القمر الأسود-سيناريو: معاد محال-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
سينما

القمر الأسود

  معاد محال    

مشهد خارجي-أمام جدار مدرسة-نهار



  طفل صغير في الثامنة أو التاسعة من عمره يركض أمام جدار مدرسة..يقف في مكان حيث توجد بعض الثقوب على الجدار تمكن من تسلقه..يتسلقه إلى أن يستطيع رؤية ما خلف الجدار..
من وجهة الطفل
ساحة مدرسية بها الكثير من التلميذات (عمرهم يتراوح بين 8 و 13)..يرتدين زيا موحدا يلعبن ويمرحن...
يبدو مستمتعا وهو يراقبهن...
  فجأة تتغير ملامحه نحو الرعب.. يقوم بردة فعل كما لو أن أحد ضربه من الخلف..يلتفت وراءه فيجد مديرة المدرسة وهي تمسك في يدها عصا..وتشير إليه متوعدة...
المديرة:
(في غضب)
ياك آ ولد السوق لاخر ياك ..ماكاتحشمشي...
يقفز بسرعة من على الجدار..ويركض مبتعدا...
ص.فؤاد V.off :
ملي خرجت من المدرسة كنت باقي صغير...
وهذا هو النهار اللي باقي كيفكارني بيها..
مشهد خارجي-قرية سياحية شاطئية(ضواحي تطوان)-نهار
أمام القوارب يوجد فؤاد وسنه تقارب السادسة عشر، يقوم بتنظيف أحد القوارب...
 ص.فؤاد V.off
من ديك الساعة مشيت نفتش على شي خدمة.. ماخاليت فاين ما خدمت 
ولكن عمري ماكنت كانطول  فشي  وحدة .. مشيت  حتى  لمارينا
نخدم ..حيت  العايلات  اللي كايدوروا  تما غير التوتة نختاها
..أغلبية ديالوم كوار..قلت ما مانعراف يخدملي شي زهر ونتلاقا بشي
 كورية ..ونعجبا.. ولكن...
مشهد خارجي-القرية السياحية-نهار
  على سطح أحد القوارب المتوسطة الحجم يقف سائح في الأربعين أو الخمسين من عمره رفقة زوجته وابنهما(في العاشرة) ومعهم رجل يبدو-من خلال مظهره- مغربيا، يتحدث معهم بأسلوب الشرح(من خلال حركة يديه)...
 وعلى مسافة غير بعيدة منهم تقف فتاة أجنبية بدورها (في العشرين، رشيقة...) وترتدي فستانا صيفيا قصيرا...
 على جانب آخر يقف فؤاد رفقة رجلين..الأول حارس سيارات عُلقت على عنقه صفارة ويحمل
sécurité  عصا..والثاني رجل أمن بملابس
فؤاد يقترب رجل الأمن...
فؤاد
ديك العايلة هبلتني آ خاي..قولي..شني هي "ممكن نتعرفوا" بالسبنيولة؟
رجل الأمن
مشي قولا
Cuanto te doy y duermes conmigo ?
فؤاد
(ببطء)
Cuanto te doy y…
رجل الأمن
duermes
فؤاد
duermes
رجل الأمن
Conmigo
فؤاد
Conmigo
رجل الأمن
عاود قولا مجموعة
فؤاد
Cuanto te doy y duermes conmigo ?
رجل الأمن
هي هاديك..يالاه مشي..
يبدو فؤاد متحمسا وهو يسير مبتعدا عن الرجل في اتجاه الفتاة..
رجل الأمن يقترب من حارس السيارات..يهمس في أذنه.. يضحكان..ويقومان بمراقبة فؤاد...
يتقدم فؤاد من الفتاة...
فؤاد:
Cuanto te doy y duermes conmigo ?
الفتاة تصاب بدهشة كبيرة..
الفتاة:
qué ? verguenza !!!
تهوي بصفعه قوية على وجهه...
رجل الأمن وحارس السيارات ينفجران ضحكا...
نرى الرجل الذي كان رفقة السياح على القارب يقوم بدفع فؤاد من كتفه في غضب شديد..وهو يشير إليه بالمغادرة...
مشهد داخلي-منزل فؤاد/غرفة النوم-صباح
  نافذة تملأ كل الإطار الشبه المظلم..ثم تقوم يد برفع ستار النافذة فتصبح الغرفة أكثر إضاءة بفعل أشعة الشمس...
 حركة أفقية للكاميرا تستعرض أثاثا متواضعا..وبعض الصور المقصوصة من المجلات النسائية ألصقت على الحائط لحسناوات (ممثلات، مغنيات، عارضات أزياء...)، خلال ذلك نسمع صوت عايشة (أم فؤاد)..
ص. عايشة v.o
فؤاد..هادي الحداش و نص..يالاه إيوا نوض..
فؤاد لا يزال على السرير واضعا الغطاء على كل جسده..
تتقدم منه عايشة ( في الخمسين) وفي يدها ظرف أبيض..
عايشة:
هاك
يزيح هو الغطاء عن رأسه(يقارب الثلاثين من عمره،متوسط القامة، جسم نحيل...)..ينظر إليها..
فؤاد:
شنو هادا؟
عايشة:
هادي الدعوة د العرس د حميد صايفطالك مع خاه
الصغير وقالك مرحبا بيك فالفرح ديالو ليوما بالليل...
يخطف الظرف من يد أمه..يتفحصه(حينما يمسك الظرف نستطيع أن نرى بنصره الأيسر مضمدا) وهو يثني ركبتيه ويضم رجليه ويتخذ وضعية الجلوس على السرير تاركا المجال لأمه لتجلس أمامه...
فؤاد
(مستغربا)
حميد هذا ولد الحومة؟ لعجب...
عايشة:
لعجب د بصاح هو انتينا يا وليدي..30 سنة هانتا علاين
تلحقا..والخدمة اللي دخولتيلا ماكاتكملشي فيها..وقرانك
قدك وصغارين عليك كيبنيو راسم ويعملوا ديور ديالوم،
فوقاش حتى انتينا غاتخدم وتعمل دارك؟ ولا غاتبقا عاطيها
غير نالنعاس والدوران مورا البنات...
فؤاد
آ الوالدة عييت مانقولكم الخدمة مع بنادم ليوما مابقاتشي
كاتوكل الخبز..الواحد الا ماعملشي شي حاجة ديالو
مايجبار لا باش يبني ولا باش يفرش...
فؤاد
مشي هدارنا مع الوالد قولو يبيع ديك الأرض اللي فالبلاد نعملوا
بيها شي طاكسي نجيبوا بيه الصريف..ونعاونكوم بيه حتا نتوما..
عايشة
انت كادور دور أو كاترجع نالموضوع د الأرض..
إيوا سيدي سباقلك قولتيهالي وانا قولتالو وهو رفض..
والصراحة الباك معذور..كيفاش غايتيق فيك انتينا
اللي عمرك ما كان عندك لا الراس و لا النية فالخدمة؟
فؤاد
والله العظيم آ الوالدة إلا زدقت هادي مانحشمكوم
..عاود هدار معاه..
ينهي جملته و يطبع قبلة على رأسها...
عايشة
إيوا أنا ماعليا غير نهدار معاه..والأمر بيد الله
تنهض من على السرير مغادرة...

ص.عايشةv.o
 يا لاه نوض شوف ما تعمل أو شوف ما تلبس فالعشية..
نسمع صوت الباب يُقفل...
يمد رجليه على الفراش...ويعود إلى الاسترخاء..وجهه في اتجاه السقف...
يلتقط علبة سجائر الموجودة على سطح درج جانب السرير..يسحب سيجارة..يضعها في فمه..يشعل..ينفث الدخان في الهواء...
مشهد داخلي-قاعة أفراح-ليل
  داخل قاعة الأفراح نسمع صوت موسيقى لإحدى الأغاني التي تؤدى في الأعراس...
الأغنية تؤديها امرأة رفقة جوق...
 نرى عدة طاولات وكراسي حيث يجلس المدعوون...
 حميد(في منتصف الثلاثين، متوسط القامة، ممتلئ الجسم...) وعروسته سُمية (شابة في منتصف العشرينات، نحيلة وتتمتع بقدر كبير من الجمال)،  جالسين على الكرسيين المخصصين للعروسين، يتقدم منهما المدعوون الذين يدخلون القاعة ليباركا لهما...
 فؤاد وصديقه مصطفى (شاب يبدو أصغر قليلا أو بعمر فؤاد) يدخلان القاعة، يتقدمان من العروسان يلقيان عليهما التحية، يعانقان حميد عناقا حارا فيما يكتفيان بمصافحة سمية...
ثم يتجهان إلى إحدى الطاولات ويأخذان مقعدين لهما...
مصطفى
ماعندك ماتسال نخاك حميد عرف يختار..
الزين..القراية..ماعندي مانقول..
فؤاد
مادام جات على الطريق د يماه، غاتكون بحالا
بحال آخرين..مشعوطين غير على الدار والكوزينة..
والصداع وحريق الراس عندوم فالدم...
 مصطفى
إيوا شنو فيها إلا كانت مشعوطة على الدار والكوزينة؟
بالعكس هادي حاجة مزيانة...
فؤاد
أنا بعدا الا بقات على المرا كاتعرف غير التخمال والطياب ديك الشي أنا
كانعرف نعملوا..نبقا عايش بحدي ديك الساعة حسن..المرا خصا تكون
كاتعرف بزاف د الحاجات..بحال...
يحرك يديه محاولا إيجاد الكلمات المناسبة..
فؤاد
كيفاش غانشرحلك.. كيفاش؟ خلينا نتفرجوا خلينا...
ويدير رأسه اتجاه الجوق...
مصطفى يبتسم ابتسامة ساخرة وهو يحرك رأسه...ثم يدير رأسه اتجاه الجوق أيضا...
فاطمة (أم حميد) جالسة أمام صديقتها لطيفة...
لطيفة
ماعاندي مانسالك آ لا لة فاطمة.. دابا عاد   غاتخرج    العوينات
نشي بعضين،  سمعت باللي مرات ولدك سُمية قرات فالجامعة ياك؟
 فاطمة
 (تهز رأسها إيجابا)
ييه عندا ليسانس فالأدب الفرنسي وغاتكون أستاذة د الفرنسية إن شاء الله
لطيفة
تبااارك الله
مشهد داخلي-منزل فؤاد-ليل
في صالون المنزل نرى أثاثا متواضعا حيث يجلس والد فؤاد عبد القادر (في الستين من عمره أو أقل بقليل) وعايشة يتبادلان الحديث...
عبد القادر
واش عارفة شني طالبة مني ولا ماعارفاشي؟ نغامر بالملك الوحيد اللي
بقالي ونعطي فلوسو لواحد فاشل بحال هاداك ..اللي مابغا لا يقرا يشبار
 شي شهادة تنفعو ولا يتعلم شي صنعة اللي تسترو....
عايشة
عندك الحق آعبد القادر ولكن آش غانعملوا؟ نشوفوا الولد المستقبل ديالوا
كيضيع ونكلسوا كانتفرجوا..حنا نعملوا معاه جهدنا واللي قدرنا عليه
الله..ونسلموا أمرنا لله..هاد الشي اللي كاين
عبد القادر
 (يهز رأسه)
ونعم بالله..
عبد القادر
إيوا أنا غانعمل جُهدي..وخا الصراحة
ماااشي مطمأن نهاد الولد..
مشهد خارجي-شارع-صباح
  فؤاد أمام سيارة أجرة خضراء اللون، يقوم بخطوات بطيئة وهو يتطلع إلى السيارة فاحصا إياها ببصره من جميع الجوانب..يفتح الباب..يصعد السيارة...
الكاميرا أمام الزجاج الأمامي للسيارة (نرى فؤاد خلف الزجاج الأمامي ) يبدو سعيدا ومبتهجا..يده تتحرك تدير المفاتيح..فتتحرك السيارة... 
مشهد خارجي-شارع/داخل سيارة الأجرة-نهار
 فؤاد يقود سيارته في شارع مليء بالسيارات والمارة...
 على الرصيف فتاة جميلة في العشرينات مرتدية ثيابا ضيقة تلوح له بيده اليمنى فيما يدها الأيسر تمسك الهاتف الذي تتكلم من خلاله...
فؤاد
(مخاطبا نفسه)
آبا على طريف كيشيار...
تتقدم الفتاة نحو السيارة وهي لا تزال تتحدث عبر الهاتف، حينما ينفتح الباب الخلفي نستطيع سماعها...
الفتاة
بزااف عليك آ الحمار..شفتي أنا بزاف عليك..
تجلس وتغلق الباب.. تتحرك السيارة..وحديثها عبر الهاتف المحمول متواصل...
الفتاة
انت باينة فيك باقي ماشفتي راسك فالمرايا باش 
ماجي تهدر معايا..يالا مشي مشي..تفو على جنس
تغلق الخط وتدخل الهاتف في حقيبتها اليدوية...
الفتاة
 (مخاطبة نفسها)
بنادم عامل فحال الخرا..
فؤاد
والله العظيم عندك الحق..كاين شي نماذج
غير الله يهديهم وصافي عمرم ما يخليو
شي بنت فخاطرة..الصبار وصافي..
الفتاة لا ترد عليه...
 يظل صامتا لخمس ثوان...
فؤاد
الأخت شحال فعمرا؟
الفتاة
( بلهجة حادة)
وانت سوقك؟
تبدو على ملامحه الدهشة والانزعاج...
الفتاة
شحال رجعت فيكم د الهادرة..السخط يا لطيف..
يواصل طريقه دون التفوه بكلمة ودون أن يدير رأسه اتجاهها...
مشهد خارجي-رصيف مقهى-نهار
على إحدى الطاولات يجلس السي احمد (في منتصف الثلاثينات، ممتلئ الجسم) واضعا رجلا فوق رجل، يمر نادل شاب أمامه ببطء وهو يلتفت وراءه...
السي احمد
يالاه طلق راسك آ صاحبي مالك كات...
لهجته طنجاوية، وصوته جهوري...
ثم يشير برأسه إلى مكان ما...
السي احمد
 ديك السيد راهو اللي جالس من الصباح
شفتيه شني خصو؟
الشاب يلتفت إلى نفس المكان الذي أشار له السي احمد...
السي احمد
أوووووه على طرنون هذاااااااااا
ينصرف الشاب في الوقت الذي يصل فيه فؤاد...
يلمحه السي احمد فتبدو عليه البهجة والسرور وهو يقف..يصل فؤاد..يتصافحان بالوجه...
السي احمد
أهلا بتاكسيستا ديالنا...
يجلسان..
السي احمد
إيوا كيف ماشا الحركة؟ كاين شي رواج؟
فؤاد
الحمد لله ساعة هايدا ساعة هايدا..المهم
كانقضيو حاجة..
السي احمد
المهم أنا عيطلك حيت عندي فيك الغرض، طبرتلك
على واحد الشغل إلا عجبك..
فؤاد
ييه علاش لا
السي احمد
واحد بنت خالتي..الجارة ديالنا هنايا..كاتخدم ممرضة
ودايما عندا مشكل مع الطرونسبور..مع هاد الزحام
اللي وقع فطنجة انت عارف، بعض مرات ماكاتجبارشي الطاكسي
وكاتعطل على الخدمة ديالا..قلنا دابا انت ديالنا..نتفاهموا
معاك تبقا تجي توصلا وتجيبا يوميا مالخدمة..شني قلتي؟
فؤاد
الله يا ودي..بكل فرح..
السي احمد
والثمن؟
فؤاد
حشومة آ صاحبي، ما بيناتناشي..اللي عطا الله
آجي نساقسيك؟
السي احمد
شنو؟
فؤاد
والو والو..
السي احمد
 (مناديا على النادل)
آجي العايل هنايا..شوف الراجل شني يشرب...
مشهد داخلي-منزل حميد-ليل
حميد يبدو متوترا وهو يروح ويجيء في صالون المنزل..
يمسك الهاتف المحمول..يضغط على زر يضعه في أذنه..بعدها يرميه على الأريكة في غضب...
يستمر في المشي وسط صالون المنزل ذهابا وإيابا وهو ينظر إلى ساعته...
نسمع صوت الباب ينفتح..تدخل سمية...
حميد
سمية..فين بقيتي حتى نهاد الساعة؟
ومالك طافية التليفون؟ تخلعت عليك..
سمية تضع يدها في رأسها كمن تذكرت شيئا...
سمية
آآه التليفون..طفيتو ملي كنت داخلة نالتدريب
   Désolé ونسيت ما شعلتو 
يصاب حميد بالاندهاش...
حميد
مشيتي نالنادي دالمسرح؟
سمية
 (في هدوء)
et pourquoi tu stupéfait comme ça ?
tu sais bien que je pratique le théâtre
حميد
قبل ما نتجوجو ما شي دابا..دابا انتي مرا..عندك دار
ومسؤولية ..صافي حاول تنسا ديك التبرهيج..
سمية
(مستغربة)
تبرهيج ؟؟؟
ثم تبدو أكثر جدية
سمية
je ne vous permet pas de se moquer de mon art
حميد
واخا لا لا إيوا ودوك المواعن فالكزينة كلشي مسخ..
وأنا.. راجلك ملي جيت مالخدمة مالقيت تا ما ناكل
يظهر القلق والغضب على ملامح سمية...
سمية
chercher de servante alors..mais moi je suis une
femme libre j’ai ma vie et le théâtre fait partie de
ma vie..et toi il faut comprendre ça bien…
تنهي جملتها وتنصرف..
يظل يحدق فيها..يطلق تنهيدة طويلة وهو يحرك رأسه...
مشهد خارجي-أمام منزل الزهرة-صباح
سيارة فؤاد واقفة أمام منزل الزهرة... هو داخل السيارة جالس أمام المقود...
يرى السي احمد رفقة الزهرة(شابة في منتصف العشرينات أو أقل، عينان سوداوان، بشرة بيضاء، تتمتع بقدر من الجمال، متحجبة...) وهما يخرجان من باب المنزل...
فؤاد
(مخاطبا نفسه)
غزالة تبارك الله...
يفتح لها السي احمد الباب الخلفي تدخل..يغلقه وراءها...ثم يدير رأسه ناحية الباب الأمامي ليخاطب فؤاد من خلف النافذة ...
السي احمد
هادي هي الزهرة اللي قتلك.. إيوا بلا منوصيك..
فؤاد
كون هاني آ خاي احمد..غانعملا فعيني..
السي احمد
كيفاش؟
فؤاد يرتبك...
فؤاد
لا والو والو..
السي احمد
يالاه الله يعاون..
تنطلق السيارة...
مشهد داخلي-منزل فؤاد-نهار
 عايشة جالسة في صالون المنزل مع قريبة لها تقارب سنها..ونرى شابة سمراء البشرة تقارب العشرين من عمرها تقوم بحمل صينية بها إبريق شاي وبعض الكؤوس وتقوم بمسح الطاولة بمنديل، وتنصرف..
عايشة
(مستدركة الفتاة)
آ وفاء آ بنتي غير ديهم نالكوزينة ورجع بحالك
بلا ماتخسلوم من بعد ونوض أنا نكوز عليهم..
قريبتها
إييه يا ودي..وهي يهانيها خاطرا تشوف شي حاجة
مسخا وتخاليها؟ حتا أنا كانبقا مستعجبا فيها، البنت
 عندي منقومة على الشغول د الدار. .وحرام
والا تخاليني نعمل شي حاجة..
عايشة
إيوا آ لا لة سعداتك بيها..والله يجيبلا شي ولد الناس
اللي يستهلا..حتا أنا ملي الصحة كاتبدا تعملا فالواحد
كانقول مصاب وكانت حتا أنا عندي شي بنت اللي
ترفد عليا شوية د تمارة..
قريبتها
ماتقولشي هايداك..هانتينا عندك فؤاد..وها هو راجل
تبارك الله..إيوا فوقاش عول يجمع راسو؟
يقاطع حديثهما صوت الباب ينفتح..يدخل فؤاد...
قريبة عايشة
عمرك طوييل..دابا عاد كنا كانهدرو عليك...
فؤاد
سمح لي نسيت شي سخيرة فالطاكسي..غانمشي
نجيبا ونجي..
يعود أدراجه وهو يغلق الباب وراءه...
مشهد خارجي-شارع/داخل سيارة الأجرة-نهار
 السيارة واقفة أمام مستشفى وهو جالس أمام المقود يدخن سيجارة..فيما أنامل كفه الأيسر تعبث على المقود نرى البنصر الأيسر لا يزال مضمدا..نسمع أغنية "نسيني الدنيا" لراغب علامة تنبعث من مذياع السيارة وهو يحاول ترديد الكلمات...
فؤاد
(في نغم)
تعال نعيش أجمل أيام...
يرى الزهرة تخرج من باب المستشفى متوجهة إليه..يطفئ السيجارة...يخرج مسرعا يفتح لها الباب الخلفي في احترام...
تدخل..يغلق الباب..ثم يعود إلى مكانه..تتحرك السيارة...
نبدأ بسماع أغنية "الحب الكبير" لنفس المغني..يقوم هو بالتحديق نحو مرآة السيارة..
المرآة تعكس وجه الزهرة..تراه ينظر إليها..تبتسم في خجل ثم تحني رأسها...
يسحب مشطا ثم يشرع في مشط شعره وهو ينظر إلى المرآة ويبتسم مغازلا...
الزهرة يغلب عليها الضحك..تحاول ضبط نفسها وهي تدير رأسها نحو النافذة...
مشهد داخلي-منزل فؤاد/غرفة نومه-ليل
فؤاد في غرفة نومه مع أمه يتبادلان الحديث...
هو متكأ على وسادة السرير في وضعية الجلوس وهي جالسة على حافة السرير...
عايشة
ومالا وفاء مالا..شمن عيب فيها؟ بنت الدار وحشومية ؟وزيد
عليها مالعائلة، والناس ديالا حتى هوما غير دراوش بحالنا..
فؤاد
آ الوالدة ما قولنا والو..ولكن داك النوع د البنات أنا مايجيشي
معايا هاد الشي اللي كاين..
الأم تهز رأسها في يأس...
عايشة
هاد الشي اللي باقي خصك يا وليدي غير تخير، باينا هادي
شي وحدة لاعبالك فراسك وقالبا النوامر د مخك...
فؤاد
(متمتما)
لا الوالدة الله يهديك...
مشهد خارجي-رصيف مقهى-ليل
فؤاد ومصطفى جالسين حول طاولة عليها كأسا شاي بالنعناع..يلعبان"الضامة" ...
فؤاد
وعلى عوينات عندا يا خاي..شوفة واحدة تخليك دووووب..
مصطفى
شكون وفاء؟
فؤاد
لااا صاحبي شمن وفاء..الممرضة..
مصطفى
نعال الشيطان آ صاحبي..واش بغيتي السي احمد
يصيفطك نالسبيطار فين خدامة
حميد
علاش مالي غانتصاحبلو معاها ولا..غانطلب يدا للزواج..
مصطفى
هدرتي معاها؟
فؤاد
غير صبر..حيت ديك النوع فحال هاداك..كي طيب على عافية مهيلة..
مصطفى يطلق ضحكة خفيفة وهما يواصلان اللعب...
مشهد خارجي-شارع/داخل سيارة الأجرة-نهار
فؤاد يقود سيارته وفي المقعد الخلفي تجلس الزهرة..
يقوم بالضغط على زر مذياع السيارة فنسمع أغنية "كولولها الممرضة"..
هو ينظر إلى المرآة الأمامية ثم يشرد ببصره بعيدا...
يتخيل نفسه ببذلة العريس جالس بجانبها وهي ببذلة العروس فيما يصدر صوت الزغاريد حولهما...
يضل يحدق فيها عبر المرآة وهي تبتسم ابتسامة خجولة...
تتوقف السيارة أمام منزلها، تفتح هي الباب وتنزل..
الزهرة
بسلامة فؤاد...
تذهب فيما يضل هو يراقبها حتى تدخل المنزل...
مشهد داخلي-منزل فؤاد/المطبخ-ليل
عايشة واقفة في المطبخ تقوم بتقشير بعض الخضار..   
يدخل أحمد وبيده بعض الأكياس يضعها فوق الطاولة..
عايشة
الله يرضى على ولدي..
فؤاد يقبل رأس أمه ثم يدس في كفها بعض المال..تنظر إلى المبلغ تصاب بالاندهاش..
عايشة
وعلاش؟ بزاف هاد الشي...
فؤاد
هاد البركة مشي شري بيها شي جلابة جديدة
وشي صباط جديد..حيت هاد السيمانا إن
شاء الله غادي تمشي تخطبلي..
يبدو السرور والفرح على وجه عايشة...
عايشة
بصاح وشكون هادي؟
فؤاد
واحدة ماكاتعرفاشي
عايشة
ياك بنت الناس بعدا؟
فؤاد
بنت الناس والأخلاق والأدب وكلشي
 مجموع فيها..ولد خالتا صاحبي...
فؤاد
يالاه هانا مشيت
ينصرف فؤاد...
عايشة
(ترفع رأسها إلى السماء)
الله يجيبلك التيسير آ وليدي..
الله ينورلك طريقك..
مشهد داخلي-منزل حميد/غرفة النوم-ليل
حميد وسمية على السرير..إضاءة خافتة..فجأة تنهض سمية بسرعة.. تتجه نحو أريكة توجد قرب السرير..تبدو متوترة..
 حميد ينهض بدوره ويتبعها...يجلس جانبها يضع يدها فوق ذراعها..
حميد
مالك..عندك شي مشكل؟
تزيل يده من ذراعها..
سمية
(تهز رأسها نفيا)
ماشي مستعدة نالحمل
Pour le moment c’est tout
حميد
ممكن نعرف السبب؟
سمية
ماغاديش تفهم
حميد
(في انزعاج)
ولكن أنا خسني لولاد..وبالزربة كاع
سمية
Je ne suis pas un pot que tu peux l’utiliser pour
produire les enfants..La procréation est une question
qui intéresse à nous..les deux..quand je serai prêt
je vais te dire..ooof
تعود إلى السرير..تدير له ظهرها وتطفئ المصباح...
مشهد داخلي-منزل فؤاد-صباح
فؤاد واقف أمام المرآة يضع مرهم الشعر..يبدو متأنقا..
فؤاد
(مخاطبا نفسه)
اليوما غانفركع الرمانة مع الممرضة
مشهد خارجي-شارع/داخل سيارة الأجرة-صباح
فؤاد يقود السيارة ويردد أغنية "كولولها الممرضة" بنغم..فجأة يرن هاتفه المحمول..
فؤاد
آلو
ص. السي احمدv.o
فؤاد..وصلتي نالدار د الزهرة
فؤاد
هانا علاين نجي..عشرة دقا...
ص. السي احمدv.o
 (مقاطعا)
بلا متجي..بلا ماتعدب راسك..نسيت ماقلتالك
البارح..هاد السيمانا الزهرة عندا كونجي..
تتغير ملامح فؤاد نحو الإحباط...
فؤاد
آه واخا..
ص. السي احمدv.o
يالاه بسلامة
فؤاد
بسلامة
يغلق الهاتف..يضرب مقود السيارة بقبضة يده في غضب...يستمر في القيادة...
فؤاد  v.off
كونجي؟ ياك ما مريضة؟ ياك ما غاتسافر؟...ضروري نعرف
مشهد داخلي-مستشفى-نهار
يدخل فؤاد باب المستشفى، يتقدم داخل الممر، يستوقف إحدى الممرضات...
فؤاد
سماحلي آختي نساقسيك على واحد الممرضة
خدامة هنايا إسما الزهرة..
الممرضة
آآآه الزهرة..دابا ماكايناشي..عندا كونجي حيت غاتجوج..
تستمر في طريقها...
يصاب بصدمة شديدة يتسمر في مكانه والحزن باد على ملامحه...
مشهد خارجي-شارع/داخل سيارة الأجرة-نهار
يبدو فؤاد غاضبا جدا وهو يوجه إصبعي كفيه الوسطين نحو وجهه..
فؤاد
(متمتما)
هاك فيك آ الحمار..هاه
مشهد داخلي-منزل فؤاد/غرفة نومه-ليل
 فؤاد مستلق على السرير يضع سماعة القلب الطبية في أذنه يتحسس بها قلبه بيده الأيمن، فيما يده الأيسر يدخن بها سيجارة..عيناه ثابتان وكأنه فاقد الوعي..
 نسمع صوت طرقات على الباب...
 خارج الغرفة توجد عائشة أمام الباب المغلق  تطرقه...
عائشة
آ ولدي آجي كول غير شي..انت من
الصباح ما كليتي..مافيكشي الجوع؟
فؤاد لا يرد...
عائشة
فؤاد..فؤاد...
الأم تنصرف...
فؤاد لا يزال على نفس الحال، خلال ذلك نسمع صوت الأم والأب ينبعث من خارج الغرفة..
 عائشةv.o
مسكين..ماعندو زهر..
ص.عبد القادرv.o
هذا كيتعلق فين يتفلق..قالا ما عندو زهر..
مشهد داخلي-منزل حميد-ليل
 حميد جالس في صالون المنزل يشاهد التلفاز..تمر من أمامه سمية متأنقة وبيدها حقيبة متجهة نحو الباب..
حميد ينهض مسرعا يعترض طريقها..
حميد
فين غاديا؟
سمية تحاول اجتيازه...
سمية
خليني..معطلة..
حميد يمنعها من اجتيازه..
حميد
ماعندك فين تمشي فهاد الساعة..كلسي فدارك..
سمية
laisse moi j’ai dit
حميد
وانا قلت لك ماخارجاش..
سمية
Il n’existe aucune loi qui vous donne le droit de m’empêcher de sortir
حميد
أنا هو الراجل..
سمية
(مستغربة)
Quoi ? ana howa rajel ?
سمية ترفع إصبعها في وجهه في تحدي وهي تخاطبه...
سمية
Ecoute bien..L’autorité de ana howa rajel que tu as exercé
Avec tes sœurs ou avec ta mère ne fonctionne pas avec
Moi.. laisse moi maintenant si non tu va regretter…
حميد
كيفاش؟
سمية
كيف كاتسمع
تدفعه بيدها في غضب وتتجه نحو الباب..تفتحه وتخرج...
مشهد خارجي-شارع-ليل
أمام إحدى البنايات يقف عدد من الأشخاص (من 6 إلى 10) شباب وشابات ورجال، يتبادلون الحديث والمزاح في جو يسوده الفرح والسرور، سيارة أجرة تقف أمامهم تنزل منها سمية، تتجه إليهم تصافحهم جميعا بالوجه ثم يدخلون باب البناية...
 حميد يوجد داخل سيارة بعيدة عنهم وهو يراقبهم في حزن شديد...
مشهد خارجي-حديقة عمومية-صباح
 فؤاد جالس في حديقة عمومية في حالة سيئة للغاية، ملابس غير لائقة وشعر غير مرتب، شعر وجهه (اللحية) بدأ ينمو...يدخن سيجارة...
مصطفى جالس بجانبه...
مصطفى
والله العظيم الا حرام عليك..كاضيع راسك على والو..
فؤاد
آ ش جا مانساني فيها؟ آ شجا مانساني؟
مصطفى
وا حتا نتا آ صاحبي دغيا بديتي تحلم البنت غير ضحكتلك واحد النهار سحابلك
صافي عجبتيها..سماحلي...المهم رجع غير نالخدمة ديالك وخلي الزمان يداوي...
فؤاد
رجع الخدمة؟ باش شي نهار نجبرا طالعا فالطاكسي هي والراجل ديالا..
مصطفى
إيوا بدل السيكتور..طنجة كبيرة..عطا الله فاين الدور.. بقا تمشي
نالمطار وصل الناس من تما..تما كيدور غير البراني...
فؤاد يشرد بذهنه بعيدا...
مشهد خارجي-شارع/أمام بوابة مطار ابن بطوطة(طنجة)-ليل
فؤاد داخل سيارة الأجرة مسندا ظهره على الكرسي..يحاول طرد النعاس من حين لآخر..خلال ذلك نسمع صوت هدير طائرة..وصوتا ينبعث من الراديو..
ص.مذيع الراديو: V.O
Medi 1 الساعة تشير إلى الواحدة صباحا في محطة
وإليكم موجزا لأهم الأنباء...
شيء ما يلفت انتباهه، يعتدل في جلسته فجأة ويضيء النور الداخلي للسيارة..يحك عينيه بسرعة..وهو ينظر باهتمام عبر الزجاج الأمامي خارج السيارة...
يرى كريستين (في منتصف العشرينات، رشيقة القامة) قادمة من باب المطار متجهة نحوه بخطوات سريعة..تحمل حقيبة صغيرة على ظهرها..حينما تقترب يخرج هو من السيارة..
 تقوم بفتح الباب الخلفي للسيارة...
كريستين
(بعصبية)
Fait vite, s’il te plait
فؤاد
Mais où ?
كريستين
N’importe ou..ce qui importe est de demeurer loin d’ici
فؤاد
Tu es chanceux..parce que tu as trouvé un taxi à ce moment
كريستين
(بنفس العصبية)
Bien..Peux-tu fermer ta bouche et démarrer le taxi ?
ينتاب فؤاد شعورا غير مريح..يقوم بالالتفات يمينا ويسارا فاحصا المنطقة ببصرة..ثم يدخل إلى السيارة..ويشغل المحرك...
مشهد داخلي-بناية سكنية/السلالم-ليل
فؤاد يصعد السلالم تتبعه كريستين بخطوات حذرة..
كريستين
T’habite ici ?
فؤاد يضع أصبع على أنفه مشيرا إليها بالصمت...
فؤاد
ششششش...
يصلان إلى إحدى الأبواب..يقفان..يقوم فؤاد بالطرق..لا يفتح..يعاود الطرق..نسمع صوت مصطفى..
ص.مصطفىv.o
شكون؟
فؤاد
(هامسا)
أنا.. فؤاد..فتاح...
ينفتح الباب..يظهر مصطفى..يتفاجأ ...
مشهد داخلي-شقة مصطفى-ليل
فؤاد يدخل بسرعة وكريستين معه..الشقة أثاثها جد متواضع وغير مرتب، نرى بعض قوارير المشروبات الغازية مبعثرة على طاولة صغير وكدا علب سجائر..كريستين تدخل..مصطفى يسحب فؤاد..
مصطفى
(بصوت هامس وبعصبية)
شكون هادي؟
فؤاد
تلاقيت بيها فالمطار...
مصطفى
واش حماقتي ولا مالك..فين ماجي بيها؟
فؤاد
مالك آ صاحبي ماجبارت لاين نديها وقلت آرا نجيبا عندك..
هميزة جابا الله آ صاحبي مالك..
فؤاد
المهم آجي نخليوها تنعاس دابا..حتا نالصباح ويحين الله..
مصطفى يهز رأسه ويطلق تنهيدة في عدم ارتياح...
مشهد داخلي-منزل فاطمة-صباح
 حميد على مائدة الفطور يتناول فطوره..الأم تتقدم وفي يدها صحن به بعض الحلويات..تجلس على المائدة...
الأم
ماماشيشي تشوف دارك أو مراتك؟
حميد يتابع تناول فطوره في صمت ولا يرد..وكأنه لم يسمعها...
الأم تظل تراقبه لبعض الوقت..تطلق تنهيدة طويلة وتشرع في تناول فطورها...
مشهد داخلي-أمام باب شقة-صباح
امرأة واقفة أمام باب شقة وفي يدها شيئا ملفوفا بمنديل..ينفتح الباب فتظهر لطيفة (التي كانت رفقة فاطمة في حفل زفاف حميد)..
المرأة
(تناول الشيء الملفوف)
هاك آ ختي لطيفة شكرا..وسماحلي بزااف..
لطيفة
(تتناول منها الشيء الملفوف)
حشومة ماتقولشي هايداك فوقاش ماحتجتي شي حاجة مرحبا بيك..
المرأة
آجي نساقسيك شوفت حميد العايل د فاطمة موودة هادي وهوهنايا..
ماكيمشيشي نالدار ديالو ولا؟ ياك ماناضلوم شي صداع؟...
لطيفة
آ ويلي..مافخباركشي..الراجل دابز مع مراتو وغضب عليها وجا عند يماه...
المرأة
(تهز رأسها دائريا)
رجال آخر الزمان..اللي رجعوا هوما اللي كيغضبو ويهربوا
عند ماماهم..عش نهار تسمع خبار...
مشهد داخلي-شقة مصطفى-صباح
فؤاد جالس على أريكة يدخن سيجارة، ويبدو متوترا..
يقف يتجه إلى باب غرفة النوم حيث توجد كريستين نائمة على السرير..يظل يحدق فيها للحظات ثم يعود إلى الجلوس ثانية...
يسحب من السيجارة للمرة الأخيرة ثم يطفئها بعدها نسمع صوت تثاؤب ينبعث من الغرفة..ثم صوت خطوات...
تظهر كريستين بسروال بني اللون فضفاض، وقميص صيفي أبيض، تبتسم...
كريستين
Bonjour...
فؤاد
Bonjour…
يقف فؤاد..
فؤاد
Voulez-vous le petit déjeuner
كريستين
Un café noire sans sucre s’il vous plait..
مشهد داخلي-منزل فؤاد/غرفة نوم الوالدين-صباح
عبد القادر لا يزال نائما على السرير، تدخل عايشة والقلق والتوتر باديان عليها...تقترب منه...
عايشة
عبد القادر..آ عبد القادر...
يستدير الأب، وهو منزعج...
عبد القادر
آش كاين صباح لله..
عايشة
فؤاد ما بايتشي فالدار..
عبد القادر
(منزعجا)
إيوا شنو فيها..زعما باقي صغير..
عايشة
ولكن ماشي مولف كيبات على برا...
عبد القادر
تجبرو عمل شي مصيبة بديك الطاكسي وماجبارشي الكمارة اللي يوريها
عايشة تصاب بالرعب والهلع..
عايشة
آ ويلي عندو يكون عمل شي كصيدة
ثم تدفع الوالد من ذراعه وهي مرتعبة...
عايشة
نوض آ عبد القادر  شوف نمن تساقسي..ولا شوف ماتعمل...وابازلك
انتينا اللي مهنيك خاطرك وخصك تنعاس...
الوالد ينهض من السرير وهو منزعج وغاضب...
عبد القادر
أوووف إيوا ها أنا نايض..ساعة نشوفوا هاد البهلول ديالك شمن مزية عامل...
مشهد داخلي-شقة مصطفى-صباح
فؤاد جالس على أريكة، قبالته تجلس كريستين على كرسي..تأخذ رشفة من فنجان القهوة..ثم تقف متجهة نحو النافذة وهي تعبث بشعرها..تشعل سيجارة..تنظر عبر النافذة إلى الشارع..
من وجهة نظر كريستين
حي شعبي مليء بمحلات الخضر والسمك والتغذية والناس الذين يحدثون بعض الضجيج...
تبدو مستمتعة وهي تراقبهم..
فؤاد يراقبها في فضول...
كريستين
(دون أن تلتفت إلى فؤاد)
C’est  magnifique
 فؤاد يلتفت حوله كأنه يبحث عن شيء ما..ثم يذهب إلى خزانة صغير..يلتقط منها قاموسا (عربي-فرنسي)..ثم يعود إلى مكانه..يشرع في تقليب أوراقه..
 Nom تلتفت إليه كرستين..وتتجه نحوه وهو يطلع على القاموس.. تضع إصبعها على كلمة
كريستين
Christine..je m’appelle christine..
ثم تعود لتجلس فوق الكرسي...
كريستين
Je m’excuse par ce que j’étais déballée hier..par ce que
Le sac qui contenait des références plus important pour
Mon projet que je suis venu ici pour cela est perdu..
فؤاد يهز رأسه مبتسما وخجولا...
كريستين
(تلتفت حولها)
En réalité..je trouve ce lieu est un vraiment parfait..
Est-ce que c’est ta maison ?

فؤاد
(يهز رأسه إيجابا)
Oui..c’est ma maison..
كريستين
Est-ce que je peux rester ici quelques jours.. ?
S’il est possible bien sur
فؤاد
Oui bien sur..bien venez..
  ثم يسحب سيجارة ويشعلها..حين يضع كفه الأيسر حول القداحة من أجل إشعال السيجارة تلاحظ هي بنصره المضمد...
كرسيتين
Qu’est ce qu’il arrive à votre doigt ?
ينظر فؤاد إلى إصبعه ثم إليها..
فؤاد
(كلمات متقطعة)
Quand j’était un enfant ,lorsque j’étais entrain de travailler
Un atelier de menuiserie..il été amputé..
كريستين تضحك
كريستين
Mais ce doigt est très spécial.. C’est un lieu d’alliance..
Tu ne mariera pas
تشرع في الضحك بصوت عال..ثم يتبعها فؤاد بالضحك أيضا بشكل خجول..يشرعان كليهما في الضحك
مشهد داخلي-سوق ممتاز-نهار
فؤاد يحمل عربة التسوق داخل سوق ممتاز يقوم بالتسوق...
في جهة الخضار..يزن بعض الخضار..
في جهة المشروبات..يضع في عربته بعض قنينات المياه المعدنية...
مشهد خارجي-شارع/داخل سيارة الأجرة-نهار
فؤاد جالس داخل السيارة وفي يده معجم (عربي-فرنسي) يقوم بقراءته..ثم يرفع رأسه إلى الأعلى وهو يحاول ترديد بعض الجمل ...
مشهد داخلي-شقة مصطفى-نهار
أمام النافذة نرى فؤاد يصعد فوق كرسي ليغير الستارة...
ثم نراه يدفع الأريكة قليلا..ثم يأتي بأخرى يضعها أمامهما في شكل مرتب...
مشهد داخلي-مكتبة-نهار
كريستين تتجول بين رفوف مكتبة..تقف..تمسك كتابا..تشرع في تقليب أوراقه...
مشهد داخلي-مقهى-نهار
كريستين جالسة في مقهى..ترتشف من فنجان قهوة وتدخن سيجارة وتطالع كتابا..و نرى على طاولتها كتبا أخرى...
مشهد خارجي-شارع/داخل سيارة الأجرة-نهار
سيارة الأجرة واقفة في شارع، داخلها يجلس فؤاد أمام المقود ومصطفى جانبه...مصطفى يبدو غاضبا..
مصطفى
شنو؟..عشر ايام؟ دابا انت غاتبقا مستعمر لي الدار عشر يام؟
فؤاد
مالك آ صاحبي؟ صبر معانا شي حاجة..هاد الفرصة ماخصاشي ضيع من
يدي..السيدة البارح غير فاقت من النعاس بدات كاتهدر لي على الزواج...
 مصطفى
وا فهمتي شني غاتعمل..مشي  كريلك شي دار وخويلي أنا الدار ديالي..
فؤاد
مانقدارشي آ خاي مصطفى..دابا أنا قوتلا هاديك الدار ديالي..
ترتسم على ملامح مصطفى الدهشة والغضب..وهو يحدق في وجه فؤاد وينفخ في غيض..
مشهد خارجي-شارع/داخل سيارة الأجرة-غروب
سيارة الأجرة واقفة..فؤاد جالس أمام المقود..المعجم موجود أمام الزجاج..يتفحصه من حين لآخر وهو يدون شيئا في مفكرة صغيرة...
ثم يغمض عينيه وهو يحاول أن ترديد ما هو مكتوب...
مشهد داخلي-شقة مصطفى-ليل
 كريستين مستلقية على الأريكة في وضعية الجلوس تعمل على الحاسوب المحمول الموجود فوق فخذيها..
فؤاد جالس قبالتها ينظر إليها نظرات إعجاب...
كريستين
Dit moi..parmi les personnes que vous connaissez..
Qui a le plus grand nombres des enfants
فؤاد
Notre voisin à l’étage dessus a dix
كريستين
(في اندهاش)
Dans un appartement de cette superficie..Déraisonnable !!
فؤاد يبدو مترددا...
فؤاد
Mademoiselle Christine je voudrais dire une chose importante
Et j’espère que tu comprends
كريستين
ouiii..dite ce que vous voulez
فؤاد
(متوترا)
Comme vous le savez..vous êtes maintenant dans une société
Qui est difficile de savoir ce qui ce passe..une société qui a
Ses traditions et ses valeurs..et les gens ici sont très attachés
A leurs valeurs
يسحب المفكرة الصغيرة من جيب قميصه.. ينظر إليها.. ثم يتابع كلامه بنفس التوتر..
فؤاد
Et la présence d’un homme et d’une femme ne recueille
Aucun lien entre eux dans un appartement..est une chose
Qui préjudice à la société et à nous aussi..
كريستين تضحك
كريستين
(تضحك)
Alors ?tu parle comme les professeurs..pourquoi tu ne
Résume pas ton sujet..et dite moi ce que vous voulez
يسحب المفكرة من جديد ينظر إليها ثم يعيدها...
فؤاد
Le solution qui va nous aider à éviter certains problèmes
Est ….
فؤاد
(بدفعة واحدة)
de se marier…
ثم يردف مسرعا...
فؤاد
Je vais l’annuler dès la fin de votre séjour avec moi..
كريستين تطلق ضحكة عالية..
هو يزداد توترا...
كريستين
se marier ? oui bien sur..pourquoi pas..
يختفي التوتر من ملامح فؤاد وتظهر عليه علامات الفرح...كريستين تبدو مستمتعة...
كريستين
 Elle sera une belle aventure…
يظهر فرح شديد على ملامح فؤاد وهو يقاوم ارتسام ضحكة فرح على وجهه...
43-داخلي-مكتب العدل-نهار
داخل مكتب العدل..يجلس العدلان خلف مكتب..فؤاد وكريستين جالسان على كرسيين متقابلين أمام المكتب..مصطفى وشاب آخر يقفان جانب فؤاد...
العدل1
بالذرية الصالحة إن شاء الله..
فؤاد
إن شاء الله..إن شاء الله...
العدل2
اللهم يسَر...
فؤاد
آمين..آمين..
مشهد خارجي-شارع-نهار
 عائشة تتجول في شارع..تبدو متوترة وقلقة..تقف عند رصيف مقهى..تتكلم إلى بعض الشباب جالسين حول طاولة..الشباب يهزون رؤوسهم نفيا...ثم تنصرف متابعة طريقها...
مشهد خارجي-مكتب العدل/الباب-نهار
  فؤاد، كريستين ومصطفى والشاب الذي كان معهم يخرجون من مكتب العدل... الشاب يغادر...يبقوا الثلاثة...
يتقدمون مبتعدين عن كتب العدل..
مصطفى
...Félicitation mademoiselle مبروك عليك آ خاي مصطفى..
كريستين
(تبتسم)
merciiiii
فؤاد
(مخاطبا مصطفى)
ديك خانا اللي جيبتيه معاك زعما تيقا..مافيهشي بْلا بْلا ياك؟
مصطفى
لا من ديك الناحية غير كن هاني..
فؤاد
حيت أنا هاد الشي خصني يبقا مستور..نتا عارف العين واللسان دبنادم..
مصطفى
إيوا فوقاش  غاتخبروم فالدار؟ ولا حتى هوما غاتخبع عليهم؟
فؤاد
(مشيرا بيده)
من بعد..من بعد...
مشهد خارجي-شارع/حي شعبي-نهار
عايشة تطرق إحدى الأبواب..تنتظر..تعاود الطرق..حين تستعد للانصراف يتقدم منها مصطفى...
عايشة
آجي آ ولدي آ مصطفى جابك الله..
مصطفى
هانا خالتي عايشة ياك لا باس؟
عايشة
فؤاد هادي ثلث ايام ما بات فالدار..ماعندنا عليه حتى خبار..
مصطفى
آ فؤاد..فؤاد ديك الدار اللي كنت كاريها أنا..داها هو.. غير ماجبارشي
الوقت يجي عنكم..حيت الدار بعيدة وهو خدام..والصراحة الخطأ ديالي أنا حيت
كان وصاني باللي أنا اللي نجي نوصلكم الخبار..غير نسيت..سمحولي بزاف..
الأم تطلق تنهيدة ارتياح...وهي تجلس على عتبة الباب...
عايشة
ماكاين مشكل آ ولدي..المهم هو عرفناه فاينوا ..
تتغرغر عيناها بالدموع...
عايشة
(باكية)
كان زيالي غير وقعاتلو شي مصيبة...
مصطفى يجلس جانبها..
مصطفى
لا لا..ماعندك ماين تخاف كلشي بيخير...
ثم يشرد ببصره بعيدا..وهو يرفع حاجبيه متأسفا...
مشهد داخلي-شقة مصطفى-نهار
مائدة صغير عليها بعض علب العصير وبعض صحون الحلوى..كريستين تتقدم من المائدة وفي يدها كعكة بالشوكولاته..خلال ذلك نسمع صوت طرقات على الباب..كريستين تضع الكعكة على المائدة وتلتفت في توتر..يأتي فؤاد يشير إليها بالدخول إلى الغرفة..تنصرف كريستين..
يتجه هو نحو الباب بخطوات حذرة...ينظر عبر شق الباب...
يرى وجه أمه..
يبعد رأسه وهو مصاب بالفزع...ثم يلتفت حوله في حيرة...يعاود النظر عبر الشق..ثم يبعد رأسه..يقضم أظافره في توتر..
يعود إلى داخل المنزل...
يجلس على الأريكة لمدة سبع أو عشر ثوان..ثم ينهض...
يعود إلى الباب..ينظر عبر الشق..
لا يجد أحدا..
يرفع يده في لامبالاة...
مشهد داخلي-منزل فؤاد-ليل
في صالون المجلس يجلس كل من عبد القادر وعايشة وفؤاد...
عبد القادر
كنت على الأقل تقولا..ماتخليناشي مخلوعين عليك..كنت غير
تشوف يماك العقال ديالا كان غايخرج عليك..
رأس فؤاد منحني في اتجاه الأرض...
عايشة
وديك الطاكسي كاتربح بمنو شي حاجة...هادي مدة
ماشفنا منك شي فلوس...
فؤاد
(دون أن يرفع عينيه)
الحركة عيانة هاد الأيامات..وعاد البارح ضربوني بواحد البروصي..
عبد القادر
(ساخرا)
ضربوك بالبروصي؟ انت مضروب خلوق آش بقا فيك مايتضرب..
مشهد داخلي-شقة مصطفى-صباح
كريستين جالسة تتناول الفطور على مائدة عليها إناء عصير البرتقال، إبريق قهوة، بعض الخبز والكعك...يتقدم مصطفى وفي يده إبريق شاي...
كريستين
(في حماس)
Le thé maroccain..j’aime beaucoup..
 يضع الإبريق على المائدة..يجلس..ثم يشرع في صب الشاي في الكأس..يقاطعه صوت طرقات الباب..
فؤاد
(منزعجا)
مال هاد الدقان كيجي غير فالساعة د الماكلة..
يشير إليها بالذهاب إلى الغرفة..تنهض مسرعة مغادرة في اتجاه الغرفة..
يتجه نحو الباب..ينظر عبر الثقب..تمتعض شفتاه في عدم فهم..ثم يفتح الباب...
يظهر رجل في الخمسينات قصير القامة ذو شارب كث يرتدي جلبابا وقبعة دائرية...
الرجل
صباح آ سيدي..
فؤاد
وعليكم السلام..
الرجل
كاين السي مصطفى؟
فؤاد
مصطفى؟ لا مصطفى مسافر..أنا ولد عمو..بغيتي شي حاجة..
الرجل
إيوا الراس دالشهار هذا..خصنا المسائل ديالنا..
فؤاد
آآه..واخا ستنا واحد الدقيقة..
يتراجع وهو ويغلق الباب...
مشهد داخلي-شقة مصطفى/غرفة النوم-صباح
يدخل فؤاد غرفة النوم..كريستين جالسة على السرير..
كريستين
Avec qui tu as parlé..
فؤاد يلتقط سرواله من على الأرض ويسحب منه محفظة جيبية..
فؤاد
le propriétaire de la maison..est venu pour son loyer
يسحب من محفظته بعض الأوراق النقدية..يظهر على ملامحه الانزعاج وهو ينفخ في غيض..
كريستين
Y a-t-il de problème
فؤاد
Je n’ai pas assez d’argent
كريستين
Ou est le problème alors ?
تنهض..تلتقط حقيبتها الموجودة فوق درج خزانة..تسحب منها رزمة من الأوراق النقدية..تعطيها له..
كريستين
Prenez ce qui est suffisant
فؤاد يشعر بخجل شديد..
فؤاد
(وهو يبعد يدها)
Non..non..non ça ne peut pas être comme ça..
كريستين
Et pourquoi non ? je vis aussi ici..et de mon devoir
De contribuer aux frais aussi..
فؤاد
(كلمات متقطعة)
Mais..les hommes qui…
كريستين
(مقاطعة ومبتسمة في لطف)
Le Monsieur attend
بصعوبة شديدة يمسك المال وهو يضغط على شفتيه في خجل...
مشهد داخلي-شقة مصطفى/أمام الباب-صباح
الرجل صاحب المنزل يلصق أذنه في باب المنزل محاولا سماع الحديث الذي يدور بالداخل...
ثم يعتدل في وقفته بسرعة...
ينفتح الباب..يظهر فؤاد..يعطيه المال..
فؤاد
(يمد له النقود)
بسم الله..
الرجل
(يُعد النقود)
الله يخلف عليك..
ينتهي الرجل من العد..
الرجل
(في فضول)
سمعت لداخل بحال الا شي واحد كيهدار بالفرونسي..
فؤاد
لا هاداك غير واحد المسلسل فرانساوي فالتلفزة وصافي..
ثم يغلق الباب في وجه الرجل...
ينصرف الرجل وهو يتمتم ببعض الكلمات ويرفع حاجبيه ..
الرجل
لعجب..
مشهد داخلي-منزل فاطمة-نهار
حميد جالس في الصالون يشاهد التلفاز وفي يده جهاز التحكم، يغير القنوات باستمرار...
هاتفه المحمول الموجود فوق طاولة أمامه يرن..
يمسك..ينظر إلى الرقم..يعيده فوق الطاولة دون أن يرد...
مشهد داخلي-منزل حميد-نهار
سمية جالسة أمام مرآة ..ماسكة الهاتف المحمول واضعة إياه في أذنها ..تبدو قلقة...
ترفعه عن أذنها وتركب رقما ثم تعاود وضعه على أذنها...وتنتظر بنفس القلق...
ثم تزيله وتضعه جانبا في يأس...
مشهد داخلي-منزل فاطمة-نهار
حميد لا يزال يتفرج على التلفاز وملامحه تشير إلى الكثير من القلق والانزعاج..تتقدم منه فاطمة...
فاطمة
شكون اللي كان كيصوني عليك فالتليفون؟
حميد
(دون أن يحرك وجهه عن التلفاز)
غير واحد الولد صاحبي خصو نجي عندو..وانا مافيا مايخرج
فاطمة
سمية؟
حميد ينظر إليها نظر حادة ثم يدير وجهه نحو التلفاز مجددا..
فاطمة تتقدم منه أكثر..
فاطمة
(بصوت مرتفع)
جاوبني..واش سمية اللي كانت كاتصوني عليك؟
حميد
(منزعجا)
صافي آ الوالدة خليني عليك..
فاطمة
لا..علاش غانخليك..عاندو يسحابلك الا بقيتي هاكدا غاتحل
شي حاجة..راه غير كاتزيد تعقد عليك الأمور..آ ولدي الراجل
ماشي هو اللي كيهرب  من المشاكل ديالو ويبقا كالس..بالعكس
خصك انت اللي تمشي وتشوف شكاين وتحسم أمورك..
ملامح حميد تزداد غضبا...ثم ينهض واقفا...
حميد
(بصوت غاضب)
صافي..صافي..حتى انتي غاتعملي فيها امرا مثقفة وغاتبقا
تقرا عليا التفلسيف ديالك..هانا غانخويلك حتى انتينا ونهنيك..
وينصرف...
مشهد داخلي-قاعة مسرح-ليل
 على خشبة المسرح توجد سمية ضمن فرقة مسرحية يؤدون مشهدا من مسرحية Cyrano de Bergerac  للكاتب Edmond Rostan
كريستين وفؤاد جالسين ضمن الجمهور..فؤاد يغط في النوم..وكريستين تبدو مستمتعة بالعرض..تلتفت إليه تجده نائما..تضع رأسها فوق صدره...
مشهد داخلي-مكتب-نهار
رجل في الخمسينات جالس خلف مكتب يدون شيئا ما..نسمع طرقا خفيفا على الباب..يرفع بصره..يبتهج وجهه وهو يضع القلم ويقف...
الرجل
أهلا..أهلا..أهلا وسهلا
يظهر عبد القادر (والد فؤاد)..يتقدم نحوه..يتعانقان..ثم يجلسان...الرجل يعود إلى مكانه..عبد القادر يجلس على كرسي مقابل...
الرجل
إيوا زعما الا ماعايطناشي حنا وساقسينا
فيك انت والو زعما
ويضحك...
عبد القادر
إيوا غير مع الدنيا والمشاغل ديالها..اللي مابقات
كاتعطي الفرصة حتى نالواحد باش يشوف راسو
ويراجع نفسو..المهم شني عندك؟
الرجل
إيوا عندي واحد الهمزة..البهلول المهبول مايخليهاشي
ضيع من يدو...
عبد القادر
ييه إيوا هاتي ما عندك آسيدي..
الرجل
كنت واحد المرة قلتيلي بلي عندك شي ولد
عاطل..واش باقي عاطل؟
عبد القادر
إيوا شغانقولك..هاد الايامات بانتلو يعمل طاكسي
وبدا يوميا كيشكي على يماه ويصافطالي نعطيولو
فلوس..ها هو دابا خدام بيه..واش كيدخل شي صرف
ولا اللا..العلم لله..
الرجل
أنا جايبك نهدرلك على الصح الصحيح وانت كاتهدرلي
على الطاكسيات...اسمع آ السي..البارح عاد وصلونا شي
عقود د واحد الشركة فدبي..خصا عمل مغاربة..والله العظيم
آ السي عبد القادر الا أول واحد فكارت فيه هو انت..
يبتهج وجه عبد القادر...
عبد القادر
بارك الله فيك
الرجل
المهم قبل مانبدا..خصني نعرف واحد الحاجة...واش الولد مجوج ولا باقي؟..
عبد القادر
لا باقي...
الرجل
إيوا سيدي فيها خير..حيت العزوبة شرط أساسي نالمتقدمين نهاد المهنة..
عبد القادر
بارك الله فيك..هادي هي الصحبة وإلا فلا..
الرجل يلتقط قلما ويشرع في تدوين شيء ما...
الرجل
المهم أنا غانكتبلك الشروط واللوازم..ويجيبوملي هو فأقرب وقت...
مشهد داخلي-منزل فؤاد-ليل
عبد القادر وعايشة  جالسين في صالون المنزل...الأم تبدو مسرورة للغاية..
عايشة
دبي مرة واحدة؟ ماعندي مانسلك آ السي عبد القادر حتى نتا طلعتي عاندك المعارف...
عبد القادر
إيوا شنو سحابلك؟ بحال ديك البوهالي اللي ولدتي.. الراجل
دهاد الزمان هو اللي عندو الركايز علامن يوقف..باش عمرو
يتلف ولا يتمحن..راه اللي ماعندو وسيطة مايسواشي بسيطة..
ينفتح الباب..يدخل فؤاد...
عايشة
زيد آ وليدي زيد..واحد الخبار غايطيرك من الفرحة..
فؤاد يتقدم منهما..
فؤاد
(وهو يجلس)
بصاح؟
عايشة
الباك طبرلك كونطرادة دالخدمة..أو فدبي..
فؤاد يلتفت إلى والده وقد ابتهج وجهه...
فؤاد
بصاح آ الوالد..
الوالد يهز رأسه إيجابا...
فؤاد
والله إلا خبار مْضخم هذا..
الأم تلتفت إلى عبد القادر...
عايشة
زعما ماكيشرطو عليهم والو ؟
عبد القادر
(يهز رأسه نفيا)
سجل عدلي سليييم  والعزوبة..
تتغير ملامح فؤاد فجأة نحو القلق والخوف...
فؤاد
العزو...
لا يُكمل الكلمة...
عايشة
مالك؟ شفت وجهك تبدل
فؤاد يحني رأسه نحو الأرض...
فؤاد
لا والو..
مشهد خارجي-شارع/داخل سيارة الأجرة-نهار
فؤاد يقود سيارته في أحد الشوارع وهو في غاية الحيرة والقلق...
في مؤخرة السيارة يركب زبون شاب..
الشاب
فين ماشي آ..أنا قتلك نزلي ليييهن..
يتوقف بالسيارة...
فؤاد
(في غضب)
إيوا فكرني آ صاحبي..بالك فين كان؟
الشاب
(في غضب وبصوت مرتفع)
وانت بالك فين كان؟
ينزل الشاب..فؤاد يستمر في قيادة السيارة وعلى ملامحه نفس الحيرة والقلق...
مشهد داخلي-شقة مصطفى-ليل
فؤاد مسترخ على الأريكة واضعا يده فوق عنقه..
كريستين جالسة على الأرضية تعمل على الحاسوب الموجود فوق الطاولة بيدها الأيمن بينما تمسك بيدها الأيسر سندويشا تقضم منه من حين لآخر...
بعد صمت لمدة عشر ثوان تقريبا يتلكم فؤاد...
فؤاد
Quel est le sujet de votre recherche…
كريستين
Etes-vous intéressé ?
فؤاد
Juste par curiosité
كريستين
Je recherche les causes réelles qui résulte que les familles dans
Lès pays du tiers monde ne se limite pas à un nombre limité
D’enfants malgré les difficultés économiques qu’ils ont

يبدو عدم الفهم على ملامح فؤاد...
كريستين
Par exemple en Europe les familles ont peur d’avoir beaucoup
D’enfants..et ils préfèrent éduquer un ou deux enfants avec
Une bonne manière.. Contrairement de ton voisin qui
Habite au-dessus du (Indiquez la tête vers le haut), n’a pas
Un travail formel qui l’assure une pension, pas de sécurité sociale,
Pas d’assurance de santé, en plus d’un petit appartement loué, et
Malgré tout ça il a ce nombre, pourquoi ?  selon de mes conclusions
Les gens ici ne pas s’inquiéteraient pas  à leurs avenir parce qu’ils croient
en dieu, d’autre part il y on qui ont des enfants pour
Travailler et apporter de l’argent..ceci est un assaut sur l’enfance..
فؤاد
(مقاطعا)
Que pensez-vous de dubai ?
كريستين
Dubai ?.le statut des enfants à dubai ?.
فؤاد
Non non..je veux dire la vie et l’installation à dubai..
كريستين
la stabilité ?  non..non..je pense que passer quelque temps
la bas..mais être installée..impossible..pourquoi cette question ?
فؤاد
(يهز كتفه)
Juste par curiosité
كريستين تضحك..
كريستين
Qu’est ce qu’il ya..Avez-vous eu une boisson contenant
Une overdose de curiosité ou quoi ?
تستمر في الضحك وتعاود الالتفات نحو الحاسوب...
مشهد خارجي-شارع-ليل
فؤاد ومصطفى واقفان في مكان مرتفع يطل على ميناء طنجة حيث نرى السفن التي ترسو هناك...
مصطفى
كيفاش مانعراف ؟
فؤاد
كاتهدر بحالي مافراسك والو..كريستين..
نسيتي باللي أنا مجوج وهاديك مراتي؟
مصطفى
اللي فراسي أنا هو جواجكم موقت..غير على ما تسالي وتمشي
بحالا..غاتفسخو ديك الشي وكل واحد يكمل طريقو..
فؤاد
موقت؟..ما كاين حتى شي حُب موقت...هي ملي  غاتسالي البحث
ديالا..غانمشي معاها..وغاترجع عندنا طريق وحدا...
مصطفى
بغيتي النصيحة مني آ خاي فؤاد..تبع البلان د الوالد و سير طبر
على راسك حسن لك..وبعاد من ديك الكاورية حيت ماغاتجيشي معاك...
فؤاد
(في ضيق)
ماتجيشي معايا، زعما هي بنادم وانا ماشي بنادم ياك !!
مصطفى
وافهمني آ صاحبي ..انت وياها مختالفين.. اللي عندك
انت هنا(يشير إلى رأسه) ماشي هو اللي عندها هي..
انت دابا عايش معاها هنا ماغاتلاحظ والو
ولكن الا مشيتي معاها ساعة تعرف شكاين...
فؤاد يشعر بالانزعاج ويغادر...
مصطفى يتبعه..
مصطفى
فؤاد..فؤاد...
مشهد داخلي-شقة مصطفى/غرفة النوم-ليل
  فؤاد وكريستين على سرير النوم...
 كريستين تغط في نوم عميق، بينما فؤاد لا يزال مستيقظا...مستلقيا على ظهره ويديه مشتبكتين خلف عنقه...والقلق والحيرة باديان على ملامحه...
كريستين تتقلب في اتجاهه..تضع يدها حول صدره..ثم رأسها...
ينظر إليها ويظل يحدق في وجهها في لطف وهو يبتسم...
مشهد داخلي-منزل فؤاد-نهار
 فؤاد وعايشة و عبد القادر جالسون في الصالون، عبد القادر وعايشة جالسان قبالة بعضهما، فؤاد جالس بينهما
 يسود صمت لمدة 15 ثانية تقريبا، لا أحد يتكلم، عايشة وعبد القادر يتبادلان نظرات استغراب، فؤاد ينظر إلى الأرض وهو يعبث بأنامله...
عايشة
هاد الهدرة ديالك مابغاتشي دخولي لراسي آ وليدي..
ياك عاد البارح كنت طاير بالفرحة..
فؤاد يهز رأسه إيجابا دون أن يرفع عينيه..
فؤاد
ملي فكارت مزيان..قلت نبقا هنا حسن..
عايشة
زعما ما كاين حتى شي سبب زعما؟
فؤاد يهز رأسه نفيا...
فؤاد
ماسخيتشي بالبلاد..هاد الشي اللي كاين..
عبد القادر
اللي كاين هو أنك خواف، ماسخيتيشي بالفشوش وماقدر
على مسؤولية..الا بقيتي هكذا عمرك ماتكون راجل..
عبد القادر ينهض ويغادر الصالون وهو منزعج
عبد القادر
(يتمتم ساخرا)
قالا ماسخيتشي بالبلاد...
مشهد داخلي-شقة مصطفى/غرفة النوم-ليل
 كريستين جالسة فوق السرير مثنية ركبتيها، تعمل على الحاسوب المحمول الموجود أمامها، وتدخن سيجارة..الطفاية وُضعت فوق السرير أيضا...
 يتقدم منها مصطفى..يجلس وراءها..يحرك يده في تردد للمس ذراعها..يعيد يده دون أن يلمس...
 يبدو مترددا ومتوترا..
فؤاد
Christine..J’ai une demande..
كريستين
Oui my love..
فؤاد
Je rêve d’avoir des enfants
كريستين تسحب آخر نفس من السيجارة.. تطفئها..وتلتفت إلى فؤاد..
كريستين
Des enfants ! ? le monde est plein d’enfants..
Pourquoi voulez-vous de plus ?
فؤاد
Il ya beaucoup oui..mais moi je n’ai pas d’enfants..et je veux
Les avoir
كريستين تفكر...
كريستين
Mmm, pourquoi ne demande pas tu à un enfant
De notre voisin, sur il va accepter car on va lui donner
Un grand cout de main..
فؤاد
Non non, ton solution est efficace, c’est difficile pour
Les gens d’ici de renoncer à leurs enfants quel que
Soit leurs situations..
كريستين تفكر مجددا...
كريستين
(ترفع يديها في إحباط ثم تشير نحو الحاسوب)
Comme vous voyez..je suis occupée à la recherche
Maintenant..et j’ai d’autres projets..que pensez-vous
Que nous reportions ce sujet au plus tard
فؤاد يهز رأسه في عدم ارتياح..
كريستين تقترب منه تطبع قبلة على خده..
حركة جانبية للكاميرا تُظهر فؤاد وهو يتحسس خده في خجل..
كريستين تُشعل سيجارة أخرى وتستمر في العمل على الحاسوب...
يظل هو يرمقها في انزعاج...
مشهد داخلي-منزل فؤاد/غرفة النوم-ليل
 عايشة مستلقية على السرير  وعليها الغطاء..تبدو شاردة الذهن...
يتقدم عبد القادر وهو ملابس النوم...يجلس على السرير..
عبد القادر
باقا مانعستي؟ ياك لا باس فاش كاتفكر..
عايشة
مايمكنشي..الولد من صغرو وهو كيحماق يمشي الخارج يخدم..
ودابا ملي جاتو الفرصة قالك لا..ضروري ماتكون شي
حاجة مور هاد الرفض...آجي عندو يكون شي مرة وقعلو
الصداع مع المخزن ودخل نالحبس وحنا مافخبرنا والو؟
عبد القادر
(ساخرا)
سوابق عدلية ؟ سوابق عدلية معناها الكوميسريات.. معناها
الحباسات..ملي جينا من تطوان وانتينا كل ليلة كاتغطيه بالمالطة قبل ما ينعاس
فين غايعمل هاد السوابق؟ فالأحلام؟
الأم تطلق تنهيدة طويلة ويرتسم على وجهها القلق وعدم الاطمئنان...
مشهد داخلي-شقة مصطفى-نهار
 كريستين جالسة في صالون الشقة ترتدي قميص عار الصدر والذراعين "وشورط" من الجينز قصير، وهي تقوم بوضع طلاء الأظافر على أظافر رجلها..خلال ذلك نسمع صوت أغنية Bad romance  للمغنية lady gaga،
وعلى شاشة التلفاز نرى كليب الأغنية
نسمع صوت طرقات على الباب..تتجه هي نحو الباب..تفتحه..
تظهر عايشة..تشهق عايشة و تصاب بهلع ودهشة كبيرين..
مشهد داخلي-شقة مصطفى/أمام الباب-نهار
عايشة وكريستين أمام الباب..كريستين أمام الباب من جهة الشقة وعايشة من الخارج..
كريستين
Bonjour
عايشة
(في قلق)
شكون انتينا ؟
كريستين
Y a-t-il problème ?
يظهر التوتر والحيرة على ملامح عايشة وتلتفت حولها..ترى فتاة في العشرينات تصعد السلالم...
عايشة
سمحلي آ بنتي الله يرضى عليك كاتعرف الفرنسوية ؟
تتقدم منها الفتاة..
الفتاة
(تهز رأسها إيجابا)
نْعام..
عايشة
خاي الله إلا ماسقسيها على مول الدار..
الفتاة
(مخاطبة كريستين)
Cette dame veut le propriétaire de maison..
كريستين
Fouad ?
عايشة
(تهز رأسها إيجابا)
ييه فؤاد
كريستين
Il n’est pas là pour l’instant..je suis son marie..
الفتاة
(مخاطبة أم فؤاد)
قالتلك هو ماكاينشي فهاد الساعة..وهذي مراتو..
تجحظ عينا عايشة وتطلق شهيقا حادا وتزداد رعبا وقلقا...
كريستين
(تشير بيدها نحو الداخل)
Vous pouvez accéder et d’attendre si tu veux..
الفتاة
قاتلك يمكلك تدخول عندا  لداخل وتستناه إلا بغيتي..
بصعوبة شديد تستطيع أم فؤاد أن تهز رأسها والرعب والخوف لا يزالان باديان على ملامحها...
عايشة
واخا..واخا...
مشهد خارجي-شارع/أمام باب سوق ممتاز-نهار
   سيارة فؤاد للأجرة واقفة أمام باب سوق ممتاز..نراه يخرج من باب السوق وبيده بعض الأكياس..يتجه بها نحو السيارة..يضعها في الخلفية..ثم يفتح الباب ..يصعد..تتحرك السيارة...
مشهد داخلي-منزل مصطفى-نهار
عايشة وكريستين جالستين قبالة بعضهما في صالون الشقة..خلال ذلك نسمع أغنية love game  للمغنية lady gaga...عايشة تحرك رأسها في جميع الاتجاهات في يأس وتضرب على فخذيها..كريستين منهمكة في وضع طلاء الأظافر على أظافر رجلها..
  عايشة تنظر إليها نظرات غير مريحة...
  تدير وجهها نحو التلفاز..ترى كليب الأغنية الذي يضم بعض اللقطات الخليعة...ثم تزيل وجهها بسرعة..وتعود تحرك رأسها وتضر على فخذيها...
عايشة
(متمتمة)
آ راسي يا راسي..آ راسي راسي.. هاد الشي كامل خرج منك آ وليدي..
هادي هي التربية..
كريستين تلتقط علبة سجائر..تمدها لعايشة...
كريستين
Une cigarette ?’
عايشة تنظر إليها في حيرة وغباء...
عايشة
(تهز رأسه نفيا وبصوت مرتفع)
لا بنتي..حنا ماكنعملوشي ديك الشي..
كريستين
ok
كريستين تسحب سيجارة وتضعها في فمها...
أم فؤاد تعاود الضرب على فخذيها بقوة أكبر هذه المرة...
عايشة
(متمتمة)
وزايداها بالكارو..
نسمع صوت الباب ينفتح...
ص.فؤاد v.o:
(في نغم)
Mon amouuuuuuur…
يُغلق الباب..يستدير..حين يرى أمه..تتغير ملامحه نحو القلق..
فؤاد
الوالدة..
عايشة
(ساخرة)
جيب نشوف مرات ولدي دابا يكون خصا شي حاجة..
فؤاد
آ الوالدة ماتفهشي هاد الشي غلط..انا كنت باقي غانهدر معاكم ونشرحلكم شني كاين..
أم فؤاد تقف وتتجه نحوه...
عايشة
ياك، إيوا حتى أنا خصني نهدر معاك، تبدا انت ولا أنا ؟
فؤاد
الوالدة شوف...
عايشة
(مقاطعة)
ماشي هنا غاتكون الهدرة..
تنصرف...
عايشة
(تفتح من الباب)
لحق عليا للدار...
 نسمع صوت إغلاق الباب..فؤاد وكريستين يتبادلان نظرات غير مريحة..فؤاد يرفع يديه إلى الأعلى في إحباط...
مشهد داخلي-منزل فؤاد-نهار
الأب جالس على أريكة في الصالون..فؤاد وأمه واقفان..هو ثابت في مكانه وهي تطوف حوله...
عايشة
صافي هذي هي اللخرة ديالك آ وليدي، آه؟ ربيناك.. كبرناك..قلتي  خصك طاكسي
تخدم بيه على راسك عملنا لك خاطرك..ساعة تمشي من مورا ظهرنا تجيب واحدة
كافرة بالله ما عارف عليها لا آصل ولا فاصل ...
تقف وراءه..تطلق تنهيدة عميقة وهي تحرك رأسها في يأس..
عايشة
ولكن أنا اللي نتلام..الغلطة كاملا ديالي..حيت أنا اللي فششتك
 بلا قياس إيوا سمع شغانقولك..غاتمشي دابا غاتخرج
ديك المونيكة اللي كالسالك تما وترجع للدار الباك...فهمتي ؟
فؤاد يهز رأسه نفيا...
فؤاد
هاديك راها مراتي آ الوالدة..تجوجنا على سنة الله ورسوله..
عايشة
هاديك ماكاتعرف لا الله ما كاتآمن بالرسول...
فؤاد
ماشي شغلي..المهم هو أني بغيتها ورتحت معاها..هذا هو المهم..
الأم تلتفت نحو عبد القادر...
عايشة
آ عبد القادر مالك ساكت آجي هدر مع هاد المسخوط...
عبد القادر ينهض من مكانه ويسير في اتجاه فؤاد...
عبد القادر
سمع آ ولدي شغانقولك..نتا دابا ماشي باقي صغير باش نوريوك الخايب من
المزيان..أو شنو تعمل و شنو ماتعملشي..انت دابا شخص مسؤول..كيتحمل
مسؤولية الاختيارات ديالو..والاختيار ديالك ليوما هو يا إما حنا..أنا ويماك
اللي ربيناك وكبرناك وخا طلعتينا القوق نالراس..يا إما ديك الأخت اللي قلتي
كاتبغيها ورتاحتي معاها..
فؤاد
أنا بغيتكم بجوج آ الوالد...
عبد القادر يهز رأسه نفيا...
عبد القادر
ما غاناسبوها ماغاتناسبنا..ما هي من الملة ديالنا.. ما هي من الدين ديالنا...
فؤاد يشرد ببصره بعيدا...
مشهد خارجي-شارع/سور المعكازين (طنجة)-نهار
 فؤاد وكريستين يتجولان أمام المدافع..يبدو عليهما السرور والفرح..يقفان..ويتطلعان نحو البحر...
مشهد خارجي-شاطئ البحر-نهار
  فؤاد وكريستين يسيران على حافة شاطئ البحر..تبطئ سيرها..يتقدم أمامها هو..تقوم برشه بالمياه..فيفعل هو نفس الشيء ..فتركض مسرعة وهي تضحك...
مشهد خارجي-مغارة هرقل(طنجة)-نهار
فؤاد وكريستين يتجولان داخل مغارة هرقل...
مشهد داخلي-شقة مصطفى/المطبخ-نهار
كريستين واقفة أمام الموقد تحرك شيئا ما يوجد داخل مقلاة توجد فوق الموقد...
يدخل مصطفى يحاول تذوق ما في المقلاة فتضرب ضربة خفيفة على كفه بالعصا الخشبية التي كانت تحرك بها...وتضحك...
مشهد داخلي-شقة مصطفى/غرفة النوم-ليل
فؤاد وكريستين جالسين على السرير بجانبي بعضهما وأمامهما الحاسوب المحمول يشاهدان شيئا ما بداخله..ثم يطلقان ضحكة عالية...
مشهد داخلي-البناية السكنية-نهار
 فؤاد وكريستين يصعدان أدراج السلالم...يقابلان مالك المنزل...مالك المنزل يضل ينظر إليهما...
مالك المنزل
هذا هو المسلسل الفرانساوي اللي كاتفرج ؟
فؤاد يتجاوزه ومعه كريستين...
فؤاد
(بصوت مرتفع)
وا ديها فراسك، على قوم كيف عامل..مكابلين غير
البلوة والحضية..متخلفين...العالم الثالث...
يضل مالك المنزل ينظر إليه في استغراب..ثم يكمل طريقه...
فؤاد وكريستين يكملان طريقهما...
مشهد خارجي-شارع/أمام دكان-نهار
 التاجر داخل الدكان رجل في الستينات...
يتقدم منه مالك المنزل الذي يقيم فيه فؤاد...
مالك المنزل
مابقات حشمة ما بقا حيا..غير اللي رشقلو يعمل شي حاجة كيعملا..
التاجر
آآآ الجيران ديالنا..إيوا ولاد اليوم..
مشهد خارجي-شارع-ليل
منظر ليلي (بعيد) لمنطقة من مناطق طنجة....
 
مشهد خارجي-شارع-صباح
نفس المشهد السابق يتحول إلى صباح...
مشهد خارجي-شارع/داخل سيارة الأجرة-نهار
 فؤاد يقود سيارته في شارع..يلتفت يمينه..شيء يلفت انتباهه..
 يتوقف بالسيارة ينزل منها..يتجه إلى محل يبيع الدمى والدببة الحمراء التي يقدمها العشاق إلى بعضهم..يدخل..ويخرج بعد لحظات...يعود إلى السيارة..يفتح الباب..يدخل..
 داخل السيارة يمسك دبا صغيرا أحمر اللون رُسم في صدره شكل قلب وكُتبت عليه عبارة I love you
، يتطلع إليه لثوان..ثم يتحرك بالسيارة...
مشهد داخلي-شقة مصطفى-نهار
ينفتح الباب..يدخل فؤاد...وفي يده الدب الصغير..
فؤاد
Christine..christine..
لا أحد يرد..
يتجه إلى المطبخ وإلى غرفة النوم..
ص.فؤادv.o :
Christine..
 يعود إلى صالون المنزل..وهو ينظر حوله..ظرف صغير وُضع فوق الطاولة يُلفت انتباهه..
ينحني يلتقطه ويفتحه...
وهو يقرأ الظرف تتحول ملامحه تدريجيا نحو الرعب والإحباط والحزن، الدب يسقط من يده..
ص.كريستين v.off :
Cher Fouad, les jours que j’ai passé avec toi était
Vraiment distinctifs..et je suis reconnaissante à toi
En raison de ton gentillesse..
مشهد خارجي-شارع/داخل الأجرة-نهار
فؤاد يقود سيارته في شارع..يبدو قلقا ومتوترا...
ص.كريستين v.off :
C’était vraiment beaux jours..j’ai appréciée beaucoup
..pour le projet je pense qu’il serait bon grace a toi
parce que tu m’as  fourni une bonne ambiance..mercii
Et pour mes prochains projets je pense que le destination
Suivant sera au kenya..
مشهد خارجي-شارع/أمام باب المطار-نهار
  فؤاد جالس داخل سيارته الواقفة أمام باب المطار يدخن سيجارة وهو يترقب الناس التي تدخل وتخرج منه...والحزن والقلق باديان على وجهه...خلال ذلك نسمع صوت هدير طائرة..
ص.كريستين v.off :
En fin je vous souhaite une vie heureuse et de trouver
Une femme qu’elle t’aime..parce que tu es vraiment un mec
Sympa et distinct et affectueux aussi..
مشهد خارجي-شارع/أمام باب المطار-ليل
سيارة فؤاد واقفة أمام باب المطار..ونسمع نفس صوت هدير الطائرات...
مشهد خارجي-شارع/أمام باب المطار-صباح باكر
سيارة فؤاد واقفة أمام باب المطار..ونسمع نفس صوت هدير الطائرات...
مشهد خارجي-شارع/داخل سيارة الأجرة-نهار
 فؤاد يقود سيارته في شارع..يبدو أقل توترا وقلقا..في مؤخرة السيارة تجلس فتاة في منتصف العشرين أو الثلاثين..فؤاد يتطلع إلى المرآة الأمامية..يرى وجهها..ينظر إليها نظرات إعجاب وهو يغمز...د
تتوقف السيارة..يصعد رجل في مؤخرة السيارة..يتعانقان هو و المرأة...
المرأة
توحشتك..
الرجل
حتى أنا..
تتغير ملامح فؤاد نحو الإحباط وهو يتابع سيره...
مشهد داخلي-منزل فاطمة-نهار
تقوم فاطمة بفتح الباب فيظهر أمامها رجل في الأربعين وهو يمسك ورقة في يده...
الرجل
السلام عليكم آ لالة..
فاطمة
وعليكم السلام آ سيدي
الرجل
هنا كيسكون..حميد آ... (يتطلع إلى الورقة)..حميد بلعياشي؟
فاطمة
ييه هنا كيسكون..ولكن ماكاينشي دابا فالدار، علاش؟...
الرجل يناولها الورقة..
الرجل
المهم ملي يجي عطيه هاد الاستدعاء..جاتو من المحكمة..
تتناول الورقة ويظهر على وجهها القلق...
فاطمة
استدعاء؟ ياك لا باس..
الرجل
مراتو رفعت عليه دعوة ديال طلب الطلاق..بحجة أنه هادي مدة وهو غايب
عليها وعلى الدار..ومابقاشي كايأدي الواجبات ديالو، يا لاه..الله يهنيك ..
ينصرف الرجل..فتقوم فاطمة بإغلاق الباب...
مشهد خارجي-شارع/داخل سيارة الأجرة-نهار
 فؤاد يقود سيارته..نرى لحية خفيفة بدأت تنمو على وجهه وحول فمه..بعض الأجزاء من شعر وجهه ورأسه صارت بيضاء..
 يتوقف بالسيارة..يتطلع إلى المرآة ..يتحسس شعيرات وجهه..ثم منطقة الجبهة التي أصابتها بعض التجاعيد..ثم يلتفت إلى يمينه...
 يخرج من السيارة..
مشهد خارجي-شارع -نهار
يتجه إلى محل بصريات optique ..يدخله..ثم يخرج بعد لحظات..يعود إلى السيارة..يدخلها..
مشهد خارجي-شارع/داخل سيارة الأجرة-نهار
 يضع نظارتي إبصار على عينيه ..يظل يحدق في المرآة للحظات..يرفع كفه الأيسر نحو وجهه.. يلقي نظرة على بنصره المبتور... يحرك مفاتيح السيارة فتتحرك..
مشهد خارجي-شارع-نهار
منظر بعيد..
الشارع مزدحم بالسيارات والمارة، نسمع صوت ضجيج السيارات..نرى سيارة فؤاد وسط الشارع وهي تبتعد ...

النهــــــــــــاية



 
  سيناريو: معاد محال-المغرب (2012-02-07)
Partager

تعليقات:
معاد محال /المغرب 2012-12-02
الأخ خالد. حسب منظوري، هدف الشخصية هو العثور على علاقة حب مع الجنس الآخر بالمواصفات التي يعبر عنها. والدافع الذي قاده إلى المطار هو نسيان ذكرى فاطمة الزهراء. والمشاكل وصلت ذروتها حينما وجد نفسه مجبرا على اتخاذ القرار عن طريق الاختيار بين كريستين وعرض العمل في دبي أولا ثم بينها وبين والديه. أما الافتراق فيعطي انطباعا عن اختلاف وجهات نظر الشخصيتين. ففؤاد شخص بسيط كل هدفه في الحياة هو الاستقرار مع المرأة التي يحبها. أما كريستين فهي شخصية مغامرة تحب السفر والاستطلاع والاستقرار لا يلائمها.

شكرا على منحك الوقت لهذا السيناريو وإعطاءه الاهتمام. مع التحية
البريد الإلكتروني : mouadmouhal@gmail.com

khalid /maroc 2012-11-09
لقد اعجبتني طريقة الكتابة . من خلال القصة يظهر ان النهاية لم تكن موفقة . لماذا لم يتوفق الشخصيتان في نسج علاقة وطيدة وعادية مع الجنس الآخر . حسب منضوري أن تبدأ القصة بالمشاكل لتصل الى الى الحلول.
البريد الإلكتروني : khalid_assistant@yahoo.fr

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

القمر الأسود-سيناريو: معاد محال-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia