توقيع بنسمات الصيف..وترنيم أمواج الجديدة-خالد الخضري-الجديدة-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

توقيع بنسمات الصيف..وترنيم أمواج الجديدة

 من تنظيم جمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية التاشفيني وبشراكة مع صالون مازغان للثقافة و الفن، تم مساء يوم السبت 6 غشت 2016 المنصرم بالمكتبة الشاطئية بالجديدة، في الأمسية المخصصة للسينما والمسرح، توقيع إصدارين في الموضوع: (قصر البحر و صخور سوداء) للكاتب المسرحي محمد زيطان.. ثم  سيناريو (ولكم واسع النظر) لكاتب هذه السطور.. بتقديم من الأستاذ محمد الحولاني ومحمد مستقيم الذي تولى تقديم الكتاب المسرحي ومؤلفه.. في حين تولت القاصة والشاعرة والمترجمة الأستاذة حبيبة زوغي تقيم الكتاب السينمائي ومؤلفه.
بعد هذا التقديم فتح باب النقاش بين بعض أفراد الجمهور المتتبع، والكاتبين اللذين أجابا عن أسئلتهم واستفساراتهم بأريحية في جو حقا صيفي أنعشته نسمات البحر وأطربته ترانيم الموج.. والجميل أن عددا كبيرا من المصطافين الذين كانوا يهمون بمغادرة الشاطئ أو يتمشون على جنباته للترويح عن النفس من صهد يوم قائظ، هزّهم الفضول وهم يشاهدون تلك الجمهرة من النساء والرجال كما الأطفال مرتدين لكامل ملابسهم يناقشون شيئا ما عبر مكبرات الصوت..  هو فعلا مشهد لا يخلو من غرابة وطرافة في نفس الوقت.. "الثقافة والفكر في عز الصيف ووسط البحر"
    فما لبث أن انضم عدد لا بأس به من المصطافين لذلك المقهى الأدبي المفتوح، بل منهم من ساهم في النقاش معربا عن إعجابه بهذه اللّمة المهووسة بالقلم  والكتابة والفكر في هذا الفضاء المهووس بالجسد والماء والرمل.. وهكذا استمر النقاش والشمس تستعد إلى  الارتماء في مخدعها إلى أن اختفت تماما وشرع الظلام يزحف تدرجيا إلى أن أطبق كليا، دون أن نطبق نحن وضيوفنا أفواهنا عن الكلام المباح،  ولا البلدية سارعت - ولو من باب الاستثناء - إلى إنارة الشاطئ بمصابيحها الكهربائية الكشافة.. فهي لا تعترف بشيء اسمه "الثقافة" يمكن أن يونع حتى وسط فضاء سياحي وترفيهي جميل يسمى شاطئ البريجة؟
****************
في نهاية الحفل، وقبل المرور إلى توقيع الكتابين من طرف مؤلفيهما وأخذ صور تذكارية مع قرائهما، ألقى مسير الجلسة  الأستاذ عزيز الحولاني هذا السؤال على كل واحد منهما وهو:
" ما هي أو ماذا تعني الكتابة بالنسبة إليك؟ "
وبعد رد الزميل محمد زيطان جاء دوري لأجيب بما هو وارد في الورقة التالية:
       الكتابة بالنسبة لي: كالبحر بالنسبة للجديدة
 بقلم: نورس البريجة خالد الخضري
سئل كثير من الكتاب والأدباء بهذا السؤال:
 - لماذا تكتب؟
 فتنوعت الأجوبة لكنها كادت تتفق على معنى واحد ألا وهو: "الوجود" بالنسبة للكاتب كما بالنسبة للآخر والعالم الخارجي.. لكن الكتابة تبقى بالنسبة للأغلبية الساحقة من الكتاب هي إثبات الذات ونجاعتها في  الحياة.. وثمة كاتب قال ردا عن السؤال المذكور:
" أنا أكتب، إذن أنا موجود"
 في حين عبر الكاتب التشيكي، صاحب رواية (المسخ) الشهيرة، فرانز كافكا:
" سوف أكتب رغم كل شيء.. سوف أكتب على أية حال.. إنه كفاحي من أجل المحافظة على الذات" وبالتالي فالكتابة بالنسبة لي لا تشذ عن هذا السياق.. وقد بدأتها في سن مبكرة منذ مرحلة الطفولة في البيت كما في المدرسة، حيث كنت دائما متفوقا في مادة الإنشاء والتعبير اللغوي.. منذئذ، وبتشجيع من عدد من الأساتذة الذين تتلمذت على أياديهم، وأيضا من طرف والدي المرحوم العالم الأستاذ الهاشمي الخضري الذي هو معلمي وأستاذي القدوة في المدرسة كما في البيت والحياة بصفة عامة، انطلقت في البداية أكتب الخواطر ثم الشعر الحر وخصوصا المذكرات اليومية ولسنوات طوال خاصة في سبعينيات القرن الماضي.. ومن هذه المذكرات الحميمية والتعليق عليها – والتي لازلت حتى الآن أقرؤها بمتعة مسترجعا بها الأحداث وكأنني أشاهدها عبر شريط سينمائي – تعلمت التوثيق والإثبات.
 فمن صلب المذكرات أينع سيناريو فيلم (ولكم واسع النظر) الذي ما هو إلا سيرة ذاتية منبثقة من مذكراتي حين كنت أشتغل في سلك المحاماة.. ومن رحم التوثيق أيضا أينع كتاب: "الجديدة بين القلب والقلم" الذي ما هو إلا تجميع لمجمل المقالات الصحفية التي كتبت عن مسقط قلبي الجديدة خلال 30 سنة: من 1982 إلى 2012.
    بعد الخواطر والمذكرات، انطلقت إلى كتابة القصة القصيرة والشعر ثم النقد المسرحي فالسينمائي الذي انشغلت به واشتغلت عليه أطول مرحلة في حياتي – ما يقارب 40 سنة –  لأدعه جانبا في السنوات الخمس أو الست الأخيرة – دون التخلي عنه كليا – فأتجه نحو السيناريو الذي يكلف مجهودا خرافيا ومعاناة مريرة.. لكن في صلب هذه المعانة تكمن لذة النص ومتعة الكتابة.. ثم معنى الكتابة والتي تبقى بالنسبة إلي هي البحر الذي أتنفس عبيره وأستمد أكسجين الحياة منه يوميا.. فإذا تخيلتم يوما أن البريجة يمكن أن تعيش بدون بحر، حينئذ حقا لكم أن تقولوا:
-    يمكن أيضا لنورس البريجة أن يعيش بدون كتابة !!



 
  خالد الخضري-الجديدة-المغرب (2016-08-11)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

توقيع بنسمات الصيف..وترنيم أمواج الجديدة-خالد الخضري-الجديدة-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia