والشرطي أيضا سيصبح ضحية بعد موت الحسن الثاني). كلهم فقدوا الأب، إما بالمعنى الحقيقي أو الروحي والرمزي. وقد حاولت رواية هذه القصة من خلال رؤية شخصية، فأنا لست مؤرخا ولا أبحث عن الحقيقة التاريخية، ولم أجهد نفسي كي أكون في سنة 1999 بل أردت فقط أن أكتب وأصور قصة تقنع من يشاهدها أنها تدور في هذه السنة، لأن كون أهمية ذلك بالنسبة لي تنبع من كوني عشت أواخر طفولتي خلال هذه الفترة، حيث كنا نلعب في الشارع لما أعلن عن خبر وفاة الحسن الثاني، وحيث أن الناس بمن فيهم من كانوا يحبونه أو الآخرين الذين كانوا ضد سياسته وصلوا إلى خلاصة وحدتهم وهي أنهم فقدوا شيئا كان يوحدهم. وكان لابد لي أن أحكي هذه الواقعة حتى أتمكن من حكاية قصص ووقائع أخرى موازية. لهذا لم يكن هدفي صدم المشاهدين بقدر ما كنت أريد دعوتهم لمشاركتي بحيث يصنعون فيلمهم الخاص بمشاهدتهم «النهاية».

- ماهي المرجعيات السينمائية الحاضرة في فيلمك «النهاية»؟

- لقد اشتغلت كثيرا على الأدب أو انطلاقا من مرجعيات أدبية، إذ أنني لا أحبذ كثيرا المرجعيات السينمائية، طبعا ليس فيما يتعلق باللغة السينمائية لكن في الأحاسيس. أردت أن أجعل المشاهدين يعيشون القلق الذي تعيشه الشخصيات وكأنها تعيش نهاية العالم، حيث تلتجأ الشخصيات الرئيسية إلى نفق ونحس معها وكأننا رجعنا إلى العصر الحجري، ونسمع صوت انفجارات في الخارج، أي كما تبتدأ القصة تنتهي لكن داخل إطار تاريخي.

- مثل ما نراه في «أوديسة الفضاء2001» لستانلي كوبريك؟

- عندما كنت أكتب لم أفكر في هذا، المهم بالنسبة لي كان هو أن أجد فكرة جيدة ويمكن لي من خلالها حكاية القصة التي أريدها. ليس مهما بالنسبة لي نقل أو توظف لقطة أو فكرة، لكن الذي يهمني أو يمكن أن أتأثر به هي الدقة في طريقة الاشتغال التي يتمتع بها بعض المخرجين  العالميين، وليس أفلامهم، وأنا أجد طريقة تفكير المخرج الفرنسي روبير بروسون مهمة، حيث نجد أنفسنا أمام شخص ليس همه إرضاء المشاهدين وحيث يجعلك إما أن تحب فيلمه أو تكرهه إذ لايمكنك تجاهله.

 
  حاوره: عبد الكريم واكريم (2011-03-21)
رجوع إلى الملف
   
   
مواضيع ذات صلة

-

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia